أبين.. موطن الزراعة والاصطياد في اليمن

أبين.. موطن الزراعة والاصطياد في اليمن

تعد محافظة أبين واحدة من أبرز المناطق الزراعية في جنوب اليمن، بفضل خصوبة أراضيها وتنوعها البيئي الذي يجعلها مركزاً حيوياً لإنتاج المحاصيل الزراعية على مدار العام.

وتلقب أبين بـ”سلة اليمن الجنوبية” لدورها البارز في تلبية احتياجات الأسواق المحلية بالحبوب، الخضروات، البقوليات، الفواكه، والمحاصيل النقدية، بالإضافة إلى كونها محوراً مهماً في القطاع التجاري بفضل طول شريطها الساحلي وقربها من العاصمة الاقتصادية عدن.

وعلى الرغم من التحديات التي مرت بها أبين نتيجة عقود من الصراع والتهميش، إلا أنها تظل محافظة غنية بالموارد الطبيعية ولها تاريخ عريق، ولأهميتها الزراعية والتجارية فان المحافظة بحاجة الى الدعم من الاهتمام والتطوير لتأخذ مكانتها الاقتصادية المناسبة.

الموقع والسكان

تقع محافظة أبين في الجزء الجنوبي من الجمهورية اليمنية على الشريط الساحلي للبحر العربي، وتمتد سواحلها على أكثر من 300 كيلو متر.

وتبعد محافظة أبين عن صنعاء حوالي 427 كيلومتراً، وتحدها من الشمال محافظتا شبوة والبيضاء، ومن الشرق محافظة شبوة، ومن الغرب محافظتا لحج وعدن، بينما يحدها من الجنوب البحر العربي.


       مواضيع ذات صلة


تبلغ مساحة محافظة أبين حوالي 16,943 كيلومترًا مربعًا، تتوزع على 11 مديرية، أكبرها مديرية خنفر وأصغرها رصد، ومدينة زنجبار هي مركز المحافظة.

ويقدر عدد سكانها بحوالي 433,819 نسمة، مع معدل نمو سنوي للسكان يصل إلى 2.47%، وذلك وفقاً لنتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت لعام 2004.

التضاريس والمناخ

تتنوع تضاريس محافظة أبين بين جبال تقع في أطرافها الشمالية، وهضاب في وسطها، وسهول ساحلية تمتد على طول شواطئها الجنوبية، وتنقسم هذه التضاريس إلى منطقتين رئيسيتين: المناطق الجبلية والمناطق السهلية والساحلية.

احدى مزارع الفول السوداني في أبين

وتركز المناطق الجبلية في شمال وشمال غرب المحافظة، وتعد مديريات رصد وسباح وسرار من أكثر المديريات التي تتميز بتضاريسها الجبلية الوعرة، حيث تبرز الجبال والمرتفعات ذات الانحدارات الحادة.

ومن أبرز هذه الجبال: جبل أرحب (2166 متراً)، وجبل يثوب في مديرية سباح، وجبل أجرم (2350 متراً)، إضافة إلى جبل القارة وجبل المطور في مديرية رصد.

أما المناطق السهلية والساحلية، فهي تتركز في الجزء الجنوبي من المحافظة، وتمتد من الطرف الغربي حتى الحدود الشرقية مع شبوة، وإلى جانب ذلك تشتهر المحافظة بالعديد من القيعان والسهول، مثل قاع القلاسي، قاع أمعين، وقاع الحاق.

احدى مزارع القطن في أبين (إنترنت)

وتتميز أيضاً بوجود العديد من الأودية المهمة، أبرزها: وادي حسان، وادي بناء في مديرية رصد، ووادي حنبة في مديرية سباح، بالإضافة إلى وادي طنه في مديرية رصد، ووادي السائلة البيضاء، ووادي الصعيد، ووادي أمعديه، ووادي حلحال ووادي أحور في مديرية لودر.

ويسود في المناطق الجبلية مناخ معتدل إلى دافئ في الصيف، وبارد في الشتاء. بينما تتميز المناطق الساحلية والسهول الجنوبية بحرارتها المرتفعة صيفاً ودفئها المعتدل في الشتاء.

الوضع الاقتصادي

تعتبر محافظة أبين واحدة من المحافظات اليمنية التي تتميز بتنوعها الزراعي والسمكي والحيواني، فيما يلي أبرز الأنشطة الاقتصادية التي تشكل أساس الدخل في المحافظة:

  • النشاط الزراعي: تتميز أبين بتنوع زراعي يشمل العديد من المحاصيل مثل الحبوب (الدخن، القمح، الشعير، الذرة الرفيعة، الفول السوداني)، الخضروات (البطاطس، الطماطم، الكوسة، وغيرها)، والفواكه (المانجو، البرتقال، الموز، الحبحب، البرتقال، الببايا)، كما تزرع المحاصيل النقدية كالقات، القطن، والبن، التي تعد من المصادر الأساسية للدخل، ويزرع فيها محاصيل أخرى متعددة.

  • النشاط السمكي: يمتد الشريط الساحلي لمحافظة أبين على طول السواحل الجنوبية، مما يجعلها منطقة مهمة للصيد البحري، يقوم السكان بممارسة الصيد سواء بشكل فردي أو عبر الجمعيات التعاونية، كما يوجد في المحافظة مصنع لتعليب الأسماك في شقرة، مما يعزز من دور القطاع السمكي في الاقتصاد المحلي.
  • تربية الحيوانات: تعد تربية الحيوانات مثل الماعز والضأن والأبقار والإبل نشاطاً مهماً في أغلب مديريات المحافظة، حيث يعتمد العديد من السكان، خاصة البدو الرحل، على هذا النشاط كمصدر رئيسي للرزق، ويمثل هذا النشاط جزءاً كبيراً من الاقتصاد الريفي في أبين.
  • تربية النحل: تمثل تربية النحل نشاطًا فرعياً في بعض مناطق أبين مثل سباح، خنفر، وأحور. ورغم أن حجم الإنتاج ليس كبيراً، إلا أن العسل يُعتبر أحد المنتجات المحلية المهمة التي تباع في الأسواق المحلية.

السياحة

تتميز محافظة أبين بمقومات سياحية متعددة، إذ تضم طريقاً ساحلياً هاماً يمتد لمئات الكيلومترات من عدن في الغرب إلى محافظة شبوة في الشرق، مروراً بشاطئ البحر الأحمر، ويعبر هذا الطريق بعدد من المواقع السياحية والمدن والقرى الواقعة بمحاذاة البحر الغربي.

ومن أفضل الأماكن التي يُنصح بزيارتها في محافظة أبين مدينة زنجبار، عاصمة المحافظة، التي تبعد نحو 60 كيلومتراً شرقاً عن عدن، وتقع عند دلتا أبين الزراعية، إضافة إلى متحف زنجبار الذي افتتح عام 1981 ويضم آثار محافظة أبين، وأغلبها آثار إسلامية ومقتنيات عن العادات والتقاليد، بالإضافة للمتحف المشهور في مدينة أحور الذي يضم مخطوطات أثرية ومقتنيات من الحياة الأبينية القديمة، ويستعرض جانبا من تاريخ المحافظة.

ومن معالم أبين مدينة شقرة، مدينة جعار، التي تحتوي على أقدم المعالم السياحية في المنطقة، مثل جبل وحصن خنفر الذي يبعد عنها بضعة كيلومترات، يعتبر هذا الموقع السياحي نقطة إطلال رائعة على دلتا أبين وسد باتيس التحويلي.

كما تضم محافظة أبين مناطق سياحية علاجية، أبرزها في منطقة الحامي، التي تبعد 178 كيلومتراً عن زنجبار، حيث يوجد ينبوع كبريتي يُزار يومياً للاستشفاء، أما منطقة المحفد، فهي تعد مركزاً تجارياً حيوياً لخدمة القرى المجاورة.

تاريخيا 

ورد في بعض كتب التاريخ أن محافظة أبين سُميت بهذا الاسم نسبةً إلى أبين بن ذي قدم، أحد أحفاد سبأ، وقد كانت المنطقة مسرحاً للعديد من الحروب والنزاعات القبلية القديمة.

وتشير بعض الروايات التاريخية إلى أن أبين هي “إرم ذات العماد” التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، وكانت تتميز بعظمة مبانيها، حيث كانت تضم ثلاثمائة ألف قصر شُيدت بالذهب والفضة والجواهر والياقوت، في مسعى لبناء مدينة فاخرة تُحاكي الجنة.

لمحة عن الوضع الحالي

شهدت محافظة أبين معارك عسكرية عنيفة بين قوات الانتقالي الجنوبي والحكومة المعترف بها دوليا عام 2019 لتشهد بعد ذلك المحافظة أوضاعا معيشية صعبة جراء تداعيات الحرب.

وكانت بعض مدن محافظة أبين قد شهدت معارك عنيفة بين قوات الجيش وجماعات مسلحة، مثل جماعة أنصار الشريعة والقاعدة قبل ثورة الشباب ضد نظام الرئيس علي عبدالله صالح عام 2011.


مصدر المعلومات: ريف اليمن + المركز الوطني للمعلومات

الكاتب

مواضيع مقترحة: