ينشط القطاع الزراعي بمحافظة مأرب، غير أن غياب الاهتمام الرسمي شكل عبئا على كاهل المزارعين الذين يواجهون الصعوبات بمجهودات محدودة.
وقال مزارعون لـ”منصة ريف اليمن”: “إذا توفر الدعم اللازم من السلطات فإن ذلك سيساهم في تعزيز الإنتاج المحلي وتحقيق الاكتفاء والانتقال للتصدير”.
وتتميز مأرب التي تبلغ مساحتها حوالي (17405) كيلومتر مربع بواقع 7400هكتار مساحة زراعية، بتربة خصبة، ومناخ مناسب، ووفرة المياه، وتحتل المرتبة الثالثة من بين المحافظات بإنتاج المحاصيل الزراعية بنسبة (7.6%).
المزارع علي أحمد، (مالك عدة مزارع) قال إن المزارعين يواجهون صعوبات مختلفة، أبرزها انعدام بعض الأسمدة، وعدم توفر آلات زراعية حديثة، بالإضافة لعدم توفر معامل تبريد مركزية لتلبية احتياجات الأسواق المحلية وتخزين المنتجات طوال العام.
ويضيف لـ “منصة ريف اليمن”، أن ارتفاع تكاليف النقل بشكل كبير، أدى لتقليل إمداد المنتجات للأسواق المحلية البعيدة، مما أدى لتكدسها بأسواق محددة وانخفاض أسعارها بشكل كبير، مما يشكل تحدياً كبيراً أمام المزارعين.
وعبر أحمد، عن أمله بأن تسهم السلطة المحلية لحل هذه الإشكاليات والعمل على دعم المزارعين، وتوفير ما يحتاجونه، خاصة أن مأرب بيئة مناسبة للاستثمار بالقطاع الزراعي.
المزارع طه الحبيشي، (نازح من مدينة إب)، قال إنه قام باستئجار العديد من الأراضي وباشر زراعتها طوال السنة بمختلف المحاصيل.
وقال طه لـ “منصة ريف اليمن”، إن مأرب تتميز بتوفر الكهرباء والماء، ويمكنك حفر آبار بعمق 20 متر والحصول على الماء، في حين يتم فتح قنوات السد لتغذية الآبار الجوفية وسقي المزارع، ورغم ذلك تبقى صعوبات كبيرة تعترض طريق المزارعين.
محاصيل متنوعة
وتنتج مأرب عددا من المحاصيل الزراعية المتنوعة، أبرزها فاكهة البرتقال التي تعد واحدة من أبرز المحاصيل المشهورة بالمنطقة، خاصة خلال فصل الشتاء.
وتحتل مأرب المرتبة الأولى بإنتاج الحمضيات (البرتقال)، بنسبة 74% من إنتاج الجمهورية، حيث يقدر حجم الإنتاج بنحو 130 ألف طن في العام، بحسب موقع محافظة مأرب الرسمي.
كما تزرع العديد من المحاصيل الزراعية الأخرى/ كالبطاط والطماطم والبصل وغيرها من الخضروات، الى جانب انتاج محاصيل الحبوب المختلفة كالقمح والذرة الشامية والذرة الرفيعة والسمسم وغيرها، وهذا جعلها إحدى روافد الاقتصاد الوطني، حيث تغطي نسبة كبيرة من احتياجات سكان المحافظة والسوق المحلية بأنواع الحبوب والفواكه والخضروات.
ونظرا لقلة نزول الأمطار، فإن مأرب تعتمد بشكل كبير على المياه المخزنة بالسدود والآبار، حيث يتم توجيه جهود مكثفة لضمان توزيع المياه لمساحات زراعية واسعة.
المهندس أحمد العريفي مدير مشروع سد مأرب، قال إنه يتم فتح قنوات السد لتصريف كمية كبيرة من المياه لري أكثر من 7400 هكتار من المساحات الزراعية عبر قنوات توزيع موزعة بين مديريتي المدينة والوادي.
ويغطي سد مأرب ما نسبته 4% من الأراضي الزراعية في محافظة مأرب بواقع 1800 هكتار بحسب تقارير رسمية لوزارة الزراعة.
جهود رسمية
وتقول السلطة المحلية بمأرب أنها تعمل على بذل جهود كبيرة بحدود إمكاناتها لخدمة المزارعين وزيادة الإنتاج المحلي، بحسب أحمد العزعزي، نائب مدير مكتب الزراعة بالمحافظة.
وأضاف العزعزي لـ “منصة ريف اليمن”، إن الجهات المعنية تعمل بقدر إمكانياتها على تخطي الصعوبات التي يواجهها المزارعون، لافتا أنها تستجيب لمكافحة الحشرات التي تهاجم المحاصيل الزراعية.
وأوضح أن لدى المكتب برامج وخطط هادفة للنهوض بالقطاع الزراعي والارتقاء بمستوى نشاط الزراعي، وتسعى لدعم المزارعين وتوعيتهم بما يقلل الكلفة ويزيد من حجم الإنتاج، لافتا إلى التنسيق مع المنظمة الدولية للصليب الأحمر لدعم 200 مزارع بدرنات البطاطس إضافة لدعم 150 مزارعا بشتلات الطماطم.
وأكد العزعزي أن مكتب الزراعة ناقش مع منظمة الهجرة خمسة مشاريع بقطاع المياه والزراعة تشمل توسعة شبكة المياه الموجودة، وإنشاء 10 بحيرات صغيرة لغرض تغذية المياه الجوفية، وإعادة تأهيل قنوات الري، وعمل شبكات ري من الانابيب البلاستيكية بأكثر من 200 مزرعة.