وردنا سؤول عبر بريد منصة ريف اليمن، عن كيفة زراعة الثوم في اليمن، والتي تعد من النباتات البصلية المعمرة التي تزرع على نطاق واسع في اليمن، ويتجاوز الثوم دوره كعنصر غذائي في الكثير من الأطباق التقليدية، حيث يحتوي الثوم على مركبات فعالة تمنح له خصائص مضادة للميكروبات ومضادة للأكسدة.
تستعرض منصة “ريف اليمن” في هذا النص الإرشادي طرق زراعة الثوم وأهم الأمراض التي تصيبه،، مما سيساعد في تعزيز المعرفة حول هذه الزراعة المهمة وضمان تحقيق أفضل إنتاجية ممكنة.
زراعة الثوم في اليمن
مع الأسابيع الأولى لتراجع الحر في البلاد، يتم بدء زراعة فصوص الثوم ويكون ذلك فصل الخريف الذي يمتد غالباً من (سبتمبر- أكتوبر – نوفمبر)، يبدأ حصاد الثوم في فصل الربيع (مارس – مايو) عندما تذبل الأوراق، وتعتبر محافظات: صنعاء، تعز، عمران، المحويت، إب، من المناطق الرئيسية لزراعة الثوم، لتنوع مناخها.
وبشكل ملحوظ انحسرت زراعة الثوم في البلاد خلال الصراع المستمر منذ 10 سنوات، ووفق إحصائية رسمية حديثه إن اليمن ينتج حاليا نحو خمسة آلاف طن، بينما كان كمية الإنتاج في 2006م، 7 ألاف و459 طنا.
يتطلب الثوم في مراحله الأولى جواً بارداً نسبياً مع نهار قصير، بينما في مرحلة تكوين الرؤوس يحتاج إلى درجات حرارة مرتفعة نسبياً ونهار طويل، وبشكل عام، يُفضل أن تتراوح درجات الحرارة بين 15-25 درجة مئوية.
وقد يتحمل الثوم درجات الحرارة المنخفضة في فصل الشتاء، لكن الحرارة الشديدة في الصيف تؤثر سلباً على نموه. وتفضل زراعة الثوم تربة رطبة بشكل معتدل، لكن يجب تجنب تشبع التربة بالماء لتفادي تعفن الفصوص.
اختيار التقاوي
عند اختيار التقاوي للزراعة، يجب مراعاة بعض النقاط الهامة:
- الاختيار من حقول سليمة: يجب أخذ الرؤوس من حقول خالية من الأمراض.
- اختيار الرؤوس الكبيرة: يُفضل اختيار الرؤوس الكبيرة الحجم وناعمة الملمس.
- التخزين السليم: ينبغي تخزين التقاوي بشكل رؤوس كاملة وعدم تجزئتها حتى موعد الزراعة.
والتقاوي هنا يقصد بها تلك البذور أو النباتات المستخدمة في الزراعة، والتي تُزرع لتصبح محصولاً جديداً.
إرشادات ذات صلة
زراعة نبات العِنصِيفْ “الخُوْعَة” وفوائده
6 نصائح للمزارعين عند حصاد البرتقال
كل ما تريد معرفته عن زراعة الخس
إعداد الأرض والزراعة
تُعتبر الأراضي الخفيفة والثقيلة مناسبة لزراعة الثوم، لكن لا تنجح الزراعة في الأراضي الطينية الثقيلة بسبب إنتاج رؤوس صغيرة الحجم رديئة الجودة، لالتصاق حبيبات التربة بالمجموع الجذري، كما لا تنجح زراعة الثوم في الأراضي الرملية لعدم احتفاظها بالرطوبة الكافية لنمو النبات.
ويجب تجهيز الأرض عن طريق حرثها جيداً وإزالة الحشائش والأعشاب الضارة، حيث يُزرع الثوم في أحواض ابعادها (4*8م) أو على شكل أتلام، وذلك حسب المتاح على الأرض الزراعية.
ويتم زرع الفصوص على عمق يتراوح بين 3-5 سم، مع ترك مسافة 10-15 سم بين الفصوص و20-30 سم بين الصفوف، ويحتاج الثوم إلى ري منتظم لضمان نموه الجيد.
ويفضل زراعة الثوم في دورة ثلاثية بتبادل مع محاصيل العائلة البقولية، حيث يساهم هذا النظام الزراعي في تحسين جودة التربة وزيادة إنتاجية المحاصيل.
ويساعد تبادل زراعة الثوم مع البقوليات، مثل الفول والحمص، على تقليل انتشار الأمراض والآفات، كما أن البقوليات تعمل على تثبيت النيتروجين في التربة، مما يعزز نمو الثوم ويزود التربة بالعناصر الغذائية اللازمة.
ومن أجل تحسين زراعة الثوم، يعتبر التسميد عنصراً أساسياً يهدف إلى تأمين حاجة النبات من العناصر الغذائية وتعويض التربة عما فقدته من مغذيات، تختلف كميات الأسمدة الواجب إضافتها للتربة حسب خصوبتها، مما يتطلب تقييماً دقيقاً لخصائص التربة قبل الزراعة.
ويتم حصاد الثوم عندما تتحول أوراقه إلى اللون الأصفر ويبدأ رأس الثوم في التكشف، حيث تجمع النباتات بعد سحبها من الأرض وتُوضع في مكان جيد التهوية للتجفيف، مما يعزز من جودة المنتج النهائي.
الأمراض والآفات:
تُعتبر الأمراض والآفات جزءاً أساسياً من زراعة الثوم، ويجب على المزارعين أن يكونوا واعين لها لضمان إنتاجية عالية. ومن أبرز هذه الآفات:
1) التربس (النسه) – آفة حشرية
- الأعراض: تكون بقع فضية على الأوراق، تتشوه وتضعف.
- الطور الضار: الحشرة الكاملة واليرقات.
- طرق الوقاية: تجنب زراعة الثوم بعد أو أثناء زراعة القرعيات والفراولة والورود والقرنفل.
- المكافحة الكيميائية:
- ثيامثوكسام 25% WB بمعدل 20-40 جرام/100 لتر ماء.
- ثيوسيكلام 50% SB بمعدل 50-100 جرام/100 لتر ماء.
- أميداكلوبرايد 20% SL بمعدل 50-100 جرام/100 لتر ماء.
- دلتامثرين كارب 15% EC بمعدل 25 مل/100 لتر ماء.
2) الأصداء (الذحلة) – آفة فطرية
- طرق الوقاية:
- زراعة تقاوي مأخوذة من حقول غير مصابة.
- مقاومة الحشائش التي قد تمثل عائل ثانوي.
- يجب ملاحظة أنه في كثير من الأحيان تحدث الإصابة في نهاية الموسم ولا تسبب أدنى مشكلة على الإنتاجية، وفي هذه الحالة لا يتم إجراء مقاومة ولكن يتم التخلص من بقايا المحصول عن طريق حرقها.
- المكافحة الكيميائية:
- كاريندازيم 50% SC بمعدل 50-100 مل/100 لتر.
- ترايديمنول 12.5% EC بمعدل 40 مل/100 لتر.
- أزوكسي ستروبين 25% SC بمعدل 50-75 مل/100 لتر.
- بيراكلوستروبين 6.4% + بوسكاليد 12.1% SC بمعدل 40 مل/100 لتر.
3) اللطعة الأرجوانية – آفة فطرية
- طرق الوقاية:
- التخلص من بقايا مخلفات المحصول السابق بالحرق للتخلص من مصادر العدوى.
- زراعة تقاوي (بذور أو أبصال) خالية من الإصابة مأخوذة من حقول سليمة لم يظهر فيها المرض.
- تجنب الزراعة الكثيفة لنباتات البصل، حيث يساعد ذلك على خفض الرطوبة.
- تجنب الإفراط في الري والتسميد الأزوتي، والاهتمام بالتسميد الفوسفاتي والبوتاسي.
- استخدام دورة زراعية ثلاثية.
- المكافحة الكيميائية:
- سيموكسانيل + نحاس 73% WP بمعدل 200 جرام/100 لتر ماء.
- أزوكسي ستروبين 25% SC بمعدل 50-74 مل/100 لتر ماء.
- ميتالاكسيل + نحاس 50% WP بمعدل 200 جرام/100 لتر ماء.
- بيراكلوستروبين 6.4% + بوسكاليد 12.1% SC بمعدل 40 مل/100 لتر.
4) نيماتودا الثوم والابصال (الخباق-الخادر-الخسع-النقاز)
طرق الوقاية:
- استخدام تقاوي سليمة.
- التعقيم الحراري.
- دورة زراعية لمدة 5 سنوات في المواقع المصابة.
- يستخدم مبيد بيماكل بمعدل 1 مل/لتر ماء عن طريق الري.
وهنا لزم التنويه الى أنه يجب على المزارعين توخي الحذر في اختيار التقاوي واتباع استراتيجيات الوقاية المناسبة لضمان إنتاجية عالية وجودة المحصول.
في الختام يمكن القول إن زراعة الثوم ليست مجرد ممارسة زراعية، بل هي جزء من التراث الثقافي والطبي في العديد من البلدان، بما في ذلك اليمن.
ومن خلال المعرفة حول طرق زراعة الثوم وأهم الأمراض التي قد تصيبه، يمكن للمزارعين تحسين إنتاجيتهم وضمان جودة المحاصيل، وبالاستمرار في تطبيق الممارسات الزراعية الجيدة، سيبقى الثوم رمزاً للصحة والعافية، ويدعم الأمن الغذائي في المجتمعات.
هذه النصائح لكم/ن
إذا كان لديكم/ن أي استفسار أو تحتاجون إرشاد بشأن الزراعة أو الماشية، من المهندس الزراعي في منصة “ريف اليمن”، بإمكانكم التواصل معنا عبر البريد – info@reefyemen.net. أو التواصل معنا عبر الواتساب على الرقم: 777651011.
ومتابعتنا مواقع التواصل الاجتماعي التالية:-