تعرض العسل اليمني لخسائر كبيرة، حيث تواجه تربية النحل في اليمن تهديدات خطيرة بسبب استمرار الصراع وتغير المناخ، حيث انخفض إنتاج العسل بنسبة 20-25% في المناطق الأكثر حرارة خلال السنوات الخمس الأخيرة.
ووفق دراسة اعدتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC) “أدى النزاع إلى انخفاض إنتاج العسل على المستوى الوطني بأكثر من 50%، مع انخفاض أعداد مستعمرات النحل بنسبة 10-15%، كما تسببت الفيضانات بتدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة”.
وتركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار، وتعد تربية النحل مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة. بحسب الدراسة.
ويعد العسل اليمني من أشهر أنواع العسل في العالم، والأغلى ثمنا حيث ساهمت المراعي النحلية المنتشرة في البيئة اليمنية في إنتاج أنواع مختلفة من العسل في مختلف أنحاء البلاد، وفي يوليو/ تموز 2024 حصد جائزة بلاتينية وذهبيتين في مسابقة لندن الدولية لجودة العسل 2024.
تغيير المناخ
ويؤثر تغير المناخ بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل، حيث يؤثر تفاوت هطول الأمطار والحرارة الشديدة سلباً على خلايا النحل، مما يؤدي لانحسار الأزهار وتعطيل النمو الطبيعي للأزهار.
في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 – 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 – 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.
وحذرت الدراسة من أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وبالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد.
وأدى انخفاض هطول الأمطار إلى زيادة ندرة المياه، والتي يراها مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل. ووفق بيانات الدراسة، أن هناك انحسار مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل.
ويعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار، ويضطر النحل لبذل مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن مصادر المياه والغذاء وهذا يقلل الإنتاج. وفق الدراسة.