يعد مطهر الإرياني من أكبر الشعراء اليمنيين الذين ارتبطوا وجدانيا وثقافيا بالريف وما يخصه من الفلاحة والحكايات والأمثال الشعبية، ما زالت كلماته في اغنية “ما أجمل الصبح في ريف اليمن حين يطلع” للفنان السنيدار تطرب اليمنيين، وهي جزء من قصيدة طويلة بعنوان “ملحمة الريف”.
في اليوم العالمي للتراث السمعي والبصري 27 أكتوبر/ تشرين أول، نستعرض سيرة الراحل مطهر بن علي الإرياني، صاحب القصائد الشعرية الأكثر شهرة، عن حياة الريف والزراعة والتي كانت محور اهتمامه في التأليف والشعر خلال مسيرة حياته الممتدة 83 عاماً.
فمن هو مطهر الإرياني؟
ولد مطهر الإرياني شاعر ومؤرخ ولد عام 1933 في حصن ريمان بمحافظة إبّ (وسط اليمن) وتلقى تعليمه الأولي علي يد قريته وأبرز معلميه أخيه الأكبر فضل بن علي الإرياني، والتحق بكلية دار العلوم، جامعة القاهرة، عام 1955م، وتخرج منها بعد أربع سنوات.
نظم الشعر في طفولته في الرابعة عشرة من عمره، كانت أولى قصائده بمقاييس نقد الشعر كلامًا منظومًا موزونًا مقفى، وسليمًا من الناحيتين: اللغوية والعروضية، وفي عام 1951م، نشرت له قصيدة في صحيفة (النصر)، التي كانت تصدر في مدينة تعز.
تأثر الارياني بالشعر الجاهلي، والإسلامي، والأموي، والعباسي، ثم بشعر التجديد الكلاسيكي، المتمثل في شعر (البارودي)، و(شوقي)، و(حافظ)، و(الرصافي)، و(الزهاوي)، و(الشابي)، وشعراء المهجر.
ومن مكتبة أسرته تأثر ببعض دواوين الشعر الحميني (شعر العامية اليمنية)؛ فانجذب إليه، وكتب منه الأهازيج ذات الطابع الوطني، إلى جانب ما ينظم من الشعر العمودي؛ وهو في كليهما مجيد، ثم مال إلى نظم القصائد والأغاني بالعامية.
فأصدر ديوانه (فوق الجبل)، الذي يحتوي على أكثر ما يُغنى من شعره الحميني الملحون، الذي مثل مادةً غنائيةً شعبية جذابة، وظفر بألحان أبرز العازفين اليمنيين؛ حتى اشتهر شعره وصار محفوظًا لدى العامة والخاصة.