ما هو التنوع البيولوجي ولماذا يهمنا؟

ما هو التنوع البيولوجي ولماذا يهمنا؟

غالباً ما نسمع عن التنوع البيولوجي، ولكن الكثيرين لا يعرفون ما هو حقاً.. هذا ما وصل إلى منصة “ريف اليمن” من رسالة عبر البريد، وفي ردٍ على ذلك، سنقوم بتوضيح هو التنوع البيولوجي، أهميته بالنسبة لنا، ومستوياته، مع التطرق إلى أرقام تتعلق بعلاقته بالاقتصاد وتغير المناخ.

ماهو التنوع البيولوجي؟

التنوع البيولوجي (Biodiversity) هو تنوع الحياة على الأرض بجميع أشكالها، ويشمل التنوع الجيني داخل الأنواع، وتنوع الكائنات الحية، وتنوع النظم البيئية التي تحتضنها، ويضم هذا التنوع نحو 8 ملايين نوع من النباتات والحيوانات، ويشكل شبكة مترابطة تلعب فيها كل الكائنات دوراً أساسياً في الحفاظ على توازن الطبيعة.

ويُعد التنوع البيولوجي أساس الحياة على كوكب الأرض، حيث يوفر الموارد الطبيعية والخدمات البيئية التي تدعم الرفاهية البشرية والتنمية الاقتصادية، وينقسم التنوع البيولوجي ثلاثة مستويات رئيسية:

  1. التنوع الجيني: الاختلافات الجينية داخل النوع الواحد، مما يعزز قدرة الأنواع على التكيف مع التغيرات البيئية.
  2. تنوع الأنواع: يشمل جميع الكائنات الحية من نباتات وحيوانات وكائنات دقيقة، حيث يلعب كل نوع دوراً حيوياً في النظام البيئي.
  3. تنوع النظم البيئية: يضم جميع الموائل الطبيعية مثل الغابات، الصحاري، المحيطات، والأراضي الرطبة، والتي توفر خدمات بيئية حيوية.

أهمية التنوع البيولوجي

يُعد التنوع البيولوجي حجر الأساس للحياة على الأرض، حيث يساهم في:

  • توفير الموارد الأساسية: مثل الهواء النقي، المياه العذبة، والأغذية المغذية.
  • الاقتصاد العالمي: تعتمد العديد من الصناعات، مثل الزراعة والصيد والصناعات الدوائية، على التنوع البيولوجي.
  • الاستقرار البيئي: يسهم في مقاومة التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية.
  • الصحة البشرية: العديد من الأدوية مستخلصة من الكائنات الحية، وفقدان التنوع البيولوجي قد يحد من اكتشاف أدوية جديدة.
  • الخدمات البيئية: مثل تلقيح المحاصيل، تنقية الهواء والماء، وتنظيم المناخ.
  • القيم الثقافية والروحية: للعديد من المجتمعات ارتباطات ثقافية وروحية مع الطبيعة.

النشاط البشري

أدت الأنشطة البشرية إلى تدهور كبير في التنوع البيولوجي وأبرز هذا التأثير كالتالي:

  • تم تدمير ثلاثة أرباع سطح الأرض وثلثي مساحة المحيطات بسبب الأنشطة البشرية.
  • بين عامي 2010 و2015، فقد العالم 32 مليون هكتار من الغابات.
  • تراجع غطاء الشعاب المرجانية بمقدار النصف خلال 150 عاماً.
  • يواجه العالم معدل انقراض غير مسبوق، حيث قد يختفي واحد من كل أربعة أنواع معروفة خلال العقد القادم.
  • يذوب الجليد بمعدلات متسارعة، وتزداد ملوحة وتحمل المحيطات، مما يهدد النظم البيئية البحرية.
يضمن التنوع البيولوجي تربة خصبة بالإضافة إلى ضمان مجموعة متنوعة من الأغذية (الفاو)

الأوبئة

أثبتت جائحة كوفيد-19 أن تدمير التنوع البيولوجي يهدد صحة الإنسان، إذ إن تدهور الموائل الطبيعية يزيد من فرص انتقال الفيروسات بين الحيوانات والبشر، ما يجعل الحفاظ على التنوع البيولوجي ضرورياً لحماية النظام البيئي والصحة العامة.

التهديدات

  1. تدمير الموائل: التوسع الحضري، الزراعة المكثفة، وإزالة الغابات تؤدي إلى فقدان بيئات طبيعية مهمة.
  2. التغير المناخي: يؤثر على توزيع الأنواع ويغير وظائف النظم البيئية.
  3. التلوث: تلوث الهواء والماء والتربة يضر بالكائنات الحية.
  4. الصيد الجائر والاستغلال المفرط: يؤدي إلى انقراض العديد من الأنواع.
  5. الأنواع الغازية: تهدد التوازن البيئي عبر منافسة الأنواع المحلية على الموارد.

للحفاظ على التنوع البيولوجي يمكننا:

  1. إنشاء المحميات الطبيعية لحماية الأنواع والموائل المهددة.
  2. وضع التشريعات والقوانين لتنظيم الصيد وحماية الحياة البرية.
  3. إعادة تأهيل النظم البيئية المتدهورة من خلال مشاريع الاستعادة البيئية.
  4. تعزيز التوعية والتعليم حول أهمية التنوع البيولوجي.
  5. تشجيع البحث العلمي لفهم الأنظمة البيئية وتطوير استراتيجيات فعالة للحفاظ عليها.
  6. التعاون الدولي من خلال اتفاقيات مثل اتفاقية التنوع البيولوجي وبرامج الاستدامة العالمية.

الاقتصاد

يمثل التنوع البيولوجي حجر الأساس للازدهار الاقتصادي العالمي، حيث يعتمد أكثر من 44 تريليون دولار -أي أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي- على خدمات الطبيعة، وتعتمد قطاعات حيوية مثل البناء والزراعة والصناعات الغذائية على الموارد الطبيعية.

سواء من خلال استخراجها المباشر أو عبر خدمات النظم البيئية مثل التربة الصحية والمياه النظيفة والتلقيح والمناخ المستقر، كما يعتمد مليارات الأشخاص حول العالم على هذه الموارد في معيشتهم، وبشكل رئيسي يعتمد 70% من الفقراء على الأنواع البرية للحصول على الغذاء والدخل.

أزمة المناخ

تشكل أزمة المناخ أحد أكبر العوامل المؤدية لفقدان التنوع البيولوجي، حيث تؤثر ارتفاع درجات الحرارة بالفعل على الشعاب المرجانية والمناطق القطبية والنظم البيئية الهشة.

وتلعب الطبيعة دوراً محورياً في التخفيف من آثار تغير المناخ، إذ تمتص الغابات والمحيطات أكثر من نصف انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، مما يبطئ ارتفاع درجات الحرارة.

وتعمل النظم البيئية كحواجز طبيعية ضد الظواهر الجوية المتطرفة، مما يحمي البنية التحتية والمحاصيل وإمدادات المياه. لذا، فإن الحفاظ على الطبيعة واستعادتها يعد ركيزة أساسية لمكافحة تغير المناخ وتحقيق أهداف اتفاقية باريس.

واتفاقية باريس هي معاهدة دولية ملزمة بشأن تغير المناخ، اعتمدتها 196 دولة خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP21) في 12 ديسمبر 2015، ودخلت حيز التنفيذ في 4 نوفمبر 2016.

تهدف الاتفاقية إلى الحد من ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية إلى أقل من 2°C فوق مستويات ما قبل الصناعة، مع السعي لحصره عند 1.5°C لتجنب الآثار المناخية الشديدة، ولتحقيق ذلك، يجب أن تبلغ انبعاثات الغازات الدفيئة ذروتها قبل عام 2025 وتنخفض بنسبة 43% بحلول 2030.

والتنوع البيولوجي ليس مجرد مجموعة من الكائنات الحية، بل هو شبكة حياة متكاملة تدعم رفاهية الإنسان والكوكب، وفقدانه يعني تهديداً للأمن الغذائي والصحي والبيئي، لذلك، يتطلب الأمر تحركاً عالميًا عاجلاً للحفاظ على الموارد الطبيعية وضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة.

المصدر: الأمم المتحدة – ريف اليمن

شارك الموضوع عبر:
الكاتب

مواضيع مقترحة: