مدرجات محافظة إب: نموذج تقليدي للاستدامة المائية والغذائية

مدرجات محافظة إب: نموذج تقليدي للاستدامة المائية والغذائية

حولت مدرجات محافظة إب الجبال إلى منظومة إنتاجية مستدامة، تجمع بين حصاد الأمطار، التوزيع العادل للمياه، والمرونة المجتمعية، لتصبح المحافظة نموذجاً حياً لهذا الإرث الزراعي التقليدي.

وتعمل المدرجات على إبطاء جريان المياه وتغذية الأحواض، مدعومة بقنوات تقليدية مثل المشارب والرداد والسواقي، ومنشآت تضم كروف وبرك وماجل وأجلة وحواجز سيول، إضافة إلى آبار سطحية في القيعان، ويعتمد السكان على نظم توزيع عرفية للمياه، مصحوبة بأحزمة شجرية تحافظ على التربة.

وتفصل هذه المدرجات بين السكن والزراعة والرعي، وفيها تستثمر المجتمعات كل شبر من الأراضي وتعمل على منع انجراف التربة.

ونظراً لاعتمادها على نظام تقسيمات متدرج يشمل: (الحبوب في الأعلى، البقول في الوسط، والخضروات والعلف في الأسفل) يتم توزيع المياه اليها بعدالة عبر “الدُّوَل”، ويعتمد عليها السكان لتزويد الأسواق الأسبوعية ومدافن الحبوب و”الكيد” لضمان الأمن الغذائي.

وفي هذه المدرجات أيضاً تتوزع القرى والمزارع في مواقع مرتفعة بعيداً عن السيول والانهيارات، مع تباعد التجمعات للحد من انتشار الأوبئة، وتوسع الحرائق المشتعلة، كما توفر الحصون والمواقع المرتفعة صعوبة أمام الغزاة، بينما يسهم توزيع الموارد في تعزيز الصمود المجتمعي.

مواد مقترحة:

اليوم العالمي للمرأة الريفية: النساء في اليمن يواجهن الحرب ويثبتن صمودهن

الجوف: مدن ومعابد ونقوش على طريق القوافل القديم

تحذيرات من تحديات زراعية في اليمن مع نهاية موسم الخريف