الخميس, نوفمبر 13, 2025
.
منصة صحافية متخصصة بالريف في اليمن

حصن الغراب.. حارس مدينة ثُلا التاريخية

يُعد حصن الغراب من أبرز المعالم الأثرية في مدينة ثُلا التاريخية بمحافظة عمران، أحد أروع الشواهد على العمارة اليمنية القديمة، ولا يمكن لزائر المدينة أن يتجاهل هذا الحصن المنيع الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 2500 عام، حيث يُرجع المؤرخون بناءه إلى العصور الحميرية، وقد جمع بين آثار تلك الحقبة وآثار العصور الإسلامية اللاحقة.

يقع الحصن على قمة جبلٍ شامخٍ بارتفاع يقارب 2960 متراً فوق مستوى سطح البحر، ويُشرف على الطرق والممرات التي تربط صنعاء بالمناطق الشمالية والغربية.

وللوصول إلى قمته، يصعد الزائر نحو 365 درجة حجرية، بعدد أيام السنة، عبر طريقٍ ضيقٍ محفورٍ في الصخر لا يُفتح إلا من بوابة واحدة متقنة الصنع.

يتميّز الحصن بتصميمٍ دفاعي فريد، إذ تحيط به الأسوار والأبراج الحجرية العالية، فيما تنتشر داخله خزانات المياه ومدافن الحبوب المحفورة في الصخر بعمقٍ يصل إلى سبعة أمتار، بلغ عددها أكثر من 40 مدفناً، كما توجد برك لجمع مياه الأمطار، وكهوفٌ صغيرة منحوتة استخدمت للسكن والتخزين في العصور القديمة.

أما البرج الرئيسي فيتكون من عدة طوابق تحتوي على فتحات دفاعية تُعرف بـ”المزاغل” استخدمت لرمي السهام نحو المهاجمين، وتنتشر في محيط الحصن أبراج المراقبة، وعددها نحو 26 برجاً، متصلة بسور المدينة الذي يبلغ طوله أكثر من كيلومتر. ويضم الحصن مسجداً قديماً ما زال قائماً، يتميز بسقفه الخشبي المزخرف، وبركة وضوء ومنارة جميلة الطراز.

منصة ريف اليمن تستعرض في هذا التقرير المصوّر بعدسة أحمد المليكي، مشاهد حصن الغراب في مدينة ثُلا بمحافظة عِمران، موثقة تفاصيله المعمارية الفريدة وإطلالاته المهيبة على المدينة التأريخية.

شارك الموضوع عبر: