النفايات الطبية.. خطر بيئي يهدد سكان سيئون

تُعد من أخطر أنواع المخلفات ومعظم المرافق الصحية لا تلتزم بالمعايير

النفايات الطبية.. خطر بيئي يهدد سكان سيئون

تُعد من أخطر أنواع المخلفات ومعظم المرافق الصحية لا تلتزم بالمعايير

يعاني يوسف صالح، أحد المزارعين المتضررين في سيئون بمحافظة حضرموت شرق اليمن، من مخاطر تلوث التربة والمياه بسبب رمي بعض وكالات الأدوية والمستشفيات، الأدوية منتهية الصلاحية والنفايات الطبية تهربًا من الضرائب أو نتيجة ضعف الرقابة من قبل الأجهزة المختصة.

ويصف يوسف حجم المعاناة بقوله: “نحن كمزارعين نعاني بشكل كبير من المخلفات الملقاة بجانب المزارع، والتي تأتي بها مياه الأمطار والسيول إلى داخل مزارعنا، مما يسبب تلوثًا يؤثر على المياه والتربة ويهدد حياة الإنسان”.

خطر بيئي وصحي

وأضاف أن التربة تصبح غير صالحة للزراعة بسبب احتوائها على مواد كيميائية ضارة تُلحق أضرارًا بنمو النباتات، خصوصًا أن هذه المواد تحتوي على عناصر ضارة تُسبب أضرارًا كبيرة للأغنام وللبيئة بشكل عام.

ويُعد المزارع يوسف واحدًا من عشرات المزارعين المتضررين الذين يعانون من الرمي العشوائي للأدوية منتهية الصلاحية والمخلفات الطبية، مما يشكل تهديدًا خطيرًا على بيئتهم الزراعية وصحتهم.

يقول مدير عام الهيئة العامة لحماية البيئة بوادي وصحراء حضرموت، عمر بن شهاب، إن النفايات الطبية تُعد من أخطر أنواع المخلفات، سواء الصلبة أو السائلة.


       مواضيع مقترحة


وأشار خلال تصريحه لمنصة ريف اليمن، إلى أن هذه النفايات، التي قد تشمل أدوية منتهية الصلاحية أو مخلفات تعقيم، تشكل تهديدًا خطيرًا إذا لم يتم التخلص منها بطرق آمنة وسليمة، حيث تؤدي إلى تلوث التربة والمياه ونقل الأمراض إلى الإنسان.

والنفايات هي مواد لم تعد ذات فائدة بعد أن تم استعمالها لمرة واحدة أو عدة مرات، أو هي مواد نتجت من عملية معينة سواء كانت بيولوجية (مثل البراز والبول) أو صناعية (مثل نفايات المصانع). وفي حال عدم التعامل معها بشكل ملائم تشكل خطرا على الصحة وتهديدا للبيئة.

بدوره، أكد الدكتور محمد علوي العيدروس، رئيس هيئة مستشفى سيئون العام، أكبر المستشفيات بحضرموت، أن إدارة النفايات الطبية تتطلب الالتزام بثلاث مراحل رئيسية: أولًا الفرز، ومن ثم النقل، وبعدها التخلص الآمن.

النفايات الطبية.. خطر بيئي يهدد سكان سيئون
معظم المرافق الصحية لا تلتزم بالمعايير المعتمدة للتُعامل النفايات الطبية (ريف اليمن)

وأكد خلال حديثه لمنصة ريف اليمن، أن الفرز يمثل الخطوة الأولى والأساسية، حيث يجب تصنيف النفايات مباشرة في موقع إنتاجها إلى نفايات خطرة وغير خطرة، ووضع كل منها في حاويات مخصصة، مشددة على أهمية نقل النفايات الطبية بوسائل آمنة ومدروسة، والتخلص منها عبر محارق حديثة مجهزة بمعايير السلامة البيئية، لافتا أن معظم المرافق الصحية حاليا لا تلتزم بهذه المعايير، حيث تُعامل النفايات الطبية كأنها نفايات عامة، مما يزيد من المخاطر.

تحديات وإجراءات

تشمل أبرز التحديات التي تواجه إدارة النفايات الطبية نقص المرافق المناسبة المتخصصة في التخلص من النفايات، مع قلة العاملين المؤهلين، وضعف الرقابة على المرافق الصحية، وغياب آليات متابعة فعّالة، وضعف التمويل لتوفير المعدات والبنية التحتية، مثل محرقة خاصة لكل مستشفى وأخرى عامة تتبع صندوق النظافة والتحسين، بحسب تصريح الدكتور العيدروس.

بن شهاب شدد على أهمية استخدام محارق إلكترونية متطورة وتركيب مصافٍ خاصة للمستشفيات والمصانع لمعالجة المخلفات قبل وصولها إلى شبكات الصرف الصحي. كما دعا إلى فرض رقابة صارمة على المنشآت الصحية من قبل الجهات المعنية، مثل الهيئة العامة للأدوية والصحة والبيئة.

النفايات الطبية.. خطر بيئي يهدد سكان سيئون
تحتوي نفايات الرعاية الصحية على كائنات دقيقة، ويمكن أن تؤدي إلى تلوّث مياه الشرب والمياه السطحية والجوفية (ريف اليمن)

اما شوقي الدباء، مدير صندوق النظافة والتحسين بمديرية سيئون، طالب بضرورة إيجاد آلية خاصة لإتلاف مخلفات الأدوية تحت إشراف الجهات المختصة، كونه الجهة العاملة في الميدان والمسؤولة عن النظافة والتحسين.

الدباء خلال حديثه لمنصة ريف اليمن، شدد على ضرورة طمر هذه المخلفات في مواقع مخصصة وفق معايير صحية وهندسية، مع تحذير أصحاب وكالات الأدوية والصيدليات من التخلص العشوائي منها.

وبحسب الصحة العالمية تحتوي نفايات الرعاية الصحية على كائنات دقيقة، ويمكن أن يؤدي التخلّص من نفايات الرعاية الصحية غير المعالجة في مدافن النفايات إلى تلوّث مياه الشرب والمياه السطحية والجوفية.

كما يمكن أن تؤدي معالجة نفايات الرعاية الصحية بالمطهرات الكيميائية إلى نشر مواد كيميائية في البيئة إذا لم تُتّبع طرق سليمة بيئياً في مناولة تلك المواد وتخزينها والتخلّص منها.

ويتطلب تحقيق الإدارة السليمة للنفايات الطبية تعاونًا بين الجهات الحكومية والخاصة، إلى جانب توفير التمويل والبنية التحتية اللازمة لحماية التربة والمياه، مع الالتزام بالمعايير البيئية التي تضمن سلامة المجتمع وصحة الأرض والإنسان والحيوان على حد سواء.

شارك الموضوع عبر:
الكاتب

مواضيع مقترحة: