المحويت إحدى محافظات اليمن تتميز بطبيعتها الساحرة وتاريخها العريق، يعتمد سكانها بشكل أساسي على الزراعة، حيث تُسهم بإنتاج يُقدّر بنحو 2.2% من إجمالي المحاصيل الزراعية في اليمن.

تنفرد المحويت عن باقي المحافظات بامتلاكها عددًا كبيرًا من المناظر والمواقع السياحية الخلابة، مثل مدن كوكبان، الطويلة، ومدينة المحويت ذاتها التي تشتهر بنمطها المعماري اليمني الأصيل.

الموقع والمساحة والسكان

تقع محافظة المحويت شمال غرب العاصمة صنعاء. تحدها من الشمال محافظة حجة وجزء من محافظة عمران، ومن الشرق محافظة صنعاء، بينما تتصل من الجنوب بمحافظتي صنعاء والحديدة، ومن الغرب تحدها محافظة الحديدة.

تبلغ مساحة المحويت حوالي 2328 كيلومترًا مربعًا، وتتوزع على تسع مديريات، بالإضافة إلى مدينة المحويت التي تُعدّ مركز المحافظة. من أهم مدنها أيضًا مدينة شبام.

يبلغ عدد سكان المحافظة نحو 495,865 نسمة، وفقًا للتعداد السكاني لعام 2004، بمعدل نمو سكاني سنوي يبلغ 2.88%، ومديرياتها هي: شبام كوكبان، الطويلة، الرجم، الخبت، ملحان، حفاش، خميس بني سعد، مدينة المحويت، المحويت.

---

     مواضيع ذات صلة

• المحويت.. كنز اليمن المدفون كما لم تعرفها من قبل

• مدينة شبام كوكبان المحويت

• حفلات الزفاف في المحويت: تكاتف مجتمعي متوارث

---

التضاريس والمناخ

مرت تضاريس محافظة المحويت بتطورات جيولوجية أثرت في تكويناتها الطبيعية. تُشير الدراسات الجيولوجية إلى أنها منطقة صخرية مرتفعة وواسعة، تتميز بسلاسل جبلية وهضاب صخرية لجبال شاهقة.

تشكل المظهر الطبوغرافي من صخور كلسية وبازلتية وجوارسية وقاعدية، يعود تاريخها إلى الزمن الجيولوجي الوسيط وأزمنة جيولوجية أقدم. تشكلت بين هذه الجبال والهضاب والوديان أحواض تصريفية صغيرة وممرات مائية عميقة شديدة الانحدار، كونتها مياه السيول المتدفقة من الجبال المرتفعة التي تكونت نتيجة لانفصال الجزيرة العربية عن قارة أفريقيا خلال الفترة ما بين 15 و45 مليون سنة تقريبًا.

منذ الزمن الجيولوجي الرباعي، تشكلت رواسب طينية ملائمة لإقامة الحقول الزراعية المدرجة، التي استُغلت لزراعة بعض محاصيل الحبوب المعتمدة على الأمطار الموسمية والغيول. تتوزع تضاريس المحويت بين جبال عالية تكسوها المدرجات الزراعية ووديان عميقة وواسعة على ضفافها المناظر الطبيعية الخلابة.

من أشهر جبالها: سلسلة جبال بلاد غيل، سلسلة جبال حفاش وملحان، جبال ذخار، ثم جبال القرانع. أما وديانها فأشهرها: وادي لاعة، وادي الأهجر، وادي نعوان، وادي سمع، ثم وادي عيان المعروف بـ “الحامضة”.

أما المناخ، فهو معتدل صيفًا وبارد شتاءً. بينما يسود المناطق السهلية المجاورة لمنطقة تهامة مناخ حار صيفًا ومعتدل شتاءً.

تتميز المحويت باستمرار هطول الأمطار في جميع مديرياتها، خاصة في فصل الصيف، وتزداد الأمطار في المرتفعات الجبلية والأجزاء الشرقية من المحافظة. كما تسقط الأمطار بكميات قليلة ونادرة في فصل الشتاء على بعض أجزاء من المحافظة

اقتصاد المحويت

تُعدّ الزراعة النشاط الرئيسي لسكان المحافظة، ومن أهم المحاصيل الزراعية: الحبوب، المحاصيل النقدية، والفواكه. بالإضافة إلى ذلك، تشتهر المحويت بإنتاج العسل، والمنتجات الفخارية والخزفية والتقليدية، وصناعة الزجاج والرخام والجرانيت

يُعتبر نشاط الرعي وتربية الحيوانات أحد الأنشطة الهامة لسكان المحافظة، ويكاد ينتشر في جميع مديرياتها مع وجود تباين فيما بينها. ففي المديريات الجبلية والوعرة يقل هذا النشاط، ويكثر في المديريات ذات السطح السهل والأقل وعورة.

كما يعمل السكان في تربية الثروة الحيوانية، ومن أهمها: الماعز والضأن، وتتركز تربيتها في الأجزاء المنخفضة والسهلية وفي الوديان حيث تتوفر المراعي اللازمة لذلك. كما تتم تربية الأبقار ولكن لأغراض الاستهلاك الذاتي.

تُقام في المحويت العديد من الأسواق الشعبية الأسبوعية، أهمها: سوق مديرية الرجم الذي يُقام بجانب الطريق الإسفلتي كل يوم اثنين من كل أسبوع، ويُعدّ من الأسواق الأسبوعية الهامة والجميلة على مستوى محافظات الجمهورية.

التنوع الحيوي والنباتي

تُعتبر المحويت من المحافظات المتميزة بوفرة الغطاء النباتي على سطحها، والذي يبدو دائم الخضرة في معظم فصول السنة. يتمثل الغطاء النباتي فيها بالعديد من الأشجار المعمرة مثل: الطلح، السدر، السلم، الضبا، الرض، والطنب. بالإضافة إلى العديد من الحشائش والنباتات الصغيرة والحولية التي تنمو وتكثر في مواسم الأمطار.

كما تضم المحافظة العديد من الحيوانات البرية في جميع مديرياتها، أهمها: الذئاب، الضباع، النمور، السمع، القرود، الثعالب، الأوبار، القنافذ الشوكية، والأرانب. تعيش جميع هذه الحيوانات في الأجزاء الجبلية والخالية من السكان. كما توجد عدد من أنواع الطيور مثل: الصقور، البوم، الحمام البري، الحجل، النسور، وأنواع أخرى من الطيور الصغيرة متعددة الأشكال والألوان والأسماء، وتعيش معظمها في الوديان، خاصة المائية منها.

السياحة والمعالم الأثرية

تتميز محافظة المحويت بامتلاكها عددًا كبيرًا من المناظر والمواقع السياحية، حيث تُعتبر شبام كوكبان وبعض المناطق الأخرى القريبة من أمانة العاصمة متنفسًا هامًا لسكان العاصمة، وعلى وجه الخصوص في الأعياد والعطلات الرسمية.

تضم محافظة المحويت العديد من المواقع الأثرية والتاريخية المنتشرة في معظم مديريات المحافظة. ففي مديرية بني سعد يوجد عدد من المواقع منها: حصن بني الشديد الذي يُعدّ من مآثر الحضارة اليمنية القديمة، حصن الشرف، وحصن الحدة الذي يُقال إنه من بقايا دولة القرامطة.

بالإضافة إلى حصن الزاهر الذي يرجع تاريخه إلى أكثر من 600 عام. وفي مدينة شبام كوكبان توجد عدد من المواقع، أهمها مدينة كوكبان التاريخية، والجامع الكبير الذي يصل عمره إلى أكثر من 13 قرنًا.

كما تضم المحويت العديد من الحصون والقلاع القديمة، منها قرية القلعة، بالإضافة إلى العديد من البرك والمواجل التي عليها نقوش قديمة، وذلك في عزلة الوسط.