مع تزايد الاهتمام بتنمية المجتمعات الريفية في اليمن لتحقيق الاكتفاء الزراعي الذاتي، أصبحت إدارة المساحات الزراعية وتوزيع الأشجار المثمرة عاملاً محورياً في تعزيز الإنتاجية وتحسين جودة المحاصيل. ويعد توزيع المسافات بين الأشجار المثمرة مسألة علمية تتطلب فهماً دقيقاً لعوامل النمو، مثل التربة، والمناخ، ونوعية الأشجار المزروعة.
وبين الحين والآخر يتساءل مزارعون، عن كيفية استغلال المساحات الزراعية في أراضيهم بشكل فعال دون التأثير على صحة الأشجار أو جودة المحصول؟، لأن هذه المشكلة تعتبر من أبرز التحديات التي تواجه المزارعين في البلاد لاسيما في المناطق النائية، مع اتخاذ أساليب حديثة في الزراعة.
الخبير الزراعي في منصة “ريف اليمن” يؤكد أن توزيع المسافات بشكل سليم بين الأشجار يؤثر بشكل مباشر على تحسين تهوية المحاصيل، ونمو الجذور، وتوفير الضوء الكافي، مما يسهم في تحسين صحة الأشجار وزيادة كفاءتها الإنتاجية، مشيراً إلى أن ترك مسافات كافية بين الأشجار لا يعزز فقط إنتاجية الفاكهة، بل يسهم أيضًا في تحسين بنية التربة ومنع انتشار الأمراض التي تنتقل عبر التربة أو الهواء.
إرشادات ذات صلة
مسافات مثلى لبعض الأشجار المثمرة
يعتبر تحديد المسافة بين الأشجار قراراً يعتمد على نوع الأشجار ونظام الزراعة المتبع، وفيما يلي توصيات بالمسافات المثلى لبعض الأشجار المثمرة الشائعة:
- الحمضيات البرتقال: 5-7 أمتار بين الأشجار.. تُعد هذه المسافة ضرورية لتوفير التهوية الجيدة والضوء المناسب لنمو الثمار بشكل صحي.
- الزيتون: 5-10 أمتار.. نظراً لأن شجرة الزيتون تمتاز بجذورها العميقة وتاجها الواسع، فإن ترك مساحة أكبر يساعد في نموها المثالي وزيادة الإنتاجية.
- النخيل: 10 أمتار.. يحتاج النخيل إلى مساحة كبيرة نظراً لامتداد جذوره وطوله، مما يسمح بتوفير العناصر الغذائية الضرورية من التربة.
- العنب: 1.5-3 أمتار.. يعتمد العنب على نظام تدريب معين على الأسلاك، ولذلك فإن تقارب المسافات يساعد في تنظيم نمو الفروع والثمار.
- الخوخ، المشمش، التفاح، البرقوق: 5-7 أمتار.. تحتاج هذه الأشجار إلى مسافة متوسطة تتيح نمواً متوازناً للجذور والفروع، ما يساعد في تقليل المنافسة على العناصر الغذائية.
- الرمان: 4-5 أمتار.. شجرة الرمان تعد من الأشجار المتوسطة في حجمها، والمسافة المقترحة توفر التهوية والضوء الكافيين لنضوج الثمار.
- التين: 6-7 أمتار.. يُفضل توفير مساحة كبيرة نسبيًا لشجرة التين، نظرًا لنموها السريع واحتياجها لمزيد من التهوية.
أثر المسافات المثلى على الإنتاجية
يساعد تطبيق المسافات المناسبة بين الأشجار المثمرة على الحد من انتشار الأمراض الفطرية والبكتيرية التي تنتقل بين النباتات عبر الهواء، كما يقلل توفر التهوية الكافية من احتمالية تجمع الرطوبة الزائدة حول الجذوع، وهو ما يعد بيئة مناسبة لنمو الفطريات، بالإضافة إلى ذلك، فإن ترك مسافات مناسبة بين الأشجار يتيح وصول الضوء إلى جميع أجزاء النبات بشكل متساوٍ، وهو ما يحسن من عملية التمثيل الضوئي ويزيد من إنتاجية الفاكهة.

ومن الناحية الاقتصادية، يمكن للمزارعين تحقيق زيادة ملحوظة في دخلهم من خلال الالتزام بتوزيع المسافات المثلى، حيث تجذب الإنتاجية العالية وجودة الفاكهة السوق وتزيد من فرص التسويق والتصدير، خصوصاً في ظل تزايد الطلب على الفواكه العضوية والنظيفة من المواد الكيميائية.
الاستدامة الزراعية والحفاظ على البيئة
ولا يقتصر تأثير توزيع المسافات على الإنتاجية فقط، بل يمتد ليشمل تحقيق الاستدامة الزراعية. فالتوزيع السليم يساهم في تقليل الاعتماد على المبيدات الحشرية والأسمدة الكيميائية، مما يقلل من التأثيرات السلبية على البيئة والتربة.
وبتبني هذا الأسلوب، يمكن للمزارعين الحفاظ على جودة التربة على المدى الطويل وضمان استمرارية الزراعة لأجيال قادمة.
نصائح إضافية للمزارعين
إلى جانب الالتزام بالمسافات المثلى، ينصح الخبراء في مجال الزراعة بعدة خطوات إضافية لضمان نجاح المحاصيل، ومنها:
اختيار الأصناف المناسبة: يجب على المزارعين اختيار الأصناف الزراعية التي تتكيف مع الظروف المناخية في اليمن وتقاوم الأمراض المحلية.
التقليم الدوري: يسهم تقليم الأشجار بانتظام في تحسين تدفق الهواء وتقليل كثافة الأوراق، مما يقلل من احتمالية انتشار الآفات.
الري المنتظم: يجب الاهتمام بنظام الري لتجنب الجفاف أو زيادة الرطوبة حول جذور الأشجار، حيث يؤثر الري بشكل كبير على صحة الأشجار وإنتاجيتها.
في الختام، يمكن القول إن توزيع المسافات بين الأشجار المثمرة يشكل أحد الأعمدة الأساسية في تحقيق الزراعة المستدامة وزيادة الإنتاجية، ومن خلال الالتزام بالإرشادات الزراعية الموثوقة وتطبيق أفضل الممارسات، يمكن للمزارعين الريفيين ليس فقط تحسين دخلهم، بل والمساهمة في تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي الزراعي في البلاد.
فيما يلي مسافات مثلى للأشجار المثمرة:
نوع الشجرة | المسافة بالمتر |
الحمضيات (برتقال، ليمون) | 5 إلى 7 |
الزيتون | 5 إلى 10 |
النخيل | 10 |
العنب | 1,5 – 3 |
الخوخ | 5 إلى 7 |
الرمان | 4 إلى 5 |
الكمثرى | 5 إلى 6 |
التفاح | 5 إلى 7 |
المشمش (البرقوق) | 5 إلى 7 |
التين | 6 إلى 7 |
اللوز | 5 إلى 7 |
من خلال الالتزام بهذه المسافات، يمكن للمزارعين تحقيق توازن مثالي بين النمو الصحي للأشجار وتوفير أقصى استفادة من المساحة الزراعية، وبالطبع اتباع هذه الأساليب يسهم في حماية المحاصيل من الآفات والأمراض التي تنتقل عبر التربة والهواء بسبب التقارب المفرط بين الأشجار.
هذه النصائح لكم/ن
إذا كان لديكم/ن أي استفسار أو تحتاجون إرشاد بشأن الزراعة أو الماشية، من المهندس الزراعي في منصة “ريف اليمن”، بإمكانكم التواصل معنا عبر البريد – info@reefyemen.net. أو التواصل معنا عبر الواتساب على الرقم: 777651011.
ومتابعتنا مواقع التواصل الاجتماعي التالية:-