رحلة في تاريخ مأرب: الحضارة السبئية المطمورة تحت الرمال

لم تحظَ مأرب بالدراسات المتعمقة بما يليق بمكانتها كمهدٍ لحضارة سبأ العريقة

رحلة في تاريخ مأرب: الحضارة السبئية المطمورة تحت الرمال

لم تحظَ مأرب بالدراسات المتعمقة بما يليق بمكانتها كمهدٍ لحضارة سبأ العريقة

كانت مأرب الحالية مركزًا حضاريًا قديمًا ومهداً لأولى إشعاعات الحضارة الإنسانية في اليمن، الضاربة في عمق التأريخ منذ ما قبل الميلاد، المتمثلة في “مملكة سبأ” وكانت مركزاً سياسياً واقتصاديا مهماً ومتفوقاً في شبة الجزيرة العربية، وسيطرت على طريق التجارة بين الهند وحضارات بلاد الشام والمتوسط.

محافظة مأرب اليمنية، التي تقع شرقي العاصمة صنعاء (172كم) وهي واحدة من أعرق المناطق التأريخية في البلاد، لكنها لم تحظ بالتنقيب الكافي لآثارها، بالإضافة إلى الاهتمام بالمعالم المكتشفة والتي تشهد حالة من العبث والإهمال وتكاد الرمال تدفنها.

رغم أهميتها التأريخية والحضارية لم يجرى لها التنقيب الكافي الذي يمكن أن يكشف حقائق جديدة ومعلومات عن تلك الدول والحضارات وآثارها التي طمرت تحت الرمال، حيث جرى فيها وجرت فيها سلسلة من الصراعات والحروب، فمن الضروري تبني استراتيجية

نستعرض في هذا المقال، الإرث الحضاري وفق ما أظهرته عمليات التنقيب على الآثار خلال القرن الماضي، ما مثلته الحضارة السبئية من مركزا اقتصادياً في التأريخ القديم، والرمزية السياسية التأريخية في الحكم والسياق الحضاري، بالإضافة خط المسند اليمني، الذي ما يزال محفوراً في كافة المعالم التأريخية.


    مواضيع مقترحة


رحلة في تاريخ مأرب: الحضارة السبئية المطمورة تحت الرمال
منازل قديمة في مأرب شرقي اليمن (flickr)

تأريخ الحضارة السبئية

رغم شحة التنقيب في مأرب، شهدت بعض المحاولات النادرة للبحث العلمي نتائج تكشف العمق الحضاري، مثل تلك التي قامت بها بعثة المؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان في عام 1952م، والتي ركزت على التنقيب في جزء محدد عند مدخل معبد أوام، المعروف أيضًا بمعبد الشمس أو محرم بلقيس.

كذلك، أظهرت أعمال التنقيب العلمي التي قامت بها البعثة الأثرية الألمانية في معبد بران، المعروف بعرش بلقيس، أن المعبد مر بمرحلتين تاريخيتين واضحتين، تمتدان من الألف الثاني قبل الميلاد حتى بداية الألف الأول قبل الميلاد، والمرحلة الثانية تمتد من 850 ق.م حتى نهاية الدولة السبئية.

أما الشواهد التاريخية المكتوبة التي تناولها الإخباريون والمؤرخون اليمنيون والعرب والأجانب، فإنها تسرد أخباراً عديدة عن حضارة سبأ بأسلوب ملحمي يعكس شفق الماضي البعيد وصدى التاريخ السحيق، ويمكن الاستفادة منها لتقديم تصور حول هذه الحضارة، رغم أنها تتفق على قدمها لكن تختلف في تحديد مدى عمق هذه الحضارة وتاريخ نشأتها بدقة.

ومن بين الشواهد التي تؤكد عظمة هذه الحضارة ما ورد في الكتب السماوية المقدسة؛ التوراة، والإنجيل، والقرآن، حيث ذُكرت عظمة حضارة سبأ وملكتها بلقيس وزيارتها للنبي سليمان عليه السلام في القرن العاشر قبل الميلاد. النتائج التي توصلت إليها البعثة الأثرية الألمانية حول معبد بران، والتي تعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد، تدعم هذه الروايات الدينية وتعزز من قيمة الحضارة السبئية.

وذُكر سد مأرب العظيم في القرآن، والذي يُعتبر رمزًا تاريخيًا فريدًا، يعزز مكانة حضارة سبأ بين حضارات الشرق القديم. وهذا أضاف بُعدًا خاصًا لشهرة حضارة سبأ وقومها، وجعل من مدينة مأرب القديمة عاصمةً بارزة في العصور التاريخية.

وتُبرز الحاجة الملحة لإجراء حفريات أثرية علمية متكاملة في جميع مناطق أرض سبأ، بهدف الكشف عن الصورة التاريخية الحقيقية لهذه الحضارة وإعادة الاعتبار لمكانتها ودورها في تاريخ الشرق القديم. وإزالة الغبن التاريخي الذي طال حضارة سبأ يتطلب جهوداً بحثية متكاملة تعيد رسم معالم هذه الحضارة وإبراز دورها الريادي في التاريخ الإنساني.

أعمدة في رمال مطمورة
أعمدة مطمورة في رمال مأرب، تكشف عن الحاجة الى التنقيب العلمي لمعرفة تأريخ المدينة (flickr)

مأرب.. الحاجة إلى تنقيب الآثار

لم تحظَ محافظة مأرب بالدراسات المتعمقة والبحث الأثري الشامل الذي يليق بمكانتها كمهدٍ لحضارة سبأ العريقة، فحتى اليوم، لا تزال الصورة التاريخية لهذه الحضارة ناقصة وغير مكتملة، بسبب نقص الحفريات الأثرية المتكاملة التي تعيد رسم معالمها التاريخية بكل تفاصيلها الدقيقة.

ورغم أن “سبأ” من أعظم الحضارات القديمة، إلا أن النقوش المسندية المتعلقة بها قليلة ومحدودة، ما يعكس قلة الأبحاث والدراسات التي تناولتها مقارنةً بحضارات بلاد الرافدين ومصر. وتعد الجهود الاستكشافية القليلة التي قامت بها بعض الرحلات الاستشراقية ومغامرات الباحثين، ولم تثمر سوى عن دلائل أثرية غير كافية تفتقر إلى العمق والدقة العلمية.

وكانت معظم المعلومات الأثرية التي تم جمعها نتيجة لمشاهدات سطحية ومسوح غير كاملة، بينما وجدت بعض الآثار بالصدفة في مناطق عديدة من أرض سبأ، لكنها لم تكن كافية لتشكيل صورة كاملة وواضحة لتاريخ هذه الحضارة العريقة.

رغم ذلك، فإن هذا النقص في الدراسات لا يعني استحالة رسم بعض ملامح الحضارة السبئية، فبقايا آثارها لا تزال قائمة في معبد الشمس، عرش بلقيس، مدينة مأرب القديمة، مصارف سد مأرب القديم، وصرواح. جميعها تدل على عظمة وعراقة هذه الحضارة، ولا يوجد في تاريخ اليمن القديم ما يضاهي حضارة سبأ، ولا في رموزها التاريخية وآثارها ما يضاهي سد مأرب العظيم.

فكل الشواهد الأثرية والتاريخية تدل على أن مملكة سبأ كانت عمود الحضارة اليمنية القديمة وتكوينها السياسي الكبير. دول مثل معين، قتبان، أوسان، حضرموت، وحمير، وكانت تكوينات سياسية معاصرة لفترات سبأ، انفصلت عنها أحيانًا واندمجت معها أحيانًا أخرى أو اتحدت معها لتشكل دولة واحدة مثل دولة حمير.

طريق اللبان

سيطر السبئيون على طريق اللبان الذي يعد أحد أقدم وأطول الطرق التجارية البرية في العصور القديمة، حيث امتد لخمسة عشر قرنًا قبل الميلاد. وبنوا على امتداده المستوطنات والمحطات التجارية لحمايته وضمان استمرار مصالح مملكة سبأ الاقتصادية وازدهارها. كما واجهوا عبر التاريخ العديد من المحاولات الخارجية للسيطرة على هذا الطريق، كان آخرها الحملة الرومانية بقيادة “أليوس جالوس” في عام 24 ق.م، التي فشلت في اجتياز أسوار مدينة مأرب واضطرت للانسحاب.

اللبان هو مادة صمغية تستخرج من جذوع أشجار اللبان، كان يُعتبر من السلع المقدسة وأحب أنواع الطيوب في حضارات الشرق القديم وحوض البحر المتوسط. توسعت استعمالاته في تلك الفترة، حيث كان يُحرق كبخور أثناء تقديم القرابين للآلهة في المعابد، وفي مراسيم دفن الموتى، والاحتفالات الدينية لتكريم الأحياء. وكان يُستخدم في تركيب الأدوية ومواد التحنيط، وكان يُقدّم كهدايا ثمينة. كان حصاد اللبان يتم بواسطة أفراد ذوي قداسة، يتجنبون النجاسة وملامسة النساء خلال فترة الحصاد، ما يعكس مكانة اللبان الروحية العالية.

تبدأ رحلة طريق اللبان من مناطق شرق محافظة المهرة، مرورًا بوادي حضرموت، ثم قتبان، وصولًا إلى عاصمة سبأ مأرب. بعد فرض الرسوم على تجارة اللبان، كانت القوافل تتجه من مأرب إلى نجران عبر جوف المعينيين، ثم إلى يثرب وشمال الجزيرة العربية وصولًا إلى غزة. على طول الطريق، كانت القوافل تمر بخمسة وستين محطة تجارية. كما كان هناك طريق بحري ينقل السلع والتوابل الهندية واللبان من شرق المهرة وسقطرى إلى ميناء قنا بحضرموت القديمة، ومنه إلى مأرب، ثم تتجه القوافل عبر طريق اللبان إلى أسواق مراكز حضارات الشرق القديم.

في القرن الأول الميلادي، منعت الكنيسة استخدام اللبان في الصلوات والطقوس الدينية، ما أدى إلى تراجع تدريجي في تجارة اللبان. إلى جانب ذلك، أدى اكتشاف حركة الملاحة البحرية عبر الرياح الموسمية إلى اتصال مباشر بين بلدان البحر الأبيض المتوسط والهند عبر البحر الأحمر، مما قلل من أهمية الطرق التجارية البرية القديمة، وأدى إلى نهايتها. ورغم ذلك، استمرت حركة القوافل التجارية عبر طرق بديلة، من بينها طريق ينقل البضائع من ميناء عدن إلى المرتفعات الوسطى والهضبة اليمنية، وطريق آخر يمتد على طول الساحل المحاذي للبحر الأحمر.

خط المسند1
خط المسند في إحدى الأعمد الأثرية في مأرب شرق اليمن (flickr)

المُسند السبئ

كان تاريخ الكتابة في أرض سبأ البداية الفعلية للعصور التاريخية لحضارة الإنسان، حيث اخترع السبئيون الكتابة التي تُعد الحد الفاصل بين عصور ما قبل التاريخ، أبجدية المسند السبئي، التي تتكون من تسعة وعشرين حرفًا، هي من أكمل الأبجديات السامية المعروفة.

ومعظم النقوش السبئية التي عُثر عليها حتى اليوم في اليمن تحتوي على مضامين دينية وعقائدية، تعكس الروحانية العميقة والتقاليد الراسخة التي تميز هذه الحضارة. وتمثل أبجدية المُسند السبئي قيمة إبداعية هائلة للتراث الحضاري الإنساني.

ومن المهم دراسة هذه النقوش لفهم التطور اللغوي والفني للغة اليمنية القديمة، وإبراز مساهماتها الأولى في الحضارة الإنسانية. فالكتابة كانت وماتزال من أهم وسائل التفاعل والتفاهم بين البشر، وهي التي مكنت الإنسان من التعبير عن أفكاره وتأكيد شخصيته الوطنية، مما يجعل دراسة حضارة سبأ وأبجديتها السامية أحد المفاتيح لفهم تطور الإنسان عبر التاريخ.

بلقيس: رمز الحضارة السبئية

من بين ملوك سبأ، تظل الملكة بلقيس الأكثر شهرة وتأثيرًا، حيث أصبحت رمزًا تاريخيًا للحضارة السبئية اليمنية القديمة حيث ذُكرت في الكتب السماوية الثلاثة: التوراة، الإنجيل، والقرآن، ما جعل حضورها راسخ عبر الحضارات الإنسانية القديمة. وكانت زيارتها للنبي سليمان في القرن العاشر قبل الميلاد حدثًا يشير إلى مكانة مملكة سبأ وقوتها.

هذه الزيارة التي ذكرت في الكتب السماوية، تسلط الضوء على العلاقات الاقتصادية المتطورة للمملكة، ومدى اتساع شبكات مصالحها التجارية، كما تعكس الرخاء الاقتصادي وغنى الثروات السبئية، كما أكدتها التوراة بذكرها الهدايا الثمينة التي قدمتها ملكة سبأ للنبي سليمان. في القرآن الكريم، جاء في سورة النمل، “وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ، إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ”، مما يعزز مكانة بلقيس ويؤكد على عظمتها.

العرش scaled
عرش بلقس رمز الحضارة السبئية في مأرب شرقي اليمن (flickr)

أما في النصوص المسيحية، فقد استلهم فنانو عصر النهضة الأوروبية قصتها في العديد من الأعمال الفنية. ومن أبرزها اللوحة الشهيرة التي رسمها الفنان الإيطالي جبرتي في القرن الخامس عشر الميلادي، على بوابة معمدانية مدينة فلورنسا، والتي تصور استقبال النبي سليمان لملكة سبأ في مشهد مهيب. هذا الحدث تجسد ايضاً في العديد من ثقافات الشعوب، حيث تعددت الروايات حوله واختلفت تفاصيلها بين الشعوب، كلا وفقًا لتراثه الشعبي المرتبط بالأسطورة.

ورغم محاولات التشكيك في واقعية الحدث، والتقليل من شأن عظمة ملكة سبأ ومجدها، إلا أن بلقيس تظل رمزًا تاريخيًا للحضارة السبئية الراقية. في أرض سبأ، وتحديدًا في مأرب، يجد الزائر آثارًا ونقوشًا تذكر بتاريخ سبأ وملوكها، مما يعزز من قيمة هذا الرمز التاريخي ويجعله جزءًا لا يتجزأ من التراث اليمني القديم.

اللقب الملكي السبئي

كان لقب “ملك مملكة سبأ” يمثل أعلى مكانة في نظام حكم سبأ، ويرمز إلى الوحدة الوطنية والتطور الحضاري لليمن القديم. منذ بداية الألفية الثانية قبل الميلاد، وحتى ظهور الدعوة الإسلامية، كان لقب “ملك سبأ” هو الرمز الحضاري الوطني الذي يعكس تطور الحضارة اليمنية القديمة عبر العصور.

يؤكد هذا اللقب على حقيقة تاريخية وأثرية بأن سبأ كانت عمودًا من أعمدة التاريخ والحضارة اليمنية، وهي الكيان السياسي الكبير الذي بنيت عليه المراحل التاريخية اللاحقة، وتم تطويره ليشمل تحولات الاتحادات القبلية التي شاركت في توسيع وتطوير نظام الحكم السبئي.

بدأت مملكة سبأ باتحاد القبائل في بداية الألفية الثانية قبل الميلاد، ومعها اختراع الأبجدية السبئية، التي كانت أول وسيلة للتفاهم بين الاتحادات القبلية، وتعبيرًا عن مصالحهم وثقافتهم المشتركة. مع مرور الزمن، اندمج اتحاد قبائل فيشان مع اتحاد قبائل سبأ تحت راية ملك سبأ، الذي أصبح رمزًا وطنيًا.

وفي نفس الوقت، بدأت عبادة الإلهة المقه تأخذ مكانة أسمى، وصار إله القمر الإله الوطني الرسمي لسبأ، حيث كان الملك السبئي يتوجه إليه بالطقوس الدينية، ومع تطور الحضارة السبئية بدأت صورة الإطار التاريخي تتضح، حيث تحولت المجتمعات من الحياة العشائرية القائمة على روابط الدم إلى روابط أخرى دينية، اجتماعية، واقتصادية، تعكس مصالحهم المشتركة.

ومع الانتقال إلى حياة الاستقرار وممارسة النشاط الزراعي، توسعت مملكة سبأ لتشمل إنشاء المدن الكبرى والمحطات التجارية، التي شُيدت فيها قصور والمعابد، وتطور النظام السياسي للحكم السبئي، وتحول إلى دولة مملكة سبأ في بداية القرن الحادي عشر قبل الميلاد، حيث تجسد النسر كشعار وطني لمملكة سبأ في النقوش المسندية، رمزًا للقوة والمهابة. حتى اليوم، يُستخدم النسر السبئي كشعار للجمهورية اليمنية وبعض الدول العربية.

استمر لقب “ملك سبأ” حتى بداية القرن الأول الميلادي، عندما بدأت أسباب القوة السياسية والاقتصادية تتحول من شرق اليمن إلى غربها، وبرز اتحاد قبائل حِمْيَر كقوة جديدة، وسيطرت على مناطق نفوذ مملكة سبأ، وأسس موانئ على البحر الأحمر، وسيطر على الطرق التجارية الجديدة في غرب اليمن. تطور اتحاد حِمْيَر إلى دولة عرفت بالدولة الحِمْيَرية، واتخذ ملوكها حمير لقب “ملوك سبأ” وأضافوا إليه لقب “ذي ريدان”.

ومع ازدياد قوة الدولة الحِمْيَرية، تمكنت من توحيد اليمن بأكملها نهاية القرن الثالث الميلادي، وتوسع اللقب الملكي ليصبح “ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنات”، وفي القرن الرابع والخامس وبداية السادس الميلادي، استمر توسع اللقب ليشمل مناطق أوسع، مما يدل على زيادة السيطرة السياسية والجغرافية حتى مجيء الإسلام.

رحلة في تاريخ مأرب: الحضارة السبئية المطمورة تحت الرمال
سد مأرب الجديد الذي بني في ثمانينات القرن الماضي بالقرب من السد القديم (flickr)

مأرب الحديثة

اليوم، لا تزال أرض سبأ تجدد مراحل تاريخها. فإذا كانت مدينة مأرب القديمة حاضرة سبأ وقومها، فإن مدينة مأرب الجديدة تعد حاضرة اليمن وأهله. يعود بداية تأسيس المباني الحديثة في مأرب إلى النصف الثاني من عقد السبعينات من القرن الماضي، وتوسعت قليلاً بعد إعادة بناء سد مأرب الجديد في منتصف عقد الثمانينات.

وأعاد افتتاح الذاكرة التاريخية الحضارية لدى اليمنيين، حيث تلعب الآثار دورًا مهمًا في تكوين الشخصية الوطنية وتنمية القدرات الثقافية، وأصبح سد مأرب الجديد وبقايا السد القديم مقصدًا يوميًا للزوار، وانتعش دور وادي سبأ (وادي ذنة) نسبياً، مما أدى إلى انتشار المزارع الواسعة على ضفتي الوادي واشتهرت مأرب بإنتاج البرتقال، اليوسفي، البطيخ، التمور، والخضروات، والحبوب.

كما أن اكتشاف النفط والغاز في منتصف عقد الثمانينات زاد من أهمية مأرب، خاصة بعد تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو/ آيار 1990م، حيث استعادت مأرب دورها التاريخي والحضاري كبوابة جغرافية لمشرق اليمن، من شبوة إلى حضرموت والمهرة، وصولاً إلى مدن المرتفعات في الهضبة اليمنية.


قائمة المراجع:
– لسان اليمن، الحسن بن أحمد الهمداني، مجلدات الإكليل، الجزء الثامن.
– الدكتور جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج1، ص205.
– الدكتور يوسف محمد عبد الله، طريق اللبان التجاري – أوراق من تاريخ اليمن وآثاره، صنعاء، 1985م، ص39-45.
– الدكتور يوسف محمد عبد الله، المعجم السبئي – مدونة النقوش السبئية.
– موسكاتي، الحضارات السامية القديمة، ترجمة السيد يعقوب بكر، بيروت، 1957م.
– عبد الله محمد حزام وفاروق ثابت علي، دليل المرشد السياحي للجمهورية اليمنية.
– دراسات يمنية، العدد 42، 1990م.
– مجلة الإكليل – تاريخ اليمن الفكري والحضاري، العدد 23، 1995م، ص174.
– مجلة اليمن الجديد، السنة الحادية عشرة، يوليو 1982م، ص9-20.
– مأرب – نتائج حفريات البعثة الأثرية الألمانية في معبد بران (عرش بلقيس).

شارك الموضوع عبر:
الكاتب

مقالات مشابهة :