“القرود” تسطو على مزارع المحويت ولا إمكانيات مواجهتها

“القرود” تسطو على مزارع المحويت ولا إمكانيات مواجهتها

يشكو المزارعين في محافظة المحويت، قيام قطعان من القرود الضالة بمهاجمة مزارعهم والعبث بها وإتلافها وتخريبها في عدد من القرى، في ظل غياب الإمكانيات لمواجهتها والحفاظ على المحاصيل الزراعية.

وقال المزارعون إن قطعاناً كبيرة من القرود تقوم يومياً منذ  الصباح الباكر بمهاجمة مزارعهم في عدة قرى أبرزها القوعي و سقامة وجمالة والمعزاب بعزلة بلاد غيل، بالإضافة إلى المزارع في عزلتي المجاديل وبني الوليد وحتى المدرجات الزراعية في بيت جهامة والمعازيب في مديرية جبل المحويت.

موضحين أن القرود تعبث بمزارع المواطنين منذ وضع البذرة في التربة بداية الموسم وحتى حصادها نهايته، ولم تكتف بإتلاف المحاصيل الزراعية للحبوب فحسب، بل إنها تعبث  بكل ما تجده أمامها وتخربه حتى أشجار المانجو والجوافة وتقوم بتكسيرها واكلها وإتلاف ثمارها ملحقة بها أضراراً كبيرة.

خيارات محدودة

وعن طرق التصدي لقطعان القرود ومحاربتها ودفع أذاها يقول المزارعون أنه ليس لديهم أية خيارات سوى حراسة مزارعهم من الخامسة فجرا وحتى الساعة السادسة مساء وبالوسائل المتاحة، المتمثلة في إطلاق الأعيرة النارية إذا توفرت لبعض المزارعين، أو مفرقعات نارية أو مهاجمتها في الأماكن التي تبيت فيها ليلا وإبعادها الى اماكن اكثر بعدا لكي تتأخر القرود صباح اليوم التالي حتى يصل الحراس .

وأوضح المزارعون أن جميع هذه الأساليب قد باءت بالفشل أمام الذكاء الحاد لهذه الحيوانات واستمرار توافد قردة مهاجرة  بأنواع مختلفة من مناطق الحرب وانتهاء أشجار البلس التركي الذي كان منتشرا في جبال وأودية المديرية والمديريات المجاورة لها  كبني سعد والجمعة وعزل سارع  وبلادغيل والذي كان مصدر غذاء وإلهاء للقرود الضالة  في تلك الجبال والأودية فضلاً عن ان توالدها وتكاثرها يتم بشكل  سريع  .

وأكد المزارعون أنه إذا ما استمر تكاثر القرود على ذلك النحو ولم تقم الجهات المختصة أو المنظمات الداعمة للزراعة  بمساعدتهم في محاربة تلك القرود وطردها من قراهم فإن ذلك سيؤدي في آخر المطاف إلى تدهور الزراعة وربما ترك المواطنين للزراعة كما حصل مع مزارعين كثر في ذات المنطقة.

توقف الزراعة

ويقول المزارع “سعيد محمد” ضقنا من كثرة القرود  ومهاجمتها لمزارعنا في كل مكان على مدار الموسم الزراعي منذ أن نحرث الأرض ونضع البذور وحتى نهاية الموسم الزراعي، وهو ما جعلنا نهمل الزراعة بل  وتوقف الكثير عن الزراعة وتركوا مزارعهم  او اعطوها لناس آخرين يقومون بزراعتها بدون مقابل او بمقابل زهيد  بسبب القرود.

واضاف  في حديث لـ”منصة ريف اليمن”، “في السنين السابقة  كانت القرود تهاجم المزارع التي في حدود العزلة وقريب من الفايش ” أماكن الرعي “وفي فترة الصباح الى بعد الظهر وتذهب، اما اليوم اصبحت القرود تهاجم  كل المزارع في كل مكان حتى جوار القرية والأماكن الذي لم تكن تهاجمها من قبل وعلى مدار اليوم”.

وكشف بأن الزراعة أصبحت صعبة للغاية ولم يعد أحد يستطيع زراعة الأرض سوى الأسر ذات الأفراد الكثير، حيث يتعاون فيها كل أفراد الأسرة الذكور والنساء والأطفال  ويقومون بحراسة كل أرض زراعية تابعة لهم  كل يوم، اما الشخص الوحيد فإنه يحبط ولا يستطيع حراسة أكثر من مزرعة في ذات الوقت، واذ ذهب لهذه هاجمت القرود مزرعة أخرى.

من جهته قال المزارع  “حسن عبده”  كانت القرود تهاجم مزارعنا صباح كل يوم وكنا نذهب لحمايتها في الصباح وعند رؤيتها لأحد الأشخاص في المزرعة تتراجع عن مهاجمتها وتذهب بعيدا ، أما اليوم تهاجم ” القرود ” المزارع كل يوم وعلى مدار اليوم من الصباح الى المساء .

إبتكار حلول

وعن كيفية تصديهم للقرود وحمايتهم للمزارع  قال عبده لـ”منصة ريف اليمن،” من بداية الموسم الزراعي نبدأ بصياغة جدول لحماية مزارعنا ويذهب أفراد الأسرة يوميا كل واحد في منطقة لأن القرود تهاجم كل ارض زراعية وبذكاء خارق وخطط حرب.

مشيرا إلى أن القرود تهاجم على شكل مجموعات، وكل مجموعة  ما بين 20 و 50 قردا وهناك مجموعات كبيرة يتجاوز عددها  200او 300 قرد تأتي فرقة وتذهب فرقة على مدار اليوم.

وكشف  عبده  أن الزراعة مصدر دخله الوحيد ونحصد منها الحبوب والاعلاف  ونرعى الأغنام والأبقار التي توفر لنا الحليب والسمن ونبيع بعضها ونشتري ما نحتاجه من متطلبات من سوق المدينة ولن نترك مزارعنا للقرود.

وأكد أنه لا يوجد لديهم خيار آخر سوى الدفاع عن مزارعهم والتصدي للقرود رغم الصعوبات التي تواجههم كونهم لا يمتلكون وسائل حديثة للدفاع عن المزارع، ويتابع” لكننا مضطرون فالمزارع مصدر دخلنا الوحيد جعلنا اولادنا يتركوا المدارس لكي يساعدونا في حراسة المزارع رغم رغبتهم بالذهاب للمدارس.

الجدير بالذكر بأن القرود انتشرت في السنوات الأخيرة في عدد من مديريات محافظة المحويت وتكاثرت بأعداد مهولة حيث تركز تواجدها في الجبال والقرى الريفية بمديرية جبل المحويت وبني سعد، وهو ما زاد من مخاوف المزارعين الذين باتوا عاجزين تماماً عن التصدي لها وطردها.

شارك الموضوع عبر:
الكاتب

مقالات مشابهة :