مياه الصرف الصحي والنفايات.. قاتل يتفشى بالأرياف

كوليرا وأوبئة وأمراض أخرى تنتشر بسبب التلوث.

مياه الصرف الصحي والنفايات.. قاتل يتفشى بالأرياف

كوليرا وأوبئة وأمراض أخرى تنتشر بسبب التلوث.

تفتقر المناطق الريفية في اليمن لشبكات الصرف الصحي، ويواجه السكان تلوث تسبب بانتشار الأمراض والأوبئة، منها الكوليرا التي عاود الانتشار خلال منذ مطلع العام الجاري 2024.

وأدت الحرب التي تعصف بالبلاد منذ تسع سنوات إلى تدمير البنية التحتية، بالإضافة إلى توقف كافة المشاريع الخدمية أبرزها إصلاح شبكات الصرف الصحي، سواء بالمدن الحضرية أو الريف.

تشير تقارير دولية، إلى أن أكثر من 14 مليون شخص يحرمون من إمدادات المياه الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي وجمع القمامة في اليمن.

“إسماعيل محسن” أحد سكان الريف بمحافطة إب، يقول إن “مشكلة غياب خدمات الصرف كارثة صحية، وكثير من مجاري المنازل مكشوفة وبعضها يسل في الطرقات”.

ويضيف لمنصة ريف اليمن “ليست المجاري وحسب حتى النفايات، وبعض الازقة في القرى لا يمكن المرور بها أو دخولها من رائحة النفايات، ومخلفات الطعام والقمامة يتم رميها”.

وقال: “في قريتنا التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 10 آلاف نسمة يواجه السكان صعوبات كبيرة نتيجة عدم توفر شبكات صرف صحي”.

تفشي الكوليرا

وبسبب الفقر والنزوح خلال الحرب، هناك الكثير من المواطنين بلا دورة مياه، الأمر الذي يؤدي إلى انتشار الأمراض بسهولة، وانتشرت عدد من الأوبئة.

أدى تلوث البيئة في المناطق الريفية، جراء غياب خدمات الصرف الصحي، وإهمال المواطنين لانتشار الأمراض والأوبئة خاصةً وباء الكوليرا الذي ينتقل عبر استهلاك المياه أو الطعام الملوث وتسبب بوفاة مئات الآلاف من اليمنيين.

مياه الصرف الصحي والنفايات.. قاتل يتفشى بالأرياف
مستنقع نفايات بمنطقة “المحمول” التي يأتي لها الزوار للتنزة بضواحي مدينة إب وسط اليمن، يوليو 2023 (هاجر نبيل/ ريف اليمن)

ورصد تقرير 1,566 حالة يشتبه بإصابتها بالكوليرا، بينها 9 حالات مؤكدة و6 حالات وفاة مرتبطة بالمرض، في 15 محافظة يمنية، خلال الفترة بين 1 يناير و17 مارس 2024. وفق مشروع تقييم القدرات (ACAPS)، أصدرته أمس الاثنين.

يقول استاذ البيئة بجامعة الحديدة عبد القادر الخراز، إن “الأثار البيئية خطيرة جداً لو نتحدث فقط عن المحتوى العضوي الموجود في مياه الصرف الصحي إذا تم أخذها بدون المياه الأخرى أو التصريفات الأخرى للمعامل وغيرها”.

ويضيف لمنصة ريف اليمن “بدون معالجة ستكون ذات محتوى عالي من المحتوى العضوي وهذا يشكل خطرا حتى عندما يتم تسربها في الأحواض وتسربها إلى المناطق الزراعية”.

يحدث تسرب للمياه الجوفية وتُغيّر خصائصها مما يؤدي إلى تلوثها، وهذا يؤثر في حال استخدامها للشرب أو ري المزارع، وتسبب بانتشار أمراض الكلي والفشل الكلوي، وفق الخراز.

وتابع: “المناطق الريفية متأثرة بشكل كبير لأنها غالباً تستخدم مثل هذه المياه للزراعة، بالإضافة تراكم المستنقعات من الملوثات وانتشار الأمراض والأوبئة والحميات وتكاثر الحشرات الناقلة للكثير من الأمراض”.

معاناة الريف

وفقاً لمنظمة يونيسف شهدت اليمن قبل أربع سنوات أسوأ تفشي لوباء الكوليرا في التاريخ الحديث والذي شمل 96 في المائة من المحافظات.

كما تدهورت أنظمة الرعاية الصحية والمياه والصرف الصحي والإصحاح البيئي في البلاد في ظل الحرب التي تعصف بالبلاد منذ سنوات.

مياه الصرف الصحي والنفايات.. قاتل يتفشى بالأرياف
الكوليرا في اليمن 2024 (منصة ريف اليمن)

تتزايد مخاوف السكان في المناطق الريفية النائية في اليمن جراء الأوضاع البيئية والصحية التي باتت تشكل خطراً كبيراً على حياتهم، وحياة أطفالهم بسبب غياب شبكات الصرف الصحي.

وتحولت بعض الأحياء السكنية ببعض القرى الريفية إلى مستنقعات خصوصاً خلال فترة هطول الأمطار بفصل الصيف الذي يستمر لنحو ستة أشهر.

وتؤكد منظمة اليونيسف اشتداد الحاجة لخدمات الصرف الصحي والإصحاح البيئي وإمدادات المياه الصالحة للشرب أكثر من أي وقتٍ مضى لا سيما بالنسبة للسكان الأشد ضعفاً في البلاد.

دعوة لإنهاء المعاناة

ومع ذلك، فإن أقل من 10 في المائة من النازحين (70 في المائة منهم من النساء والأطفال) الذين يمكنهم الوصول إلى دورات مياه آمنة، أصبحوا مُجبرين للتعامل مع الأمر على نحو تنعدم فيه الخصوصية ويتعرضون فيه للأمراض والإسهال المائي الحاد.

ناجي حسن (46 عاماً) أب لتسعة أولاد يسكن معهم بقرية ريفية نائية بمحافظة إب وسط اليمن، قال لمنصة ريف اليمن إن: ” قريته تفتقر إلى وجود شبكات الصرف الصحي.

مشيراً أن بعض السكان الميسورين يتغلبون على تلك المشكلة عن طريق القيام بحفر مساحة تحت الأرض لكنهم مع ذلك يشكلون خطراً على البيئة فهم يقومون بشفط مياه المجاري إلى الطرقات والأحياء السكنية بشكل شبه مستمر خاصةً خلال هطول الأمطار”.

ودعا حسن المنظمات الدولية المعنية والسلطات الحكومية إلى القيام بدورها، وإنها معاناة المواطنين والسعي وراء عمل شبكات صرف صحي.

وينهي حديثه بالقول “إصلاح شبكات صرف صحي، ليست مكلفة خصوصاً في المناطق الريفية، فهناك مناطق مفتوحة وبعيدة عن السكان يمكن استخدامها في استقبال مياه المجاري”.

شارك الموضوع عبر:
الكاتب

مقالات مشابهة :