يعد التحطيب الجائر لشجرة السدر “العِلب” في اليمن من أبرز التحديات التي تواجه، التي تعد مصدر أساسي لمراعي النحل الذي ينتج أجود أنواع العسل اليمني وخاصة في المحافظات الشرقية للبلاد.
تعتبر شجرة السدر من أقدم الأشجار المعروفة للإنسان، وقد حظيت بتقدير كبير في العديد من الحضارات لما تتمتع به من قيمة غذائية ودوائية واقتصادية، تشتهر بقدرتها على تحمل الظروف القاسية، مما جعلها رمزاً للصبر والقدرة على التكيف.
وبالرغم من أن أشجار السدر تعد مصدر إنتاج أجود أنواع عسل السدر اليمني الذي ينافس عالمياً، لكنها مهددة بالتحطيب التجاري العشوائي يدمر مراعي النحل بشكل ممنهج، حيث يتم اجتثاثها لأنها مطلوبة في الاسواق لأصحاب الأفران والمطاعم، الذين يستخدمون الحطب بدلاً من الغاز الذي ارتفعت أسعاره خلال السنوات الماضية.
يطالب النحالون في اليمن والذين يقد عددهم بأكثر من 100 ألف نحال، بالاهتمام بشجرة السدر وإطلاق مبادرات لزراعتها، وفي سبتمبر الماضي أعلنت السلطة المحلية في شبوة (شرقي البلاد) أإنشاء محمية تضم 10 آلاف شجرة سدر. وسبق ان أعلنت الحكومة اليمنية إطلاق مشروع زراعة مليون شجرة سدر في مؤتمر المناخ “كوب 28” العام الماضي 2023، لكنه لم ينفذ.
ويعد التحطيب الجائر للغطاء النباتي في اليمن من أبرز التحديات التي تواجه البلاد، حيث يتم اقتطاع 6,7 مليون شجرة تقطع سنويا في 18 محافظة يمنية، وهذا يعني تدمير الغطاء النباتي في نحو 16,9 ألف هكتار مساحة قطع الأشجار، وتعد مدينة الحديدة (غربي اليمن) من أكثر المناطق تعرضاً للتحطيب الجائر. وفق تقرير الإدارة العامة للغابات، بصنعاء 2022.
وتعاني اليمن من توسع نسبة التصحر، حيث بلغت نسبة التصحر 17,5 بالمئة عام 2023 بمعنى أنها ارتفعت للضعف خلال 8 سنوات الماضية، حيث كان التصحر في العام 2015 لم يتجاوز نسبته 8,87 بالمئة، وتعرضت اليمن لثمانية أعاصير ما بين 2015 – 2023 فاقمت التصحر. وفق تصريح صحافي لمدير الغابات والتصحر بوزارة الزراعية في عدن فاروق طالب.