شبام حضرموت: أسطورة أبراج الطين اليمنية

على مر العصور بقيت شبام تحفة معمارية يمنية نادرة

شبام حضرموت: أسطورة أبراج الطين اليمنية

على مر العصور بقيت شبام تحفة معمارية يمنية نادرة

تعد مدينة شبام في محافظة حضرموت شرقي اليمن واحدة من أعظم الشواهد الحية على عبقرية العمارة اليمنية القديمة، حتى أطلق عليها لقب “مانهاتن الصحراء”، وضمتها منظمة اليونسكو إلى قائمة التراث الإنساني العالمي منذ عام 1982.

اشتهرت شبام بمبانيها الطينية الشاهقة التي يصل ارتفاع بعضها إلى أكثر من 30 متراً، وهي أقدم ناطحات سحاب في التاريخ، شُيّدت قبل مئات السنين بمواد بسيطة من الطين والتبن وجذوع النخل، لكنها لا تزال حتى اليوم صامدة أمام العواصف ومظاهر الزمن، مجسدة روح الإبداع والدقة في الهندسة والبناء.

تقع مدينة شبام في قلب وادي وصحراء حضرموت، تحديداً بين مدينتي سيئون والقطن، ويبلغ عدد سكانها حوالي 16 ألف نسمة وفق تعداد عام 2004، وبنيت المدينة بشكل شبه منحرف أقرب إلى المستطيل، بهدف الحفاظ على الأراضي الزراعية المحيطة بها، ويحيط بها سور تاريخي كان يمتد لمسافة 550 متراً.

يعود تاريخ شبام إلى أكثر من 600 عام، لكنها قامت على جذور أقدم بكثير من ذلك، وكانت في عصور سابقة أكبر حجمًا وتمتد إلى المرتفعات المجاورة، وتعرضت المدينة على مر التاريخ لفيضانات وسيول مدمرة، أبرزها في القرنين الثاني عشر والخامس عشر، إضافة إلى فيضان عام 2008 الذي ألحق أضراراً جسيمة بأساسات بعض المباني.

رغم شهرتها العالمية، تواجه شبام اليوم مخاطر حقيقية تهدد تراثها، أبرزها الفيضانات والإهمال، ما دفع اليونسكو عام 2015 إلى إدراجها ضمن المدن المهددة بالخطر، فيما تشير التقديرات إلى أن أكثر من 150 مبنى تعرضت للانهيار الجزئي أو الكلي في العقود الأخيرة.

تنشر منصة ريف اليمن هذه اللقطات الفريدة بعدسات المصورين نبيل الأزوري، محسن العولقي، عبدالرحمن القديمي، وعبدالله الجرادي، الذين وثّقوا المدينة من زوايا متنوعة، بينها مشاهد جوية تكشف روعة تخطيطها العمراني وأسرار ارتفاعاتها المذهلة.

التُقطت هذه الصور في أوقات متفرقة خلال السنوات الأخيرة

   
    

شارك الموضوع عبر:

الكاتب

    مواضيع مقترحة: