مع بدء موسم العنب في اليمن، ينشط الشاب، حسين البراشي، بالتسويق للعنب الجُبري، والذي يعد أحد الأصناف التي تزرع في محافظة عَمران، شمال اليمن، التي تزرع فيها كثير من المحاصيل النقدية، والبقوليات.
يسرد الناشط المجتمعي، في مقابلة مع منصة “ريف اليمن”، قصته بعد توقفه عن دراسة المختبرات في السودان إثر اندلاع الحرب، وعودته إلى اليمن واختياره الاهتمام بزراعة العنب التي قال إن دافعه هو “حباً به ودعماً لعائلته وأهل منطقته”.
ودعا إلى اعتماد يومٍ وطني للاحتفال بالعنب، على غرار ما حدث من احتفاء للمانجو اليمني في 12 مايو/ آيار الماضي، وخلال حديثه قال “أكرر دعوتي من خلال منصة ريف اليمن وأتمنى أن يصل صوتنا للجهات المعنية وأن يتم اعتماد 7 يوليو يوماً للعنب اليمني لما في ذلك من فائدة للمنتجع الزراعي المحلي”.
يقيم الشاب في قريته الريفية بمنطقة بني جُبر، بمحافظة عمران (شمال اليمن) ويحمل نفسه مسؤولية التسويق والتعريف بالعنب الجُبري الذي تتميز منطقته بزراعته، حيث يعتقد أنه مغمور وقال “أن مذاقه لذيد ولكنه غائب عن المنافسة في السوق المحلية بسبب الشهرة الكبيرة للأنواع الأخرى”.
وقال البراشي “تُعتبر عمران من أقدم المناطق في اليمن التي تزرع أصناف العنب النادرة المقاومة للمناخ والتضاريس، وماتزال محافظة على ذلك إلى اليوم”.
وأضاف: “هدفي الأكبر أن يصل العنب الجبري إلى دول الجوار بعد التسويق له محلياً، وأهدف إلى توسيع زراعته ومساعدة مزارعي منطقتي على الأقل بإيصال مشاكلهم لذوي الاختصاص”.
وتأتي محافظة عمران، في المرتبة الرابعة، من الانتاج للعنب، بكمية إنتاج سنوي 6,932 طن، من مساحة تقدر بنحو 622 هكتار، بينما تعد صنعاء أكبر كمية انتاج تليها أمانة العاصمة، وصعدة، وفق الإحصاء الزراعي عام 2021.
ويبدأ العنب الجُبري بالتواجد في السوق مبكراً، قبل الأصناف الأخرى من العنب اليمني الشهير والمتعدد الأصناف والتي تتراوح بين 20 و40 صنفاً، وتؤكد دراسة ميدانية “أن أصناف العنب في اليمن 28 صنفاً عرضت في معرض زراعي أقيم في نوفمبر1964″، وفق الموسوعة اليمنية لمؤسسة العفيف.
العنب الجُبري
– أخبرنا عن زراعة العنب في عمران ما الذي يميز العنب الجبري عن الأصناف الأخرى؟
تُعتبر عمران من أقدم المناطق في اليمن التي تزرع أصناف العنب النادرة المقاومة للمناخ والتضاريس، وماتزال محافظة على ذلك.
وزراعة العنب في عمران منتشرة ومتوارثة ويزرع في مناطق كثيرة منها، وادي ورور، ووادي ذي بين، وقاع الشمس، ومنطقة المناحي، مولدة مجزر، وينور، وبلسن، والركية. بالإضافة إلى مناطق في مديرية ذيبين منها، ومناطق سودان، والغولة، وبيت ابو جعفر، ومنطقة عيال يحيى، والحَرَجة، ومرهبه، ووادي رب الكمال.
وكل هذه المناطق تزرع العنب الجبري ذا الجودة العالية، وجميع من ذاقه فهو كـ”نهر النيل” يتمنى أن يتذوقه مرة أخرى. وما يميزه هو شدة حلاوته وتركيز الجلوكوز فيه عالي جداً ومن المفارقات العجيبة أن العنب الجبري لا يؤثر على مرضى السكر، وأيضاً إذا تحول إلى زبيب فهو يكون درجة أولى مطلوب في اليمن وخارجها.
– أنت مهتم بتسويق العنب الجبري.. كيف ترى مستقبله؟
أرى له مستقبلاً واعداً إذا ما واصلنا في حملتنا التي أقودها منذ أشهر ومعي عدد من مزارعي المنطقة على منصة فيسبوك؛ للتعريف بالعنب الجبري، ونلاقي تفاعلاً كبيراً. البعض يقول إنه عرف عن تواجد هذا النوع من العنب لأول مرة وأنه يزرع في تلك المناطق، ولم يكن يعرف مسبقاً إلا المتعارف: الحشيشي، الصعدي، الجوفي.
ردود الفعل التي تلقيناها عن الحملة تدل أن الناس سيقبلون على شراء العنب الجبري وتجربته، وعند تجربته ستزداد مبيعاته وانتشاره لثقتي بجودته، وسيحفز المزارعين لزيادة زراعته وإنتاجه.
– ممكن تحدثنا عن الزراعة بشكل عام في عمران، التحديات التي تواجه المزارعين؟
يُزرع في عمران جميع أنواع الخضروات والتي تُصدر لجميع المحافظات وتعتبر ذات جودة عالية، أيضاً تُزرع الفواكه كالعنب الجبري والتفاح والتين، أيضاً الحبوب بجميع أنواعها، يساعدها في ذلك أجوائها وتضاريسها المتنوعة.
ضمن التحديات كانت مادة الديزل ولكن حالياً غالبية المزارعين يعتمدون على منظومات الطاقة الشمسية بفضل تسهيلات من بعض التجار، وأيضاً بعض المبيدات المهربة الضارة، ومن أبرز التحديات هي التوسع في زراعة القات بسبب أرباحه اليومية المضمونة وإنتاجه بشكل متواصل وليس مرتبط بموسم في السنة الأمر الذي أدى للتوسع في زراعته.
القات هو العدو الأول للزراعة في عمران، مساحات شاسعة تحولت من زراعة الخضروات والفواكه للقات، البعض في منطقتي (بني جُبر) بدأوا يفكرون بزراعة القات ولكن بحمد الله العنب لدينا مقدس ولم يتم اقتلاع أي غرسة عنب ولكن قاموا بزراعته في الأراضي الفارغة.
الاهتمام بزراعة العنب
– ماهي اللحظة التي وجدك نفسك تندفع للاهتمام بالزراعة؟
أنا مولود في أسرة تزرع العنب، وأعايش ما يعانيه المزارع في عمران، الاهتمام بالعنب صعب ومكلف وخطواته معقدة، يتم العمل عليه طوال السنة، وعلى الرغم من ذلك لا يعود علينا بالربح بسبب عدم انتشاره، هذا الأمر هو ما جعلني أهتم بشدة للعنب في محاولة للتسويق له والتعريف به، رغبةً بمساعدتهم.
عند عودتي من الدراسة في السودان كان لدي خبرة في وسائل التواصل وأدركت أنه يمكنني المساعدة من خلالها في التسويق للعنب وتخفيف بعض المشاكل التي يشتكي منها المزارعين، والتي قد يكون حلها سهل جداً، لكنها بحاجة إلى من يوصلها إلى المهتمين.
– ما الذي دفعك للابتعاد عن تخصص المختبرات والتركيز على زراعة العنب؟
كما أسلفت سابقاً أنا أحب العنب، وأيضاً أنا شخص لا أحب التقيد بوظيفة معينة ودوام محدد، أميل لأن يكون عملي خاص بي فوجدت ذلك بالعنب.
– ماذا تريد ان تحقق من اهتمامك بالنشاط الزراعي؟
هدفي الأكبر أن يصل العنب الجبري إلى دول الجوار بعد التسويق له محلياً، أتحسر عند مشاهدة أبناء منطقتي يتزاحمون في سوق ذهبان المركزي في صنعاء، تصل الكثير من السيارات فيبدأ السعر بالهبوط، أهدف إلى توسيع زراعة العنب الجبري ومساعدة مزارعي منطقتي على الأقل بإيصال مشاكلهم لذوي الاختصاص.
دعوة لإعلان يوم وطني للعنب اليمني
– طالعنا دعوتك بإعلان يوماً وطنياً للعنب اليمني.. لماذا هذا مهم برأيك؟
إعلان يوم وطني للعنب مهم للمنتج وللمزارعين، وسيكون تنظيم مهرجان للعنب قناة تواصل من أجل التسويق للفاكهة، وسداً منيعاً لحمايتها من الشائعات كما حصل مع المانجو، أيضاً تكمن أهمية المهرجان في كونه حلقة وصل بين المزارع وتاجر المبيدات ووزارة الزراعة والزبون، الكل يستفيد ويجد احتياجه في مكان واحد.
– هل هناك استجابة لهذه الدعوة، وهل قمت بخطوات من أجل ذلك؟
لا توجد استجابة حتى الآن لكن ستتم إن شاء الله، وبالنسبة للخطوات تواصلت مع مزارعي عنب من مختلف المناطق وطلبت منهم الانضمام للحملة والتنسيق لاعتماد المهرجان.
أكرر دعوتي من خلال منصة ريف اليمن وأتمنى أن يصل صوتنا للجهات المعنية وأن يتم اعتماد 7 يوليو يوماً للعنب اليمني لما في ذلك من فائدة للمنتجع الزراعي المحلي.