في جبال محافظة المحويت غرب العاصمة صنعاء، حيث تعيش القرى في عزلة نسبية عن المدن، يبرز الشيخ “محمد الرزيقي” كأحد أبرز الشخصيات المحلية التي يعتمد عليها السكان في شؤون حياتهم اليومية وتنقلاتهم.
محلياً يُعرف الشيخ محمد بلقب “سائق الخير”، تقديراً لدوره الاستثنائي في خدمة مجتمعه الريفي، يتولى نقل الإمدادات الغذائية إلى المناطق النائية، ويستجيب لحالات الطوارئ الصحية، مثل الولادات والحوادث، متحدياً صعوبة الطرق الجبلية الوعرة، وضيق المسارات الترابية المحفوفة بالمخاطر.
المصور علي السنيدار وثّق بعدسته جوانب من حياة الشيخ محمد اليومية في منطقة الخبت، وتحديداً في قلعة الرزيقي بمديرية الخبت، حيث التقط صوراً تُظهره بزيه اليمني التقليدي وهو يتأهب للانطلاق بسيارته رباعية الدفع، التي أصبحت وسيلته الدائمة لتلبية احتياجات السكان، وتبرز إحدى الصور انعكاس ملامحه الهادئة في مرآة المركبة، في لقطة تعبّر عن عزيمته وتعلّقه بخدمة الآخرين.
يؤكد أبناء المنطقة أن الشيخ محمد لا يكتفي بدور السائق أو المساعد، بل يعد “سند الجبل” وملاذ الأهالي في أصعب الأوقات، فهم يرون فيه رمزاً للأمل والثقة، وصوتاً صادقاً في مواجهة التحديات اليومية، بدءاً من وعورة التضاريس وصولاً إلى ندرة الخدمات الأساسية، مشيرين إلى أنه مصلح اجتماعي أيضاً.
وتروي هذه الصور قصة رجل اختار طريق العطاء بعيداً عن الأضواء أو السعي وراء الشهرة، فالتزامه العميق تجاه قريته والمناطق المجاورة لها جعل منه نموذجاً حياً للقيادة المجتمعية الحقيقية، التي تقوم على التضحية والإيثار وخدمة الناس دون انتظار المقابل. هذا محمد وهذه صوره التي وثقتها عدسة السنيدار.
نترككم مع الصور بعدسة على السنيدار