في قفار موحشة بصحراء وادي الجدين بمحافظة لحج، يعيش البدو الرحل حياة تكاد تخلو من أبسط مقومات العيش، وسط تنقل دائم بحثاًعن الكلأ (النبات- الأعشاب) والماء.
هناك في مساكن متناثرة، تبعد عن بعضها أحياناً أكثر من 500 متر، يعيش بعضهم تحت الأشجار أو في أكواخ من القش، بينما يقضي معظمهم نهارهم في السير على الأقدام بحثاً عن الماء والمرعى لرعي أغنامهم وأبقارهم وإبلهم.
ويعتمد البدو في معيشتهم على رعي الأغنام والأبقار والإبل، فيما يعمل بعض الشباب في أعمال البناء في المناطق القريبة منهم، ومع تراجع حركتهم خلال السنوات الأخيرة بسبب شح الأمطار وتغير المناخ، تبدلت موازين حياتهم التقليدية، مما فاقم أوضاعهم المعيشية.
ويعاني سكان المنطقة من الحرمان من الخدمات الأساسية والتعليم، حيث يقول الممرض المحلي عوض قطعي لـ”ريف اليمن”: “كل صباح أقطع مسافات طويلة من أجل ضرب بعض الحقن لمريض مصاب بداء السكري عاجز عن الحركة”.
يشير محمد عبد القوي هداس إلى أن “السنوات الأخيرة كانت أشد قسوة بسبب الجفاف، للحصول على الماء نمشي أكثر من ساعتين يومياً”، مضيفاً لريف اليمن: “أطفالنا لا يعرفون المدارس، والنساء والأطفال يواجهون المخاطر يومياً أثناء جلب المياه”.
وعلى بعد خمسة كيلومترات من باب المندب، يعيش بدو الماجلية أوضاعاً مشابهة، في مساكن بدائية تفتقر إلى الماء والتعليم.
وفي حديث لـ”ريف اليمن” يقول الشيخ راشد بن راشد، أحد وجهاء المنطقة: “يقطن المنطقة 80 أسرة، بعضهم تحت الأشجار أو في بيوت من القش”، وأضاف قائلاً: ” تمكنا من تجميع الأطفال في صندقة خشبية للتعليم، لكنها مهددة بالانهيار بفعل الرياح”.