الجفاف في اليمن يهدد الغذاء وسبل العيش

الجفاف في اليمن يهدد الغذاء وسبل العيش

تشهد اليمن منذ أشهر موجة جفاف مقلقة، ترافقت مع ارتفاع شديد في درجات الحرارة، ما أدى إلى إجهاد المحاصيل الزراعية، وتدهور سبل العيش، وازدياد تهديدات الأمن الغذائي، لا سيما في المناطق الشرقية والساحلية.

وحسب مانشرته منظمة الأغذية التابعة للأمم المتحدة (الفاو) فقد سُجّل خلال الأشهر الفائتة جفاف واسع النطاق في معظم المحافظات اليمنية، باستثناء هطولات محدودة اقتصرت على المرتفعات الجبلية في محافظة إب (وسط البلاد).

وفيما يخص المناطق الشرقية والساحلية، فقد كانت شبه خالية تماماً من الأمطار، حيث تراوح العجز المطري فيها بين 10% و20% مقارنةً بمتوسط الهطول طويل الأمد.

وخلال الفترة ذاتها تجاوزت درجات الحرارة القصوى في بعض المناطق الشرقية والساحلية حاجز 42 درجة مئوية، أي أعلى من المعدلات المعتادة بفارق يتراوح بين 2 و5 درجات مئوية.

وحتى المرتفعات التي تُعرف باعتدال مناخها وبرودتها النسبية، مثل ذمار وإب، شهدت ارتفاعاً غير مألوف في درجات الحرارة، مما أدى إلى إجهاد حراري واسع النطاق على النباتات، وفاقم التأثيرات السلبية على الزراعة.

التأثير على سبل العيش

الزراعة: شهد موسم زراعة الذرة الرفيعة تأخراً ملحوظاً بسبب ضعف الأمطار.

التربة: أدّى ارتفاع الحرارة إلى فقدان رطوبة التربة، مما أثر سلباً على إنبات ونمو المحاصيل.

الثروة الحيوانية: تدهورت المراعي في محافظات ريمة وشبوة وأبين، ما تسبب في نقص حاد في الأعلاف.

المياه: انخفاض تغذية المياه الجوفية أثّر على الزراعة ومصادر مياه الشرب في عدد من المناطق.


وتتزايد المخاوف بشأن الأمن الغذائي في اليمن، حيث تشير التقديرات إلى استمرار التحديات الجسيمة حتى فبراير 2026، نتيجة الانهيار الاقتصادي، وارتفاع أسعار الوقود، وتراجع المساعدات الإنسانية.

وتشير مؤشرات الفاو إلى أن الجفاف الشديد وعجز الأمطار خلال الفترة ما بين مارس ومايو قد يسفران عن تراجع ملحوظ في إنتاج المحاصيل والحبوب، مما يضاعف من حدة الأزمة الغذائية القائمة.

مواد مقترحة:

السدود اليمنية: حياة أم كارثة؟

المياه السامة في الضالع

المياه السامة في الضالع

عبس المنكوبة: مجاعة ونزوح وصمت المساعدات