تتميز مدينة الخوخة الساحلية بمقومات طبيعية ومزايا سياحية فريدة، ويعد ساحلها من أجمل الأماكن السياحية في البلاد، إذ أطلق عليها الكثير من اليمنيين قديماً لؤلؤة اليمن.
وتضم مديرية الخُوخَة العديد من الشواطئ والجزر، وتشتهر بثرواتها الطبيعية، إذ تعد من أهم مناطق إنتاج الأسماك والمنتجات البحرية في اليمن، ويعتمد سكانها على الصيد البحري بدرجة أساسية.
وأبرز ما يميز هذه مدينة الخوخة هو صف طويل من أشجار النخيل الممتدة على طول شاطئ البحر، كل من يزور هذه المدينة يشيد بهوائها العليل ومناخها المعتدل، حيث كانت قبل إندلاع الصراع في اليمن مقصداً للزوار.
الموقع والسكان
تقع مدينة الخوخة في محافظة الحديدة غربي اليمن، وهي منطقة ساحلية تبعد عن مركز المحافظة نحو 163 كم إلى الجنوب من الحديدة ويربطها طريق اسفلتي بمدينة حيس، وهي أيضا محاذية لمحافظة تعز.
يبلغ عدد سكانها نحو 33764 نسمة، يقطنون في 45 تجمعاً سكانياً أبرزها: الجشة، وابو زاهر، القطابا، والمحرق، والدوبله، وفرتوت، والعميسي، كما تضم نحو 12 جزيرة أبرزها حنيش الصغرى، وحنيش الكبرى و10 جزر أخرى.
الاقتصاد
يعمل معظم سكان مديرية الخوخة في اصطياد الأسماك والأحياء البحرية، وصناعة الحرف اليدوية، التي من أبرزها صناعة القوارب البحرية والذي يعد من الحرف التقليدية، بالإضافة وزراعة المحاصيل الزراعية الخضروات والفواكه والقطن والسمسم.
وتعد صناعة القوارب بالطرق التقليدية هي الأكثر انتشارا حيث يمثل الصيد عصب الحياة في هذه المدينة الساحلية، ويحترف غالبية السكان مهنة الصيد لسدِّ احتياجاتهم المعيشية ويتم نقل الأسماك إلى المدن المجاورة كمدينة تعز وحيس حيث تشتهر أسواق السمك.
وإلى جانب الصناعة والصيد يعمل بعض السكان في زراعة القطن والسمسم والخضروات والفواكه، كما يمتلك عدد منهم مزارع النخيل وتنتشر أشجار البرتقال والتين رغم حرارة الجو. ويعمل عدد قليل من السكان في الرَّعي.
المعالم الأثرية
تزخر مديرية الخوخة الساحلية بعدد كبير من المعالم الأثرية والتاريخية والجوامع الإسلامية من بينها مسجد الحسين بن سلامة والذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي)، ومن بين المعالم التاريخية قلعة القاهرة التي بنيت 991 هجرية.
- الجامع الكبيـر: يقع الجامع غرب سوق المدينة على بعد حوالي (800 متر) ويعود تـاريخ بنـاء الجامع إلى فترة عصر الدولة الرسولية وتحديداً بناه الملك المظفر “وسيف بن عمر” (647 – 694 هجرية).وجدد بناء الجامع في فترات تاريخية مختلفة كان أخرها حديثاً فقد جدد بصورة كلية باسـتثناء مئذنتـه القديمة التي يبلغ ارتفاعها نحو 20 متراً تقريباً وهي شاهداً على فنون العمارة الإسلامية.
- دار العُميسي: يقع المبنى شرق سوق المدينة على بعد (200 متراً) ويعود تاريخ بنائـه إلـى قبـل حوالي 200 عام فقد قام ببنائه الشيخ “محمد علي العُميسي”، وبُني بشكل هندسي فريد على هيئة القلاع والحصون القديمة، وهو عبارة عن متارس متعددة وفي باب الدار فتحة صغيرة للمراقبة.
- مسجد علي ودريب: في قرية (موشج) في جنوب الخوخة يوجد مسجدان أثريان يمثلان البناء القديم، فمسجد علي ينسب بناؤه للخليفة الرابع (علي بن أبي طالب ـ كرم الله وجهه) وأما المسجد الآخر فيُسمى مسجد دريب، ويعود إلى 1295هـ وينسب إلى عبدالله بن عبدالله دريب. كما يوجد مسجد الحسين بن سلامة الذي يعود بناؤه إلى القرن الرابع الهجري، ومسجد أبي الخير الذي بني في القرن السادس الهجري.
السياحة في الخوخة
على مدى سنوات طويلة كانت مديرية الخوخة قِبلة سياحية يأتي إليها الزوار من مختلف المناطق اليمنية، ومن دول عربية وخليجية ومع توافد السائحين إليها حظيت بإنشاء الفنادق والمنتجعات السياحية أبرزها المنتزه الشعبي، ومنتزه الياسمين.
وكانت تضم الخوخة 5 فنادق سياحية وقرى سياحية، ومن عجائب الطبيعة الخلابة في الخوخة هو إنك عندما تحفر بيدك في الساحل عقب انحسار الموج، يمكنك الحصول على مياه نقية صالحة للشرب.
ويمكن للزائر أن ينطلق من سواحل الخوخة إلى مجموعة من الجزر اليمنية غير المأهولة عبر رحلات بحرية لممارسة سياحة الغوص في مياه زرقاء والتمتع بجمال الشعب المرجانية وسحر طبيعة البحر والأسماك الملونة.
شواطئ مديرية الخوخة
يوجد 8 شواطئ في مديرية الخوخة الجميلة، تتوزع بين الشمال والجنوب، وتقع شوطئ، القطابا، الكداح، أبو زهر، الجشة، شمال الخوخة بينما تقع كل من شواطئ، المحرق، الوعرة، العنبرة، موشج، جنوب مديرية الخوخة وأبرزها كالتالي: –
- شاطئ القطابا: يقع على مصب وادي نخلة الذي يشطر قرية القطابا إلى نصفين شمال شاطئ الكداح وجنوب شاطئ مدينة الخوخة ويعتبر جزءاً من الشريط الساحلي وتنتشر على هذا الشاطئ آبار مياه عذبة تبعد عن تربة الشاطئ بعمق سنتمترات. ويوجد بمحاذاة الساحل تل رملي مرتفع يوجد في أعلاه آثار بناء قديم مهدم كلياً وهو بحاجة إلى إعادة بنائه نظـراً لطبيعة وأهمية موقعه فهو يطل على الشاطئ ويشكل مع الشاطئ موقعاً ساحراً للاستجمام والتمتع بمنظر البحر والشاطئ معاً.
- شاطئ الكداح: يبلغ طو الشاطئ حوالي 3 كيلومتر يقع جنوب شاطئ القطابا وتظلل شاطئه الجميل أشجار النخيل والدوم ويمتاز شاطئه بمياهه العذبة المتوفرة على عمق سنتمترات في تربة شاطئه.
- شاطئ أبو زهر: يقع شمال شاطئ الكداح وجنوب شاطئ الجشة ويعتبر من أجمل الشواطئ اليمنية التي نالت شهرة عالمية كبيرة باعتباره مصيفاً رائعاً يمتاز بهوائه العليل تحيط به أشجار النخيل التي يستظل بها الزوار بجوار البحر وماؤه حلو المذاق يشتهر أهله بصيد السمك كما يشتهروا بصناعة الحصير.
- شاطئ الجشة: يقع جنوب شاطئ أبو زهر وشمال شاطئ مديرية زبيد، يشتهر أهله بصناعة مراكب وقوارب الصيد التي تعـد مـن أهم الصناعات الحرفية في مديرية الخوخة.
- شاطئ العنبرة: يقع جنوب شاطئ الوعرة وشمال شاطئ موشج يمتاز بنقاوته وترتبط قرية العنبرة ببعض الشخصيات التاريخية التي عاشت فيه مثل “علي بن مهدي الرعيني الحميري” المتوفى عام (554 هجرية) مؤسس الدولة المهدية في زبيد.
لمحة عن الوضع الحالي
شهدت مديرية الخوخة معارك عسكرية بين أطراف النزاع في اليمن، إبان إندلاع الحرب عام 2015 إذ تعرض الكثير من السكان للنزوح والتشرد من منازلهم، ثم استقرت الأوضاع فيها عام 2018، كما تعرضت كثير من منشآت البنية التحتية للدمار.
ويعيش السكان فيها أوضاع معيشية متدنية خصوصاً الصيادين الذين اجبرتهم التوترات العسكرية الحاصلة في البحر الأحمر عن التوقف عن ممارسة صيد الأسماك مما اضطر بعضهم للنزوح نحو السواحل الجنوبية.
المصدر: المركز الوطني للمعلومات