شبوة.. موطن 3 ممالك يمنية قديمة الأكثر شهرة

ممالك "قتبان"و "أوسان" و"حضرموت" يعود تأريخها للقرن العاشر قبل الميلاد

شبوة.. موطن 3 ممالك يمنية قديمة الأكثر شهرة

ممالك "قتبان"و "أوسان" و"حضرموت" يعود تأريخها للقرن العاشر قبل الميلاد

تعتبر محافظة شبوة موطن للعديد من المعالم السياحية التي تبرز عظمة الماضي وتفتح أبوابًا لاستكشاف مستقبل سياحي واعد، حيث كان مركزا لثلاث ممالك قديمة تركت إرث حضاري مازال آثاره باقية إلى اليوم منذ قرون.

وترتبط السياحة في شبوة بالتأريخ العريق، حيث أن زيارة المعالم التاريخية هي رحلة عبر الزمن، حيث يمكن للزوار أن يعيشوا تجربة حضارية غنية وتاريخية شرقي اليمن، حيث تبعد شبوة عن صنعاء بنحو 458كم.

لمحة تأريخية عن شبوة

في التأريخ الحديث لمحافظة شبوة تم تقسيمها خلال فترة الاستعمار البريطاني لجنوب اليمن (1838-1963م) بين عدة كيانات سياسية صغيرة وكان يطلق عليها عدة مسميات أبرزها “الإمارات و”المشيخات” و”السلطنات”، ولكن بعد الاستقلال الوطني عام 1967م، تم دمج هذه الكيانات في إطار إداري واحد باسم “المحافظة الرابعة”.

وفي العام 1981م، صدر قرار جمهوري (اليمن الديمقراطية الشعبية سابقاً) بإعادة تسمية المحافظات الجنوبية السابقة بأسمائها التاريخية، ومن بينها محافظة شبوة التي حافظت على اسمها التاريخي لأكثر من 3500 عام، ومازالت إلى الآن بذات الاسم.


     مواضيع ذات صلة


في النطاق الجغرافي الحالي لمحافظة شبوة، قامت ثلاث ممالك يمنية قديمة أثرت في مسار الحضارات الإنسانية على مر العصور. ورغم مرور الزمن والعوامل الطبيعة، لا تزال بقايا آثار هذه الممالك موجودة، والتي يعود تأريخها إلى القرن العاشر قبل الميلاد، كما يلي:

  1. مملكة حضرموت: كانت عاصمتها “مدينة شبوة القديمة” التي قامت على ضفتي وادي عرماء شمال شرق مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة الحالية.
  2. مملكة قتبان: عاصمتها “مدينة تمنع” التي قامت على ضفتي وادي بيحان شمال غرب عتق.
  3. مملكة أوسان: عاصمتها “مدينةهجر يهر” التي قامت على ضفتي وادي مرخة شمال غرب عتق.
شبوة.. موطن 3 ممالك يمنية قديمة الأكثر شهرة
استعراض كرنفالي بالوعول في مهرجان للتراث في عسيلان شبوة يناير 2024 ( محمد بكير)

عاشت هذه الممالك وتطورت في فترات زمنية متداخلة ومتلاحقة، وغالباً ما كانت متنافسة متعاونة في آن واحد بحكم المصالح المشتركة وشكت تحالفات مع بعضها كما شهدت مراحل استقلال، ونشأت هذه الممالك جميعًا على ضفاف الوديان الخصبة القريبة من أطراف صحراء مفازة صيهد (رملة السبعتين حاليًا).

وازدهرت عواصمها بفضل موقعها الاستراتيجي على طرق التجارة البرية، حيث كانت هذه الممالك تتحكم في مسارات قوافل التجارة، وكان جمع الإتاوات الضريبية تشكل مصدر دخل رئيسي لها، وكان الموقع الجغرافي لشبوة جسراً برياً بين مناطق إنتاج السلع المقدسة قديماً مثل اللبان والمر والصبر، ومناطق تصديرها، كما كانت نقطة وصل بحرية مهمة تنطلق من ميناء قنا التاريخي.

وما يزال الموقع الجغرافي لمحافظة شبوة يؤثر في شبكة الطرق التجارية المحلية شرقي اليمن، كما أنها تتحكم في مسارات البرامج السياحية عبر أطراف متعددة من المحافظة التي تضم تراثاً غنياً لثلاث للحضارات القديمة التي امتدت في كل اليمن.

أثار هذا التراث اهتمام العديد من العلماء عبر العصور، ونفذت العديد من البعثات الأثرية الأجنبية أعمال تنقيب جزئية في مواقع عواصم الممالك القديمة، مما أسفر عن نتائج علمية إيجابية، ولكنها بحاجة إلى استكمال أعمال التنقيب الشاملة لتكوين صورة كاملة عن أهمية محافظة شبوة التاريخية.


الجزء الأول: السياحة في شبوة: سواحل ووديان لها تأريخ ومعالم عتيقة


في الجزء الثاني من هذا المقال عن السياحة في شبوة، والأثار التأريخية، نستعرض الآثار التأريخية والمورث الحضاري لثلاث ممالك يمنية قديمة، كانت مديريات محافظة شبوة حالياً مركزاً سياسياً لها.

أولا: مملكة قتيان

تشكل مديريات بيحان، وعسيلان، وعين وفق التقسيم الإداري الحالي، مركز النطاق الجغرافي لمملكة قتبان القديمة التي نشأت في نهاية الألف الثاني قبل الميلاد في وادي بيحان. بعد ذلك ضمت إليها وادي عين، وحريب، ومبلقه.

ثم توسعت في فترات زمنية لاحقة لتشمل ميناء عدن وساحل باب المندب. كان يطلق على الاتحاد القبلي المكون لمملكة قتبان وأراضيهم اسم “أولاد عم”، تيمُّنًا باسم إلههم الرسمي “عم” (إله القمر)، وتميزت مملكة قتبان بنقوشها المسندية.

وغالبية النقوش تحتوي على نصوص تشريعية وقانونية، مما يظهر تطورًا في الفكر الثقافي القانوني الذي تجاوز التجارة الداخلية إلى التجارة الخارجية، ونظمت هذه النقوش حركة الأسواق وحركة التجار المحليين والأجانب، بالإضافة إلى حقوقهم وواجباتهم.

اختار القتبانيون مدينة “تمنع”، المعروفة اليوم بهجر كحلان، لتكون عاصمتهم ومركزًا لأنشطتهم السياسية والاقتصادية. كما أبدعوا في مجال العمارة، حيث شقوا الطرق لتسهيل حركة القوافل التجارية القديمة، وشجعوا الزراعة، وبنوا السدود وقنوات الري، بالإضافة إلى المعابد والقصور. ولا تزال بقايا آثار هذه المملكة تحكي قصة حضارة عظيمة.

وادي بيحان في شبوة
  • مدينة تمنع (عاصمة مملكة قتبان)

كان العالم النمساوي “جلازر” أول من حدد موقع مدينة تمنع الأثري في وادي بيحان في كتابه “الأحباش في جزيرة العرب وأفريقيا”، الذي صدر عام 1895م. بعد ذلك، قامت البعثة الأمريكية بأعمال تنقيب في الموقع عام 1951م بموافقة شريف بيحان، وتواصلت الأعمال الأثرية من قبل البعثة الأثرية الفرنسية الإيطالية المشتركة من عام 1999م حتى 2005م.

أكدت الدراسات أن موقع مدينة تمنع يقع في منتصف المسافة بين شبوة القديمة (عاصمة مملكة حضرموت) ومأرب (عاصمة مملكة سبأ)، شيدت المدينة فوق تل يرتفع 26 مترًا عن مستوى سطح الوادي، وتم تخطيطها بشكل بيضاوي يمتد على 450 × 700 متر، وتغطي مساحة 30 هكتارًا.

يحيط بالمدينة سور حجري طوله 1850 مترًا، يتخلله أربعة أبواب موزعة على جهاتها الأربع، ولا تزال بقايا آثار منشآتها وسوقها “شمر” موجودة حتى اليوم في محافظة شبوة.

  • قانون تمنع وبرم التجاري

يعد “قانون تمنع” أحد أقدم التشريعات في تاريخ العالم القديم، ويتكون من 12 مادة، هذا القانون المنقوش على مسلة قتبان، ويعود تأريخية إلى القرن الثاني قبل الميلاد، وهو سابق بكثير للتشريعات اليونانية والرومانية التي ظهرت في وقت لاحق.

ويشدد العلماء على أهمية الحفاظ على هذا الكنز التاريخي للتراث الإنساني العالمي، ومازالت المواقع تحتاج استكمال أعمال التنقيب الأثري لاكتشاف ما تخفيه رمال شبوة من كنوز علمية ومعرفية مدهشة، والتي ستغير بالتأكيد من مفاهيم علم الآثار في اليمن والعالم.

  • سوق شمر القتباني

أطلق القتبانيون على سوقهم التجاري الأهم اسم “شمر” ويعني في اللغة اليمنية القديمة “السلطة” أو “القوة”، وكان السوق يُقام أمام المعبد الرئيسي ويحتوي على العديد من المحلات التجارية التي تعمل وفقًا لنصوص قانون السوق المنقوشة على المسلة.

وكانت المسلة عبارة عن حجر مصقول ومضلّع الشكل، بارتفاع 2.20 متر، وتم نصبها في ساحة السوق لتكون مرئية لجميع التجار الذين يرتادون السوق، ليتمكنوا من معرفة حقوقهم وواجباتهم، وللسوق إدارة تنظِّم حركته التجارية ويتبع الملك مباشرة، لكن هذه المسلة القتبانية تتعرض لبعض التلف والعبث بسبب العوامل الطبيعية والبشرية.

  • متحف بيحان للآثار

تأسس متحف بيحان في عام 1969م، وافتُتح رسميًا في عام 1972م. يُعد هذا المتحف الأقدم في محافظة شبوة، ويضم مجموعة أثرية فريدة من نوعها تم اكتشافها خلال أعمال التنقيب التي قامت بها البعثة الأمريكية لدراسة الإنسان في موقع مدينة تمنع عام 1951م.

منازل طينية في حوطة الفقية بمحافظة شبوة (أمجد أبوداحس)
  •  طريق جبل مبلقه السياحي

يعود تاريخ طريق جبل مبلقه إلى القرن الثاني قبل الميلاد، حيث قام الملك القتباني “يدع أب ذيبان” بشقه في صخور جبل مبلقه بطول 5 كم ليربط وادي بيحان بوادي حريب. كان لهذا الطريق دور هام في تسهيل سير القوافل التجارية وحمايتها ومراقبتها.

وأقرت مملكة قتبان إجراءات صارمة ضد مهاجمة القوافل التجارية، حيث كانت العقوبة تصل إلى الإعدام، وكان هناك عقوبات على التهريب التجاري، في حين كانت عقوبة الغش التجاري تبدأ بـ 50 قطعة نقدية ذهبية.

  • مقبرة حيد بن عقيل

تقع مقبرة حيد بن عقيل شمال مدينة تمنع على بعد كيلو متر، ونقبت فيها جزئيًا بعثة المؤسسة الأمريكية عام 1951م أثناء عملها في تمنع. تعد هذه المقبرة نموذجًا للثقافة الجنائزية في الممالك القديمة بمحافظة شبوة، رغم أن الكثير من المعلومات حول المقابر التاريخية لا تزال مفقودة بسبب تعرض العديد من المواقع للنهب.

  • هجر بن حميد

تقع هجر بن حميد جنوب مدينة تمنع، على مسافة 15 كم، على مفترق طرق القوافل التجارية القديمة، وترتفع عن مستوى سطح الوادي بمقدار 10 متر، وقد نقبت فيها البعثة الأمريكية عام 1951م، يعتقد الباحثون أن هجر بن حميد نشأت بين 1100 و900 قبل الميلاد.

ثانياً: مملكة أوسان

تشكل مديريتي مرخة العليا والسفلى في التقسيم الإداري الحالي مركز النطاق الجغرافي لمملكة أوسان القديمة، التي نشأت في الألف الأول قبل الميلاد في وادي مرخة، إلى الجنوب قليلاً من مملكة قتبان.

واتخذت مملكة أوسان منطقة “هجر يهر” عاصمة لها، ورغم أهمية هذه المملكة، فإن المعلومات المتوفرة حولها وتطورها لا تزال شحيحة، والدراسات التي أُجريت لم تتمكن من إزالة الغموض حول نشأتها وتطورها.

تشير بعض النقوش القتبانية وأبحاث بعض العلماء إلى أن مملكة أوسان كانت جزءًا من الاتحاد القتباني في البداية، حيث كانت واحدة من المناطق الرئيسية التابعة لمملكة قتبان نظرًا لقربها الجغرافي.

شبوة.. موطن 3 ممالك يمنية قديمة الأكثر شهرة
استعراض كرنفالي بالوعول في مهرجان للتراث في عسيلان شبوة يناير 2024 ( محمد بكير)

ولكن عندما شعر الأوسانيون بالقوة والنفوذ، قرروا الانفصال عن مملكة قتبان في ظروف غامضة وملابسات غير معروفة، وذلك بسبب نقص التنقيب الأثري الشامل الذي يمكن أن يساعد في الكشف عن حقيقة هذا الحدث.

المعلومات المتوفرة من النقوش الأثرية النادرة تشير إلى أن مملكة أوسان شكلت كيانًا سياسيًا مستقلًا بالكامل وظهرت على الساحة السياسية والاقتصادية في اليمن القديم، وتوسع نفوذها بعد سيطرتها على أراضٍ واسعة كانت في السابق تابعة لمملكتي حضرموت وقتبان.

كما احتكرت مملكة أوسان إنتاج سلعة المر، التي كانت تعتبر من السلع القيمة في ذلك الوقت وتُعادل في قيمتها ضعف قيمة اللبان، وسيطرت على الموانئ البحرية الحيوية مثل ميناء عدن وميناء قنا، بالإضافة إلى بعض مسارات طرق التجارة البرية.

كما كان لها سيطرة على ساحل باب المندب، وبلاد المعافر، وجزء من البيضاء، وامتد نفوذها إلى الساحل الإفريقي، وقد ورد في كتاب “الطواف حول البحر الإريتيري” الذي يصف الساحل الشرقي لإفريقيا باسم “الساحل الأوساني”.

مع زيادة طموح مملكة أوسان وملكها المغامر “مرتع”، توسع تحالفها السياسي والاقتصادي مع مملكة معين في الجوف ونجران، ما ساعدها في تكثيف الخناق الاقتصادي على مملكة سبأ وحرمانها من بعض أهم مواردها، كما فعلت مع مملكتي حضرموت وقتبان.

الأمر الذي استدعى من الملك السبئي “كرب ال وتار” تشكيل تحالف سياسي وعسكري ثلاثي بين سبأ، حضرموت، وقتبان ضد طموحات مملكة أوسان. شن الحلف الثلاثي حربًا على أوسان، حيث ألحقوا بها هزيمة قاسية، ودمروا معالمها من قصور ومعابد ومدن، وأسروا جنودها وسكانها.

حصن “النسي” في مديرية مرخة السُفلى بمحافظة شبوة (عمار نميش)

وكشف “نقش النصر” (أعظم نقش سبئي) عن إعادة الأراضي التي كانت قد سيطرت عليها مملكة أوسان إلى مملكتي حضرموت وقتبان، وتقاسموا مغانمها، كما تم طمس نقوشها وإخراجها من المشهد السياسي والاقتصادي اليمني بشكل تراجيدي في القرن السابع قبل الميلاد.

ولا تزال خرائب وأطلال مملكة أوسان شاهدة على عظمتها، خاصة في “هجر يهر” عاصمتها، و”هجر الناب”، و “هجر خزينة الدرب”، و “هجر لجيه”، وبقايا آثار الجدران والسدود وقنوات الري الموجودة في تلك المواقع بحاجة إلى استكمال أعمال التنقيب الأثري الشامل، وفتح أبواب البحث العلمي لكشف حقائق مصير مملكة أوسان وملكها “مرتع”.

ثالثا: مملكة حضرموت

تشكل مديريات عرماء، ودهر، والطلح، وفقًا للتقسيم الإداري الحالي، مركز النطاق الجغرافي لعاصمة مملكة حضرموت القديمة، مدينة شبوة، وتقع المدينة على ضفاف وادي عرماء في الطرف الغربي لمدخل وادي حضرموت، وهي تبعد عن مدينة عتق نحو 125كم.

وكانت مملكة حضرموت القديمة تمتد على مساحة شاسعة، من حدود مملكة قتبان غربًا حتى ظفار شرقًا، ومن البحر العربي جنوبًا حتى صحراء الربع الخالي شمالًا، وعاصرت مملكة سبأ منذ البدايات، وقد نالت أهمية كبيرة في النقوش المسندية نظرًا لكونها منطقة إنتاج أجود أنواع السلع المقدسة مثل اللبان، والمر، والصبر.

كانت عاصمتها، مدينة شبوة القديمة، والتي كانت مركزًا رئيسيًا لتجميع هذه السلع وتخزينها، ومن ثم إعادة تصديرها عبر محطات طريق القوافل التجارية القديمة، نالت مملكة حضرموت مكانتها السياسية والاقتصادية والدينية، وذُكرت في مراكز حضارات العالم القديم، حيث ارتبطت بالرخاء والثراء، ووصفت في كتب اليونان والرومان روائع قصورها ومعابد إلهتها الرسمية “سين” (إله القمر).

  • مدينة شبوة القديمة

تعد بقايا أطلال وخرائب مدينة شبوة القديمة شاهدًا على عراقتها وعظمتها، الموقع الذي شيدت فيه المدينة يقدر مساحته بـ 60 هكتارًا، وقد تم تخطيطها بشكل مربع، وما زالت بقايا آثار القصر الملكي “شُقير” وملحقاته، بالإضافة إلى بقايا أسوار المدينة الداخلية والخارجية، والتي تدل على قوة التحصينات الدفاعية التي كانت تحيط بها.

كما تم العثور على بقايا أبراج مراقبة. قامت البعثة الأثرية الفرنسية والسوفيتية بأعمال تنقيب في الموقع، وقد تم عرض كافة الاكتشافات الأثرية في متحف مدينة عتق.

بقايا أطلال مدينة شبوة القديمة في مديرية عرماء شرقي اليمن (عبدالله بارحمة)
  • المعابد الدينية القديمة

أظهرت أعمال التنقيب الأثري في مدينة شبوة القديمة بقايا آثار العديد من المعابد التي تشير إلى الأهمية الروحية لهذه المدينة، حيث ارتبطت معتقدات اليمنيين القدماء بالسماء، حيث كان يعتقدون أن شمسها ونجومها وأقمارها لها تأثير قوي على حياتهم.

فبينما كانت الأمطار تروي أراضيهم الخصبة على ضفاف الوديان، كانت القوافل التجارية تعتمد على النجوم والقمر في تنقلاتها عبر الصحاري، هذه التوجهات الروحية الدينية كانت بمثابة تفاعل فكري بين الإنسان اليمني ومحيطه الطبيعي.

  • موقع جبل العقلة

يعد جبل العقلة من المواقع الهامة في السهل الواقع غرب مدينة شبوة القديمة، حيث يبعد عنها نحو 15 كم. اشتهر هذا الجبل بوجود نقوش مسندية على جوانب صخوره، وقد حرص ملوك مملكة حضرموت على تدوين أسمائهم ومنجزاتهم على صخور هذا الجبل كطريقة لتخليد ذكراهم والتقرب من آلهتهم “سين” (إله القمر).


المصادر
– شبوه تاريخ وحضارة (بحوث المؤتمر العلمي الثالث)، مركز عدن للدراسات والبحوث التاريخية، الطبعة الأولى، 2021م.
– د. بافقيه محمد عبد القادر، في العربية السعيدة: دراسات تاريخية، مركز الدراسات والبحوث اليمني، صنعاء، الطبعة الأولى، 1987م.
– د. بافقيه محمد عبد القادر، تاريخ اليمن القديم، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، الطبعة الأولى، 1985م.
– الأرياني مطهر علي، في تاريخ اليمن: نقوش مسندية وتعليقات، مركز الدراسات والبحوث اليمني، صنعاء.
– الجرو إسمهان سعيد، دراسات في التاريخ الحضاري لليمن القديم، دار الكتاب الحديث، القاهرة، 2003م.
– الهمداني الحسن بن أحمد، صفة جزيرة العرب، تحقيق محمد بن علي الأكوع، مركز الدراسات والبحوث اليمني، صنعاء، الطبعة الثالثة، 1983م.
– الهيئة العامة للتنمية السياحية، صنعاء، تقرير نتائج المسح السياحي لمحافظة شبوة، 1997م.

شارك الموضوع عبر:
الكاتب

مواضيع مقترحة: