تعد الجوافة من الفواكه الغنية بالفوائد الصحية، وتحظى بأهمية كبيرة في العديد من الثقافات الزراعية حول العالم، حيث توفر العناصر الغذائية الضرورية لصحة الإنسان، وتدخل في العديد من الصناعات الغذائية، مما يجعلها محصولاً مهماً يساهم في تحسين الأمن الغذائي وتوفير فرص اقتصادية للمزارعين.
اسم الجوافة العلمي هو (Psidium guajava)، وهي شجرة دائمة الخضرة وقوية النمو، قد يصل ارتفاعها إلى 10 أمتار، وتتميز بتفرعها الكثيف ونمو أغصانها القريبة من سطح التربة. يتراوح الوقت من التزهير حتى نضج الثمار بين 110 و220 يوماً.
تنتمي الجوافة إلى الفصيلة الآسية (Myrtaceae)، وتشتهر بأوراقها العطرية وثمارها التي تتنوع بين الأشكال المستديرة والبيضاوية. يتراوح لون الثمار من الأصفر الفاتح إلى الأخضر عند النضج، بينما يتنوع لون اللب الداخلي بين الأبيض والوردي، اعتمادًا على الصنف.
الظروف البيئية لزراعة الجوافة
تنمو أشجار الجوافة في ظروف مناخية متنوعة، رغم أنها تُعتبر من أشجار المناطق شبه الاستوائية، يمكن أن تنمو في مناطق تصل ارتفاعها إلى 1550 متراً عن سطح البحر، ولكن الإنتاج يكون غزيراً في المناطق المنخفضة.
وتتحمل أشجار الجوافة درجات حرارة منخفضة تصل إلى 5 مئوية ومرتفعة تصل إلى 50 مئوية، لكن أفضل درجات الحرارة للنمو والإثمار تتراوح بين 26-34 مئوية، وفي المناطق ذات الأجواء المعتدلة والمائلة للدفء، تنضج فيها الثمار خلال 3 أشهر من وقت تفتح الأزهار، ويمكن الحصول على محصولين في السنة.
إرشادات ذات صلة
التربة المناسبة
تنمو أشجار الجوافة في مدى واسع من الترب، حيث تنمو في الترب الرملية والطينية الثقيلة، وفي الترب الخصبة والفقيرة، إلا أن الترب العميقة الخصبة جيدة الصرف والتهوية تعد من أفضل أنواع الترب، وتستطيع الأشجار أن تتحمل إلى حد ما القلوية أو الملوحة الخفيفة، وتنجح زراعة الأشجار في الترب الرملية بشرط العناية بها من خلال إضافة الأسمدة العضوية.
طرق إكثار أشجار الجوافة
تعتبر طرق الإكثار الجنسي بالبذورالأكثر استخدامًا في إكثار الجوافة نظرًا لكونها من أسهل الطرق وأكثرها نجاحًا، وتستخدم لغرض إنتاج شتلات بذرية يتم تطعيمها لاحقًا بالأصناف ذات المواصفات المرغوبة.
بعد استخراج البذور ذات الصفات الجيدة والمرغوبة من الثمار، يمكن زراعتها مباشرة لسهولة إنباتها (تنبت البذور في غضون 15-20 يومًا) بعد غسلها جيدًا بالماء للتخلص من الجزء اللحمي العالق بالبذور، ثم تجفف في الهواء بعيدًا عن أشعة الشمس المباشرة حتى لا تجف البذور.
ويمكن معاملة البذور ببعض المواد المعقمة والمبيدات الفطرية لتلافي إصابتها بمرض الذبول، كما يمكن معاملة البذور ببعض المواد الكيميائية التي تعمل على تسريع إنبات البذور مثل حمض الجبريليك أو نترات البوتاسيوم، أو نقع البذور بالماء لمدة أسبوعين، ثم زراعتها في المشتل، ويجب ريها بانتظام حتى تصل البادرات إلى الطول والسمك المناسب للتطعيم أو الزراعة في المكان الدائم.
زراعة الأشجار في البستان:
- بعد اختيار الموقع الملائم ودراسة الظروف البيئية السائدة في المنطقة ونوع التربة الملائمة، يجب القيام بالآتي:
– حراثة الأرض قبل زراعة الأشجار وإزالة الحشائش جيدًا (تسوية التربة).
– تحديد موقع الغرس، حيث تكون المسافة بين الأشجار (5*5) م.
– تُزرع غالبًا في بداية الربيع، حيث تكون الظروف البيئية مناسبة للزراعة.
– توضع الشتلات في حفر ذات أبعاد (60*6*60) سم.
– يُفضل وضع سماد عضوي في الحفر وخلطه مع التربة قبل الغرس.
– يجب المحافظة على المجموع الجذري للشتلات قبل الغرس.
– بعد الزراعة، يجب ري الأشجار جيداً مع إمكانية تغطية التربة بالأعشاب كالتبن للحفاظ على رطوبة التربة ومنعها من الجفاف.
العمليات الزراعية
من أهم العمليات التي تُجرى على الجوافة:
التقليم والتربية
تُعتبر عملية التقليم ضرورية للحفاظ على توازن النمو الخضري والثمري في الأشجار، تُقلم الأشجار الفتية لإزالة النموات السفلية والسرطانات، بينما يتم تقليم الأشجار المثمرة لفتح قلب الشجرة وإزالة الأفرع الميتة. بإتباع الخطوات التالية:
- تُقلم الأشجار الفتية بحيث تُزال النموات الموجودة على الساق حتى ارتفاع 60 سم من سطح التربة، بالإضافة إلى
- إزالة السرطانات والأفرع المائية من قلب الشجرة.
- بالنسبة الأشجار المثمرة يتم تقليمها عن طريق تقصير الأفرع الرئيسية التي تنمو لأعلى، مما يساعد في الحد من ارتفاع الأشجار.
- إزالة الأفرع الجافة والمتزاحمة والمتشابكة والمصابة من قلب الشجرة، مما يسمح بمرور الضوء والهواء، ويسهل جمع الثمار، ويساعد في مقاومة الآفات والأمراض.
الري
يختلف ري الأشجار حسب عوامل عديدة منها (الظروف البيئية السائدة – نوع التربة – عمر وحجم النبات – مرحلة النمو)، ومنذ الزراعة يجب العناية بالري، خاصة الأشجار الفتية من خلال الري المتقارب بعد الزراعة، وبالرغم من تحمل أشجار الجوافة النسبي لظروف الجفاف.
إلا أنه يجب تحديد برنامج منتظم لري الأشجار خلال مراحل نموها المختلفة، خاصة في المناطق التي يقل فيها معدل سقوط الأمطار، ويجب التوقف عن ري الأشجار خلال موسم سقوط الأمطار الغزيرة، حيث إن الرطوبة العالية من الممكن أن تؤدي إلى تساقط الأوراق والأزهار والثمار العاقدة أو تعفن الجذور، وكذلك إصابة الأشجار بالأمراض، خاصة الفطرية.
وفي المواسم الجافة، يتم ري الأشجار كل عشرة أيام، ويجب ألا تطول فترة الري عن ذلك، لأن تعطيش الأشجار خلال هذه الفترة ربما يؤدي إلى قلة الحاصل وقلة نمو الأشجار ورداءة الثمار، أما في فصل الشتاء، فتروى الأشجار كل 15 يومًا.
تسميد وتغذية الأشجار
تحتاج أشجار الجوافة من أجل نموها بشكل جيد واقتصادي إلى توفر العناصر الغذائية بصورة جاهزة في التربة، ويجب أن تكون هذه العناصر كافية وذلك من خلال القيام بعملية التسميد، سواء العضوي أو الكيميائي.
ويفضل للأشجار الفتية أن يُضاف لها السماد العضوي بمعدل 250 جرامًا/شجرة مع إضافة السماد النيتروجيني بمعدل 75-150 جرامًا بواقع دفعتين، أما الأشجار المثمرة فيُضاف لها 9 كجم سماد عضوي يُضاف على ثلاث دفعات.
أما السماد النيتروجيني فيُضاف بمعدل كيلو جرام يُضاف على ثلاث دفعات خلال موسم النمو، ويجب أن يُضاف السماد المركب (NPK) بمعدل 110-225 جرامًا على ثلاث دفعات، وفي حال ملاحظة ظهور نقص في العناصر الصغرى، يمكن إضافتها رشا على المجموع الخضري، خاصة الأوراق، بمعدل (2-3) رشات.
- المحصول ونضج الثمار
فاكهة الجوافة سريعة النمو وغزيرة الحمل، تنضج ثمارها خلال موسم نمو طويل، وتبدأ الأشجار في الإثمار من السنة الثالثة من الزراعة، وتستمر الأشجار بالإنتاج الجيد حتى تصل إلى عمر 20 سنة.
علامات نضج الثمار:
- تغير لون الثمرة.
- زيادة طراوة لب الثمرة.
- سهولة فصل وجني الثمار عن الأشجار.
- زيادة نسبة السكريات ونقصان الحموضة.
آفات وأمراض الجوافة:
1- البق الدقيقي (آفة حشرية)
- أعراض الإصابة: تعمل على امتصاص عصارة النبات وإفراز الندوة العسلية ونمو العفن الأسود.
- الطور الضار: هو طور الحورية والحشرة الكاملة.
- طرق الوقاية: هناك العديد من الأعداء الحيوية التي تحد من انتشارها، وخاصة أنواع من أبو العيد، وكذلك طفيليات محلية كثيرة يجب المحافظة عليها.
- المكافحة الكيميائية:
- لامبداسيهالوثرين 5% EC بمعدل 50 مل/100 لتر ماء + زيت صيفي.
- دلتامثرين 2.5% EC بمعدل 50 مل/100 لتر ماء + زيت صيفي.
- سيفلوترين 10% EC بمعدل 25 مل/100 لتر ماء + زيت صيفي.
2- ذبابة الفاكهة (آفة حشرية)
- أعراض الإصابة: وجود ثقوب على صورة لطع كاشفة على جدار الثمار نتيجة دخول آلة وضع البيض بالثمرة، لا تلبث أن تكبر بسرعة وتتحول إلى لون بني غامق بحيث يصبح لب الثمرة طريًا بعد ذلك، وتزداد أعراض الإصابة بعد جمع المحصول، وتتخمر الثمار بفعل الفطريات التي وصلت إلى داخل الثمار بواسطة آلة وضع البيض.
- الطور الضار: اليرقات.
- طرق الوقاية: استخدام المصائد الفرمونية والغذائية.
- المكافحة الكيميائية: الرش الجزئي بأحد المبيدات المناسبة.
3- تقرح ثمار الجوافة (مرض فطري)
- أعراض الإصابة: تقرح وتشوه الثمار.
- طرق الوقاية: يجب إزالة الفروع الميتة بمجرد أن تكون ملحوظة، كذلك يجب إزالة وحرق الأوراق المصابة.
- المكافحة الكيميائية: استخدام مبيدات فطرية أساسها النحاس في الوقاية من المرض.
في الختام يمكننا القول إن زراعة الجوافة تتطلب فهماً عميقاً للظروف البيئية والتربة المناسبة، بالإضافة إلى استراتيجيات فعالة لمكافحة الآفات والأمراض، من خلال الاستثمار في تقنيات الزراعة السليمة، يمكن للمزارعين تحقيق إنتاجية مرتفعة وتوفير مصدر غذائي غني ومفيد للمجتمعات.
هذه النصائح لكم/ن
إذا كان لديكم/ن أي استفسار أو تحتاجون إرشاد بشأن الزراعة أو الماشية،أو النحل،أو الصيد البحري، من المهندس الزراعي في منصة “ريف اليمن”، بإمكانكم التواصل معنا عبر البريد – info@reefyemen.net. أو التواصل معنا عبر الواتساب على الرقم: 777651011.
تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي التالية:-
فيسبوك . تويتر . واتساب . تلغرام . إنستغرام