سونيا قحطان.. شابة يمنية تحوّل منزلة فصل دراسي

سونيا قحطان.. شابة يمنية تحوّل منزلة فصل دراسي

وسط تداعيات الحرب في اليمن، برزت المرأة كركيزة أساسية في دعم المجتمع عبر مبادرات إنسانية وتعليمية متنوعة، ومن بين النماذج اللافتة، أطلقت الشابة سونيا قحطان من محافظة تعز مبادرة فردية لتعليم الأطفال النازحين، لتجسد صورة ملهمة للعطاء والتضحية.

في حديث خاص لـ”ريف اليمن” تقول سونيا: “منذ الطفولة، كان حلمي أن أكون متطوعة إنسانية مثل الذين كنت أشاهدهم على شاشة التلفاز”، مشيرة إلى أن الحلم نما معها حتى تحقق عام 2017 عندما بدأت مشروعها لمساعدة الأطفال.

واجهت سونيا تحديات في البداية بعدما تعرقل مشروع لتعليم النازحين في قريتها، وتوضح: “شعرت بالحزن على هؤلاء الأطفال، فهم بحاجة إلى فرصة للتعلم”، وبدلاً من التوقف، قررت تخصيص غرفة في منزلها لتدريسهم وتوفير المستلزمات المدرسية.

يقول بسام الحداد، مسؤول في الوحدة التنفيذية للنازحين بمديرية المعافر: “سونيا بذلت جهداً كبيراً لتشجيعهم، وفتحت منزلها لهم، ووفرت المستلزمات المدرسية”، مؤكداً لمنصة ريف اليمن أن “دورها المحوري ساهم في ضمان التحاق هؤلاء الأطفال بالعملية التعليمية ومن ثم إلحاقهم بالتعليم العام”.

“سونيا زرعت فينا الأمل، شعرنا بأننا لسنا وحدنا، وأن هناك من يهتم بنا ويساعدنا” تضيف جميلة سعد، وهي إحدى الأمهات المستفيدات، في حديثها لـ”ريف اليمن”.

لكن المبادرة لم تكن خالية من الصعوبات، إذ واجهت سونيا انتقادات اجتماعية، وقالت: “كنت أتلقى تعليقات سلبية من بعض الناس الذين كانوا يقولون لنا أنتم النساء شغلكم في المنزل”، ومع الضغوط النفسية وساعات العمل الطويلة خارج البيت، واصلت مسيرتها إيماناً بأن التعليم هو الطريق لمستقبل أفضل.

اليوم، تُجسّد سونيا صورة للمثابرة والعمل الإنساني في بلد أنهكته الحرب، بعدما نجحت في إعادة الأمل إلى أطفال نازحين حُرموا من حقهم في التعليم.

مواد مقترحة:

هكذا يعيش البدو الرحل في لحج

نساء ريمة يواجهن الموت أثناء رعي الأغنام في الجبال

اليمن تسجل 29 إصابة بفيروس شلل الأطفال