المرأة اليمنية.. دور بارز في إنتاج وتسويق البن

إلى جانب فاعلية النساء بزراعة البن عملن في مشاريع تسويق القهوة اليمنية

المرأة اليمنية.. دور بارز في إنتاج وتسويق البن

إلى جانب فاعلية النساء بزراعة البن عملن في مشاريع تسويق القهوة اليمنية

بجدارة واقتدار، أثبتت المرأة اليمنية حضورها القوي في زراعة وإنتاج وتسويق البن اليمني الأصيل، حيث تمكنت خلال السنوات الأخيرة من إطلاق العديد من المشاريع المتخصصة في إنتاج وبيع القهوة في مختلف المحافظات.

وتعد النساء شريكًا أساسيًا للرجال في جميع مراحل زراعة البن، بدءًا من غرس الثمار والعناية بالنباتات، وصولًا إلى مرحلة الحصاد والتجهيز، ومن ثم بيعه في الأسواق، وتشير إحصاءات البنك الدولي إلى أن النساء يشكّلن نحو 50% من القوى العاملة الزراعية في اليمن.

وبحسب مسح ميداني أجرته المؤسسة الوطنية نهر بدعم من منظمة رؤيا أمل في مديرية يهر في يافع بمحافظة لحج جنوبي اليمن، تبلغ نسبة النساء العاملات في زراعة البن 60%، وتقول إقبال قنداس، وهي مديرة إدارة التخطيط في المؤسسة ورئيسة جمعية نساء يافع “إن النساء يشاركن في زراعة القهوة مع الرجال في جميع مراحل الإنتاج”.


        مواضيع ذات صلة


وأضافت قنداس، في حديثها لمنصة “ريف اليمن”، أن النساء يساهمن في معالجة القهوة وتجفيفها، مما يعزز دورهن في تحسين جودة المحصول وزيادة الإنتاجية، مشيرة إلى أن العديد من النساء يتحملن مسؤولية إعالة أسرهن من خلال العمل الزراعي والمشاركة في تسويق المنتجات، ما يجعلهن جزءًا أساسيًا من الاقتصاد المحلي.

وتتحدث المزارعة نجلاء قاسم (45 عامًا)، عن تجربتها في زراعة محصول البن اليمني الأصيل، وتقول: تظل زراعة البن أحد أهم مصادر الدخل للكثير من اليمنيين، ومساعد أساسي لرفع اقتصاد البلاد التي يعتمد عليها الكثير من المزارعين.

وتضيف قاسم وهي مزارعة من منطقة يهر بيافع لحج:” رغم التحديات الكبيرة التي نواجهها كمزارعين، إلا أن هناك جهوداً مبذولة للحفاظ على هذا المحصول والاستمرار في زراعته والاهتمام به، ونتمنى ان يكون للجهات المختصة دور مساند لنا للاستمرار”.

المرأة اليمنية.. دور بارز في إنتاج وتسويق البن
عائلة يمنية تفرز حبوب البن بعناية للتأكد من جودتها قبل تحضيرها للبيع (محمد قعطاب)

لم تقتصر مشاركة المرأة اليمنية على الزراعة والإنتاج فحسب، بل امتدت إلى افتتاح مشاريع نسائية خاصة بترويج وبيع القهوة، كما هو الحال مع السيدة إسراء أحمد، التي بدأت مشروعها عام 2015 في مدينة عدن.

تقول إسراء لمنصة ريف اليمن:” بدأت فكرة إنشاء المشروع بعد تخرجي من الجامعة، وافتتحت مشروع كافيه “دو لا فيه” بدعم من والدي”، وحظي مشروعها بإقبال كبير، ما دفعها لافتتاح فرع آخر في المدينة.

بدورها، تمكنت السيدة إيمان صالح (29 عامًا) من تأسيس مشروعها الخاص ببيع وترويج القهوة البيضانية بالطريقة التقليدية وبمكوناتها الأصلية، إذ بدأت مشروعها من خلال المشاركة في معرض صنعاء الدولي للقهوة، حيث حقق نجاحًا واسعًا وما زال يحظى بشعبية كبيرة بين عشاق القهوة.

المرأة اليمنية.. دور بارز في إنتاج وتسويق البن
مشروع لتسويق القهوة تقوده نساء، يشارك في معرض صنعاء للقهوة فبراير 2025

وعن التحديات التي واجهتها، أوضحت إيمان أن “عدم تقبل المشروع في بدايته كان أحد أبرز العقبات، لكني لم أيأس، وواصلت المحاولات حتى نجحت في كسب ثقة العملاء والتجار، وأصبحت أجهز القهوة في المنزل وأعرضها على المحلات التجارية، مما ساعد في الانتشار، معبرة عن أملها توسيع نطاق المشروع ليشمل عدة محافظات”.

أما رحاب الشرعبي (24 عامًا)، فقد شاركت في معرض القهوة الذي أُقيم في صنعاء خلال فبراير الماضي، ووصفت مشاركتها بـ”الفرصة الرائعة”، التي مكنتها من التواصل مع عشاق القهوة والمزارعين والتجار.

وأوضحت الشرعبي لمنصة ريف اليمن، أن شركة موكا أند كو، التي تعمل فيها، حرصت على تقديم أفضل أنواع القهوة من خلال جناح متميز، وعرضت منتجاتها بشكل يبرز تاريخ ومكانة القهوة اليمنية الفريدة.

وأكدت أنها شعرت بالفخر عندما شاهدت الجناح الخاص مليئًا بالزوار، حيث استطعنا التحدث مع الزوار عن تاريخ القهوة في اليمن وأهميتها، وتلقينا العديد من الطلبات، مما عزز من مكانتنا في السوق”.

المرأة اليمنية.. دور بارز في إنتاج وتسويق البن
تغليف أحد المتاجر لمنتج البن اليمني لتسويقة

على الرغم من النجاحات التي حققتها المرأة اليمنية إلى جانب شقيقها الرجل، في مجال زراعة وإنتاج القهوة، إلا أن هذا القطاع يواجه العديد من التحديات، أبرزها شح المياه، الذي تفاقم بسبب التغيرات المناخية الأخيرة، بالإضافة إلى نقص الخدمات الزراعية والحاجة إلى دعم مستدام للمزارعين.

وفي هذا السياق، أكدت نجلاء قاسم، أن “الجفاف يتسبب في موت بعض أشجار البن، مما يستدعي توفير دعم كبير لموارد المياه لضمان استمرار الإنتاج”.

من جانبه، أكد محمد عبدالحافظ، مدير الزراعة والري بذات المديرية، أن الجهات المختصة “تعمل على تشجيع الشباب لمواصلة زراعة وإنتاج البن”، مشيرًا إلى أن “البُن من المحاصيل النقدية وله مردود اقتصادي كبير على المجتمع والدولة، مما يتطلب جهودًا مستمرة لإعادة إحياء زراعته”.

ويعتبر البُن اليمني من أبرز المحاصيل النقدية في البلاد، حيث تُقدّر المساحة الزراعية المخصصة لزراعته حاليًا بنحو 34,497 هكتارًا، ويعمل في هذا القطاع ما يقارب المليون شخص، وبفضل الجهود المبذولة من قبل النساء والرجال على حد سواء، يواصل البن اليمني الحفاظ على مكانته الفريدة محليًا وعالميًا، كأحد أجود أنواع القهوة في العالم.

شارك الموضوع عبر:
الكاتب

مواضيع مقترحة: