تُعدّ شجرة النيم (Azadirachta indica) من الأشجار ذات الأهمية البيئية والاقتصادية العالية، لما تتميز به من قدرة فائقة على التكيّف مع الظروف المناخية القاسية، ولتعدد استخداماتها في مجالات الزراعة المستدامة، ومكافحة التصحر، والطب الطبيعي.
وقد ساهم هذا التنوّع في جعلها خياراً مثالياً للزراعة في المناطق الجافة وشبه القاحلة، خصوصاً في ظل تزايد الاهتمام بالممارسات الزراعية الصديقة للبيئة.
ويتطلب نجاح زراعة النيم فهماً دقيقاً لخصائصها البيولوجية، ومراعاة العوامل الفنية والبيئية المحيطة؛ لتفادي أي آثار سلبية محتملة، وتعظيم فوائدها على المدى الطويل، وهو ما سنتطرق إليه في هذا التقرير الإرشادي، بناء على ما أوجزه الخبير الزراعي في المنصة محمد الحزمي.
مميزات شجرة النيم
- مقاومة للجفاف والتصحر: تنمو شجرة النيم في بيئات فقيرة وشحيحة المياه، ما يجعلها مثالية لمشاريع إعادة التشجير.
- مبيدات طبيعية: تحتوي على مادة “الأزادراختين” الفعالة في طرد الحشرات، مما يقلل الاعتماد على المبيدات الكيميائية الضارة.
- تحسين التربة: تساهم في تثبيت التربة وزيادة خصوبتها، كما تعمل على تقليل التعرية.
- أخشاب مقاومة: تُستخدم أخشابها في النجارة والإنشاءات لمقاومتها للحشرات الأرضية كالنمل الأبيض.
- مصدات رياح طبيعية: سبب حجمها الكبير وانتشار تاجها، تستخدم كمصدات طبيعية للرياح في الحقول، إلى جانب ذلك تُستخلص من أوراقها ولحائها وبذورها مواد تدخل في صناعة الأدوية والمستحضرات الطبية، لعلاج بعض الأمراض الجلدية والالتهابات.
إرشادات ذات صلة
عيوب أشجار النيم:
على الرغم من فوائدها المتعددة، فإن لشجرة النيم بعض الآثار السلبية التي يجب أخذها في الاعتبار:
- نمو الجذور المفرط: تمتد جذورها حتى 15 متراً، ما قد يؤثر على أساسات المباني أو الأنابيب القريبة.
- استهلاك المياه والعناصر: تمتص كميات كبيرة من المياه والمواد العضوية، ما يؤثر سلباً على المحاصيل المجاورة، خصوصاً في المناطق التي تعاني من شح المياه.
- رفع حموضة التربة: مما قد يخل بتوازن التربة على المدى الطويل.
- تأثير أوراقها المتساقطة: تحتوي على مواد كيميائية تقلل من تنوع النباتات تحتها، بسبب تأثيرها الطارد والمانع للإنبات.
الظروف المناسبة لزراعة شجرة النيم:
- المناخ: تتحمل الحرارة العالية (حتى 50°م) لكنها لا تتحمل الصقيع، ولهذا تصلح في معظم المناطق المناخية باستثناء المناطق ذات البرودة القارسة.
- التربة: تنجح في معظم أنواع التربة، لكنها تفضل التربة جيدة التصريف.
- الري: تحتاج إلى ري منتظم في مراحل النمو الأولى، لكنها تتحمل الجفاف عند اكتمال نموها (يقلّ الاحتياج للماء مع نضج الشجرة).
- الموقع: يفضل اختيار موقع مشمس وبعيد عن الإنشاءات.
- الوقت: يوصى بزراعة النيم في بداية موسم الأمطار، حيث يساعد ذلك على استقرار الشتلات وتطور الجذور.
- التقليم: يُفضل تقليم الأغصان السفلية في السنوات الأولى لرفع الساق الرئيسية.
ملاحظة: في المناطق شديدة الرياح، يُنصح بتثبيت الشتلة بعصا خشبية لضمان استقامتها.

خطوات زراعة شجرة النيم:
- جمع البذور وإعدادها:
– تُجمع الثمار عندما يتحوّل لونها من الأخضر إلى الأصفر، وهو مؤشر على نضجها.
– يُزال اللب الخارجي مباشرة، لاحتوائه على مواد قد تُثبّط الإنبات.
– تُغسل البذور جيداً وتُجفف في الظل لمدة لا تتجاوز أسبوعين، تمهيداً لزراعتها. - إنبات البذور:
* تُزرع البذور في أكياس بلاستيكية أو أوعية زراعية تحتوي على تربة خفيفة جيدة الصرف.
* تُوضع الأكياس في أماكن شبه مظللة لتجنب أشعة الشمس المباشرة.
* تستغرق فترة الإنبات من أسبوعين إلى ستة أسابيع. - إعداد الأرض للزراعة الدائمة:
/ يُختار موقع الزراعة بعيداً عن المباني وخطوط الكهرباء، نظراً لامتداد جذور وفروع الشجرة.
/ تُحفر الجذور بأبعاد 60 × 60 × 60 سم.
/ تُراعى مسافات بين الأشجار تتراوح من 3 إلى 5 أمتار لضمان التهوية والنمو السليم. - نقل الشتلات: تُنقل الشتلات إلى الأرض الدائمة عندما يصل ارتفاعها إلى 30–50 سم، ويكون عمرها ما بين شهرين إلى ثلاثة أشهر.
من خلال ما سبق نجد أن شجرة النيم تمثل خياراً زراعياً بيئياً مستداماً، شريطة مراعاة احتياجاتها وتأثيراتها على المحيط الزراعي. وعند زراعتها وفق الإرشادات العلمية، فإنها تسهم في تحسين البيئة، ومكافحة الآفات، وزيادة الغطاء النباتي بشكل فعال.
هذه النصائح لكم/ن
إذا كان لديكم/ن أي استفسار أو تحتاجون إرشاداً بشأن الزراعة أو الماشية، أو النحل، أو الصيد البحري، من المهندس الزراعي في منصة “ريف اليمن”، بإمكانكم التواصل معنا عبر البريد الالكتروني – info@reefyemen.net. أو التواصل معنا عبر الواتساب على الرقم: 777651011.
تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي التالية: –
فيسبوك . تويتر . واتساب . تلغرام . إنستغرام