حصون بني قاسم في صعفان.. معالم أثرية مهددة

حصون بني قاسم في صعفان.. معالم أثرية مهددة

تُعد حصون بني قاسم من أبرز المعالم التاريخية في ريف اليمن، وتقع في قرية المنصبة، إحدى قرى عزلة بني عراف بمديرية صَعفان الواقعة غرب صنعاء والمحاذية لمحافظتي المحويت والحديدة.

ويُقدّر عمر هذه الحصون بأكثر من أربعة قرون، وتمتاز بعمارتها الفريدة، ووظائفها المتعددة، فلم تكن مجرد مبانٍ حجرية شامخة، بل شكّلت مراكز للدفاع والمعيشة والتنظيم الاجتماعي.

وبحسب روايات سكان وزوار، فإن الحصون هي خمسة وتضم: حصن الشرقية، حصن الغربية، حصن العليا، حصن الواسطية، والحصن الصغير. وكانت هذه الحصون مترابطة عبر “باب العقد” الكائن في حصن الشرقية، الذي مثّل المدخل الوحيد المؤدي إلى بقية الحصون.

وشُيّدت معظم مباني الحصون من أدوار متعددة مبنية بالحجارة والطين، واحتوت على مساجد، وبرك مياه، ومخازن للحبوب والبُن، ودواوين وغرف مناظرة (المفارج)، ومجالس (السوابط)، إضافة إلى مرافق خدمية متكاملة؛ مما يعكس نموذجاً عمرانياً أصيلاً يجسّد هوية المنطقة وتراثها وثقافتها.

مؤخراً، تداول ناشطون صوراً لانهيارات جزئية في حصن الشرقية بسبب الأمطار الغزيرة؛ الأمر الذي أثار مخاوف من انهيار وشيك للحصن وبقية المنازل في المنطقة، وتعالت أصوات الأهالي والمهتمين مطالبة بإنقاذ هذه المعالم؛ لما تمثله من ذاكرة جمعية وقيمة تاريخية لا تُقدّر بثمن. فكل حصن يحمل قصة، وكل جدار يوثّق صفحة من التاريخ المهدد بالاندثار نتيجة الإهمال؛ ما يستدعي تدخلاً عاجلاً من الجهات المختصة والمنظمات المعنية بالتراث.

وتُعتبر مديرية صَعفان من أغنى مديريات اليمن بالمعالم التاريخية؛ حيث تضم أكثر من عشرة حصون، فضلاً عن جبال شاهقة ووديان ومدرجات زراعية.

تشارككم منصة ريف اليمن في هذا التقرير صوراً متنوعة لحصون بني قاسم، وثقتها عدسة المصوّر عبدالعزيز قايد الصعفاني منتصف عام 2022.

 

شارك الموضوع عبر:

الكاتب

    مواضيع مقترحة: