داء الكلب “سُعار”.. ما أعراضه وأسبابه؟

يشكو السكان في اليمن من إنتشار الكلاب الضالة وبعضها "مسعورة"

داء الكلب “سُعار”.. ما أعراضه وأسبابه؟

يشكو السكان في اليمن من إنتشار الكلاب الضالة وبعضها "مسعورة"

شهدت العديد من المحافظات اليمنية  ارتفاعاً ملحوظاً بالإصابات بعضات الكلاب المسعورة المصابة بما يعرف علميا داء الكلب، وأصبحت مهددة ليس للماشية والحيوانات فقط، بل حتى للانسان.

داء الكلب، المعروف أيضاً بالسعار، هو مرض خطير وشديد السريان، يصيب الإنسان والحيوان على حد سواء، ويتطلب اتخاذ إجراءات وقائية عاجلة لحماية الأرواح، وسكان الأرياف هم الأكثر عرضة لهذا الوباء، حيث يتزايد انتشار أعداد الكلاب والثعالب دون أي جهود فعّالة لمكافحتها.

ويُعتبر داء الكلب (Rabies Disease) فيروسياً معدياً ينتقل بعد أن يعض كلب إنسان، ويعرف في ريف اليمن بالسُعار، ويطلق على الكلب المصاب بـ “الكلب المسعور”  ويؤثر بشكل مباشر على الجهاز العصبي المركزي، إذا لم يتم التعامل معه بسرعة، فإن العواقب تكون مميتة، ويُعرف هذا الوباء في بعض المناطق بأسماء محلية مثل “الشباق” أو “العناز”.

وتتسم أعراض هذا المرض المشترك باضطرابات في الجهاز العصبي المركزي، مما يؤدي إلى الشلل ثم نفوق الحيوان المصاب، ووفاة الإنسان في نهاية المطاف. تورد منصة ريف اليمن تفاصيل حول داء الكلب (السعار)، بما في ذلك أعراضه وأسبابه.

العامل المسبب لداء الكلب

المسؤول عن داء الكلب هو فيروس الكلب (Rabies virus)، الذي ينتمي إلى عائلة رابدوفيريدي (Rhabdoviridae)، ينتقل هذا الفيروس من لعاب الحيوان المصاب إلى الجسم عن طريق العض أو الخدش، ويستهدف الجهاز العصبي مما يؤدي إلى ظهور أعراض خطيرة.

داء الكلب "سُعار".. ما أعراضة وأسبابه؟
مجموعة من الكلاب في أحد الشوارع (وسائل التواصل)

مصادر العدوى:

يمكن لكل الثدييات أن تصاب بعدوى داء الكلب، وأهمها الكلاب والثعالب والذئاب والقطط وكذلك الأبقار والأغنام والماعز والجمال والخفافيش، تعد الكلاب والثعالب أكثر نقلاً للعدوى إلى الإنسان.

الحيوانات المصابة بفيروس داء الكلب تعد مصدر العدوى الأولي، وذلك وفقًا لما يلي:

  • يبدأ طرح الفيروس مع اللعاب مع نهاية فترة الحضانة.
  • لعاب الحيوانات المريضة يمكن أن يكون معديًا قبل ظهور الأعراض المرضية بـ 3-12 يوماً.

طرق العدوى:

تتمثل الطريقة الأساسية لانتقال داء الكلب في العض من حيوان مصاب، ولكن يمكن أن ينتقل أيضاً عبر:

  • الخدوش من أظافر القطط الملوثة بالفيروس.
  • ملامسة اللعاب لجروح مفتوحة أو للأغشية المخاطية مثل الفم أو العينين.
  • انتقال الفيروس من الأم المصابة إلى جنينها.

الأعراض المرضية:

أولاً: عند الحيوان:

  • فترة الحضانة: تتراوح فترة الحضانة بين 2-8 أسابيع، ويمكن أن تكون بين 12-14 يوماً، وقد تمتد بين 6 أشهر إلى عام أو عامين.الاختلاف الكبير في فترة الحضانة يعود إلى أن فترة الحضانة تطول إذا كانت العضة بعيدة عن المخ ومقاومة الجسم شديدة وكمية الفيروس قليلة، وبالعكس، تقصر فترة الحضانة إذا كانت العضة قريبة من المخ وكمية الفيروس كبيرة ومقاومة الجسم ضعيفة، وتنقسم الأعراض إلى نوعين:
  • يوجد للمرض شكلان:
    1. الشكل الهائج (الشرس) وله عدة مراحل:
      • المرحلة الأولى: تغيير سلوك الحيوان، هلوسة، هذيان.
      • المرحلة الثانية: تهيج شديد، عض أي شيء، ارتعاشات وتقلصات عضلية.
      • المرحلة الثالثة: شلل عضلي، سيلان لعابي، فقدان القدرة على النباح والمشي.
    2. النوع الخامل: تغلب أعراض الشلل على الشراسة، ويؤدي إلى النفوق.

ثانياً: عند الإنسان: بعد فترة حضانة تصل إلى عدة أسابيع أو أشهر، تظهر الأعراض التي تشمل:

  • أعراض مبكرة: حمى، صداع، توعك عام.
  • أعراض متقدمة: تحسس في موقع العضة، صعوبة في البلع، تشنجات عضلية، والخوف من الماء (الهيدروفوبيا).

مع تقدم المرض، يدخل المصاب في مرحلة من الشلل العام والهياج، وتنتهي الحالة بالوفاة خلال 3 إلى 10 أيام إذا لم يتم التدخل الطبي في الوقت المناسب.

داء الكلب، المعروف أيضاً بالسعار، هو مرض خطير وشديد السريان، يصيب الإنسان والحيوان (ريف اليمن)

    مواضيع ذات صلة


طرق الوقاية والمكافحة من داء الكلب:

تتضمن الوقاية من داء الكلب إجراءات هامة على مستوى الإنسان والحيوان، ومنها:

  • تحصين الكلاب والقطط: خطوة أساسية للحد من انتشار الفيروس.
  • مكافحة الحيوانات الضالة: السيطرة على الحيوانات الضالة، خاصة في المناطق الريفية والمكتظة بالسكان.
  • التوعية المجتمعية: إجراء حملات توعوية حول مخاطر داء الكلب وأهمية الابتعاد عن الحيوانات المشتبه بإصابتها.

كيفية التعامل مع العضة:

في حال تعرض شخص لعضة من حيوان يُشتبه بإصابته، يُنصح باتخاذ الخطوات التالية:

  1. غسل مكان العضة: غسل الجرح بالماء والصابون عدة مرات.
  2. تطهير الجرح: استخدام الإيثانول أو اليود لتطهير مكان العضة.
  3. التعرف على الحيوان العاض: حجز الحيوان تحت المراقبة لمدة 10 أيام.
  4. تطعيم الشخص المصاب: تطعيم المصاب ضد داء الكلب فورًا، وفقًا لتعليمات الطبيب.

مما سبق، يتضح أن داء الكلب من الأمراض الفيروسية المميتة التي تهدد حياة الإنسان والحيوان على حد سواء. ومع أنه يمكن الوقاية منه بسهولة من خلال التطعيم والتعامل السريع بعد التعرض للعض، إلا أن الإهمال في اتخاذ التدابير الوقائية قد يؤدي إلى نتائج كارثية. يجب على المجتمعات المحلية والجهات المعنية تعزيز جهودها في مكافحة داء الكلب والحد من انتشاره من خلال التوعية والتحصين.


هذه النصائح لكم/ن
إذا كان لديكم/ن أي استفسار أو تحتاجون إرشاد بشأن الزراعة أو الماشية، من المهندس الزراعي في منصة “ريف اليمن”، بإمكانكم التواصل معنا عبر البريد – info@reefyemen.net. أو التواصل معنا عبر الواتساب على الرقم: 777651011.
ومتابعتنا مواقع التواصل الاجتماعي التالية:-
فيسبوك .  تويتر . واتساب . تلغرام . إنستغرام

شارك الموضوع عبر:
الكاتب

مواضيع مقترحة: