تحذيرات من أمطار غزيرة غير معتادة نتيجة منخفض جوي

تتركز في الحديدة ومن المحتمل أن تسبب العواصف الرعدية في هطول حبات البرد ورياح قوية

تحذيرات من أمطار غزيرة غير معتادة نتيجة منخفض جوي

تتركز في الحديدة ومن المحتمل أن تسبب العواصف الرعدية في هطول حبات البرد ورياح قوية

من المتوقع أن تشهد مدينة الحديدة غربي اليمن أمطاراً غير معتادة نتيجة منخفض جوي يشمل أيضاً جنوب غرب السعودية (جازان)، وستصل كمية الأمطار المتوقعة حوالي 50 ملم، وهي كبيرة مقارنة بالمعدلات السنوية.

وتشهد جنوب شبه الجزيرة العربية هذا الأسبوع مستويات غير معتادة من الأمطار، نتيجة موجة استوائية (منطقة ضغط منخفض ممتدة) تتحرك عبر المنطقة، مما يؤدي إلى نشاط رعدي متزايد في غرب اليمن وجنوب غرب السعودية.

وفقًا لتحليل أجرته صحيفة الغارديان البريطانية، يُتوقع هبوب عواصف رعدية حتى يوم الأربعاء، حيث قد يصل إجمالي هطول الأمطار إلى حوالي 50 ملم في كل من محافظة الحديدة اليمنية ومنطقة جازان السعودية.

وعلى الرغم من أن 50 ملم قد لا تُعتبر كمية كبيرة في مناطق أخرى، إلا أنها تُعد هائلة في هذه المنطقة فالحديدة تسجل عادةً 65 ملم فقط سنويًا، بينما يبلغ متوسط هطول الأمطار في جازان حوالي 150 ملم.


       مواضيع مقترحة

فيضانات عواصف غبارية

إن ما يعرف بالترسخ أو التعزيز الجبلي، أي عندما يعمل الهواء الصاعد فوق الجبال أو غيرها من التضاريس المرتفعة على تنشيط أو إنتاج مناطق من الأمطار الغزيرة على طول المنحدرات الساحلية للبحر الأحمر يزيد من خطر هطول أمطار غزيرة.

إلى جانب الظروف السطحية القاحلة، تجلب العواصف الرعدية معها خطراً كبيراً من الفيضانات المفاجئة، حيث يتم توجيه مياه الأمطار المرتفعة بكفاءة إلى الوديان، وغالبا نحو المستوطنات الساحلية الأكثر كثافة سكانية.

ومن المحتمل أن تتسبب العواصف الرعدية في هطول حبات البرد ورياح قوية، مع إمكانية أن تؤدي هذه الرياح إلى عواصف غبارية شديدة قصيرة الأمد ولكنها مؤثرة بسبب التضاريس الصحراوية الجافة؛ مما يؤدي إلى انخفاض مفاجئ في الرؤية واضطرابات النقل المحلية.


يُتوقع هبوب عواصف رعدية حتى يوم الأربعاء، حيث قد يصل إجمالي هطول الأمطار إلى حوالي 50 ملم في كل من محافظة الحديدة اليمنية ومنطقة جازان السعودية


وفي حين يرجح أن تقتصر التأثيرات على ساحل البحر الأحمر، هناك احتمالات بأن الرطوبة المنقولة من بحر العرب بالاشتراك مع هذه الموجة الاستوائية قد تمتد إلى الداخل، مع إمكانية هطول أمطار نادرة داخل صحراء الربع الخالي.

تحذيرات من أمطار غير معتادة في الحديدة نتيجة منخفض جوي
المنخفض الجوي يؤدي إلى نشاط رعدي متزايد في غرب اليمن وجنوب غرب السعودية

تحذيرات منظمة الفاو

والأسبوع الماضي حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) في تقريرها الموسمي من مخاطر مناخية متزايدة تهدد اليمن خلال موسم الأمطار الحالي، مشيرة إلى أن البلاد قد تشهد فيضانات مفاجئة واسعة النطاق، خاصة في المرتفعات الغربية والجنوبية؛ مما ينذر بتداعيات خطيرة على الأمن الغذائي وسبل العيش الزراعية.

يتوقع التقرير هطول أمطار غزيرة تتجاوز 300 ملم في محافظات مثل المحويت، إب، صنعاء، حجة، الحديدة، ريمة، وذمار، وهي كميات تفوق المعدلات المعتادة في هذه المناطق. في المقابل، ستشهد المناطق الشرقية مثل حضرموت والمهرة وشبوة أمطارًا محدودة لا تتجاوز 40 ملم.

كما أشار التقرير إلى تقلبات حادة في درجات الحرارة، حيث يُتوقع أن تتجاوز 35 درجة مئوية في المناطق الساحلية والشرقية، بينما تنخفض إلى أقل من 25 درجة مئوية في المرتفعات.

وأشار إلى أن أكثر من 113 ألف هكتار من الأراضي الزراعية معرضة لخطر الفيضانات؛ ما يهدد إنتاج محاصيل الذرة الرفيعة والدخن، التي تُعد من المحاصيل الأساسية في اليمن. وقد أدى تأخر هطول الأمطار ونقص الرطوبة إلى إجهاد كبير في نمو هذه المحاصيل، خاصة في محافظات إب، تعز، لحج، الضالع، وذمار.

ويتوقع التقرير تعرض نحو 884 ألف رأس من الأغنام والماعز لمخاطر الفيضانات، وهو ما يمثل حوالي 5% من إجمالي المجترات الصغيرة في البلاد. وتواجه الحيوانات الناجية خطرًا متزايدًا للإصابة بالأمراض نتيجة تدهور الظروف الصحية وصعوبة الوصول إلى الخدمات البيطرية.

في المناطق المصنفة ضمن المرحلة الثالثة أو أعلى من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، قد تؤدي الفيضانات إلى تفاقم الوضع الغذائي، خاصة بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات. وتعاني العديد من الأسر الزراعية من ضعف القدرة على الاستجابة والتعافي، في ظل غياب أنظمة الإنذار المبكر وموارد الطوارئ.

دعت الفاو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة في تعزيز أنظمة الإنذار المبكر المحلية، خاصة بمناطق السيول في وادي سردود وسهام، وتوسيع نطاق المساعدات الغذائية في المناطق المتضررة، وتجهيز خطط الطوارئ قبل ذروة موسم الأمطار.

شارك الموضوع عبر:

الكاتب

    مواضيع مقترحة: