تجميع البلاستيك.. مهنة الفقراء التي تحمي البيئة

يشكل سوء إدارة النفايات الصلبة خطرا حقيقيا على صحة السكان

تجميع البلاستيك.. مهنة الفقراء التي تحمي البيئة

يشكل سوء إدارة النفايات الصلبة خطرا حقيقيا على صحة السكان

تحت شجرة على رصيف شارع العدين بمحافظة إب، يجلس الخمسيني ناجي حيدر متكئاً على كيس مليء بعلب البلاستيك الفارغة، باحثاً عن استراحة قصيرة من من لهيب شمس الظهيرة الحارقة. الكيس بالنسبة له ليس مجرد وسادة، بل مصدر رزق وحياة لعائلته الصغيرة، شأنه شأن العديد من اليمنيين الذين يعملون في تجميع مخلفات البلاستيك، في بلد أنهكته الحرب

يقول ناجي: “كل يوم، أجوب شوارع المدينة وأبحث في مكبات القمامة لأجمع ما استطعت من علب المياه الفارغة وبعض مخلفات المعدن، وأبيعها بالقدر الذي كتبه الله لي حتى أشتري بعض الخبز لزوجتي وبناتي. هذا كل ما أستطيع فعله كي نعيش”.

ويضيف: “قبل الحرب كنت أسكن في تعز وكانت حالتنا مستورة لأنني كنت أستطيع العمل. عام 2015 نزحنا بسبب الحرب. الحياة صعبة هنا أيضاً، وظروف الناس كلها قاسية. المشكلة أنني مريض، وأنام في الشارع. أحياناً، إذا لم أستطع البيع، أضطر إلى أخذ بقايا الطعام من المطاعم لإطعام أسرتي؛ هذا أفضل من أن أرجع إليهم فارغ اليدين”.


      مواضيع مقترحة


يعاني ناجي من مرض في المفاصل بسبب البرد ووقوفه المستمر، لكنه شأن كثير من اليمنيين، من بينهم أطفال كثر، وجدوا أنفسهم مجبرين بفعل الصراع وتفاقم الفقر، على العمل في جمع مخلفات البلاستيك والمعدن، فقد وجدوا في هذا العمل خيارهم الوحيد للبقاء برغم قلة الدخل الذي يجنونه من هذا العمل.

 أزمة يمنية متفاقمة

يقدر برنامج الأمم المتحدة  الإنمائي أن نحو 65% من النفايات في اليمن عضوية، والباقي يتكون من 10% من البلاستيك و7% من الورق و6% من المعادن و1% من الزجاج و11% من أنواع أخرى.

ويشير تحليل لـDW عربية لأحدث بيانات الجهاز المركزي اليمني للإحصاء، إلى ارتفاع نسبة النفايات إلى نحو 4,4 ملايين طن في العام 2017 مقابل نحو 3,7 مليون طن في 2011.

يرى الدكتور حاجب أحمد الحاجبي، عضو هيئة التدريس في كلية البترول والموارد الطبيعية – بجامعة صنعاء، أن الصراع فاقم أزمة النفايات وأنهى قدرة الدولة على التخطيط والتنفيذ، ما جعل الحل يعتمد أكثر على المجتمع المحلي والمنظمات المدنية والقطاع الخاص والدعم الدولي. يقول الحاجبي إن “تقهقر الخدمات البلدية، كانقطاع الميزانيات، وتدمير البنية التحتية، واختلال المؤسسات المحلية، أدّى إلى ضعف جمع النفايات وغياب نُظم ثابتة.

كانت مواقع جمع النفايات الرسمية تُمثّل مشكلة قبل الصراع الذي تشهده البلاد منذ أكثر من عشر سنوات. إذ لا يتجاوز عدد مكبات النفايات الرسمية واحدًا وعشرين مكبًا، ستة منها فقط تخضع للإشراف، بينما مكبات النفايات المتبقية مفتوحة، ولا تُدفن معظم النفايات في مدافن النفايات، مما يُشكل تهديدًا بيئيًا وصحيًا كبيرًا.



وتأثرت عملية جمع النفايات بأزمة الوقود وانقطاع رواتب العمال وتسببت في تأخير إزالتها في بعض المناطق، بالإضافة إلى نقص المعدات ومركبات جمع النفايات التي لم تكن متوافرة بشكل كافٍ حتى قبل الصراع، إذ بلغ معدل إزالة النفايات من مختلف المدن نحو 65% و5% في المناطق الريفية، ولكن منذ اندلاع الصراع، تعرّضت 45% من المركبات للنهب والتدمير، بالإضافة إلى الضغط الكبير على بعض المدن بسبب النازحين داخليًا.

جامعو النفايات يخدمون البيئة!

يرى الحاجبي أن جامعي النفايات البلاستيكية هم الجزء الأكثر ظهوراً من سلسلة إدارة النفايات في اليمن، إذ يجمعون المواد القابلة لإعادة التدوير من المنازل والأسواق ومكبات النفايات، ويبيعونها إلى تجار وسطاء أو مراكز إعادة تدوير محدودة الوجود.

ويؤكد في حديث لـ”منصة ريف اليمن”،، على إسهام هؤلاء الجامعين في الحد من المخاطر، فهم، وفق تعبيره، يسهمون عملياً في تقليل كمية البلاستيك التي تصل للمكبات أو تُحرق في الشوارع، ويخفضون بالضرورة الضغط على البيئات الحضرية والبحرية عندما يجمعون كميات معتبرة.

تُلحق مخلفات البلاستيك ضرراً كبيراً بالبيئة، فتحلله بطيء جداً، وانقسامه إلى ميكروبلاستيك يلوث التربة والمياه الجوفية والمسطحات المائية. كما أنه يؤدي إلى انسداد شبكات الصرف ومجاري السيول ويضاعف مخاطر الفيضانات، وهو أمر ذو أثر خطير في مناطق اليمن المعرضة للأمطار الغزيرة. أما حرق البلاستيك في مناطق مكشوفة فيطلق أبخرة سامة تؤثر على صحة السكان والبيئة.

يحذر المهندس الزراعي عبد القادر خضر السميطي من أن المواد البلاستيكية لم تعد مجرد مخلّفات عابرة، بل أصبحت قنبلة بيئية صامتة تهدد التربة والمياه والإنسان على حدٍ سواء. فمع تزايد استخدامها باتت آثارها السلبية تتغلغل في كل تفاصيل بيئتنا، خصوصًا في المناطق الزراعية والوديان ومجاري السيول.

يقول السميطي، في حديث لـ”منصة ريف اليمن”: “تشهد الأراضي الزراعية في كثير من المناطق تلوثًا متزايدًا بمخلّفات البلاستيك مثل الأكياس وعبوات المبيدات وأنابيب الري المهملة. هذه المواد تتحلل ببطء شديد وتبقى في التربة لعشرات السنين”، ويوضح أن هذه المخلفات “تؤدي إلى تدهور خصوبة التربة نتيجة تراكم الجزيئات البلاستيكية التي تعيق امتصاص الماء والعناصر الغذائية، فضلاً عن ضعف نمو الجذور بسبب الأغطية البلاستيكية التي تمنع تهوية التربة، واختلال النظام الميكروبي في التربة، إذ تتأثر البكتيريا والفطريات النافعة المسؤولة عن خصوبتها، بالإضافة إلى انتقال الملوثات الكيميائية إلى النباتات ثم إلى الإنسان عبر الغذاء”.

يُشدد السميطي على أن البلاستيك من أخطر ملوثات التربة الحديثة. فمع مرور الوقت تتحول مخلفاته إلى جزيئات دقيقة (الميكروبلاستيك) تختلط بجزيئات التربة وتغير خواصها الفيزيائية والكيميائية، فتقل قدرتها على الاحتفاظ بالماء، وتفقد مرونتها وتوازنها البيولوجي. كما أن الحرارة المنبعثة من الأغطية البلاستيكية المتراكمة تسهم في رفع درجة حرارة سطح الأرض، مما يضر بالبذور والنباتات الصغيرة.

يمنياتٌ يُبدعن في إعادة الاستخدام

دأبت نساء يمنيات عديدات على إعادة استخدام البلاستيك لصنع إطارات الصور وباقات الورود وأطباق الطعام، وتزيين أطباق العيد بخيوط مخلفات الأكياس، علاوة على قص عبوات البلاستيك وتشكيلها بطريقة فنية لتحويلها إلى سلال تُستخدم في حمل الأغراض وحفظ الفواكه والخضروات داخل المطبخ.



تقول أمة الرحمن العفوري، الإعلامية والمصورة اليمنية في حديث لـ”منصة ريف اليمن”: “مع تدهور المعيشة، أصبح البلاستيك مصدر بقاء لكثير من الأسر، فبدل أن يُعالج كأزمة بيئية تحول إلى مورد اقتصادي للنازحين والفقراء”. بحسب العفوري فأولئك النسوة “يفعلن ذلك بدافع الحاجة الاقتصادية، والبعض بدافع الشغف والإبداع لكن الدافع الأكبر هو الفقر وغياب فرص العمل”.

هذا بالضبط ما حصل مع هاجر جمال، 23 عاماً، وهي أم لطفلين تقطن إحدى القرى الجبلية في ريف مدينة إب، وقد وجدت في البلاستيك وسيلة مجدية لمواجهة الظروف الاقتصادية المتردية، وتوفير الحد الأدنى من متطلبات العيش لعائلتها الصغيرة.  دأبت هاجر على قص الكراتين، ودمجها بطريقة إبداعية مع مواد أخرى، مثل الفلين الذي يوضع تحت الثلاجات والغسالات، لتحويلها إلى “أشكال فنية جذابة تستخدم هدايا للأعراس في الريف”، كما تشرح.

يعمل زوج هاجر مياوماً، وتشرح تقول في حديث لمنصة ‘ريف اليمن’ أنه “بالكاد يستطيع توفير أبسط الحاجات الضرورية كالطحين والغاز، لكن غالباً يكافح عشان يوفر احتياجات أطفالي من ملابس ومتطلبات المدرسة، لهذا قلت أحاول جاهدة أن أخفف عن زوجي ولو حتى بجزء من حمله. أسعار منتجاتي تتراوح بين 500ـ1000 ريال (بين 0.5 و1 دولار)، في زبائن نساء وصديقات يأتين للبيت ويشترين مني، وأحياناً أبيعها لبعض المحال”.

ما تفعله هاجر وغيرها من اليمنيات من تحويل النفايات البلاستيكية إلى أعمال فنية، يمثل مظهراً إيجابياً، ومحل تقدير لبعض خبراء البيئة كونه ذا قيمة اجتماعية واقتصادية وبيئية

يرى الدكتور حاجب الحاجبي، وهو باحث في التغيرات المناخية وعلوم البيئة، أن هذا العمل “يقلّل كميات النفايات، ويطيل عمر المادة، ويوفر دخلًا للنساء والأسر، كما يعزز روح المبادرة والاقتصاد الدائري المحلي، ويسهم أيضاً فيرفع الوعي”. وعلى حد تعبيره فنحن أمام “أعمال فنية تُستخدم للتثقيف حول إعادة التدوير والحد من الاستهلاك”.

يمكن القول إن ما تفعله هاجر ونظيراتها يقدم منفعة كبيرة للبيئة تفوق فوائد إعادة التدوير، فمهنتها تندرج في إطار إعادة الاستخدام، وهذا من شأنه زيادة العمر الافتراضي للمواد، ويحد من انبعاثات الكربون الناجمة عن التخلص من البلاستيك.

مخاطر صحيّة

لا يخلو تدوير البلاستيك من مخاطر صحية وبيئية محتملة، يحذر الدكتور حاجب موضحاً: “إذا لم تُنظف مخلفات البلاستيك جيداً قبل استخدامها فقد تحتفظ ببعض الملوثات (زيوت، سوائل، بقايا طعام) فتتحول ناقلاً للمسوسات أو مسببات الأمراض”. ويشرح الحاجبي مخاطر أخرى مثل “استخدام مواد مُذابة أو صمغ يحتوي على مذيبات، وهذا قد يعرّض الحرفيات/الحرفيين للروائح السامة أو التعرض الكيميائي”، منبهاً إلى أن بعض أنواع البلاستيك عند تسخينها أو قطعها قد تطلق جسيمات دقيقة أو أبخرة ضارة.


المهندس الزراعي عبد القادر السميطي : المواد البلاستيكية لم تعد مجرد مخلّفات عابرة، بل أصبحت قنبلة بيئية صامتة تهدد التربة والمياه والإنسان على حدٍ سواء.


يتعرض جامعو النفايات لمخاطر عديدة، بينها إصابات جسدية كالجروح من حواف المعادن والزجاج أثناء الفرز أو النقل، وصحية كالالتهابات والأمراض الجلدية من جراء التعرض للنفايات الملوّثة والمواد العضوية، بالإضافة إلى الأمراض التنفسية بفعل استنشاق الغبار ودخان الحرق والروائح والملوثات. والأخطر من ذلك هو التعرض الكيميائي، فبعض الحاويات/العبوات قد تحتوي بقايا سوائل خطرة أو مذيبات ومواد مبيدية.

يوضح الحاجبي أن الأطفال أكثر عرضة للخطر نظراً لأن لديهم أجهزة مناعية غير مكتملة، بالإضافة إلى سلوكيات مرتبطة بهم مثل مصّ الأصابع.

من جانبها تشير الصحافية العفوري إلى أن جامعي البلاستيك، ولا سيما الأطفال، معرضون لمشكلات نفسية نتيجة العمل وسط القمامة، ونظرة المجتمع الدونية إليهم، لافتة إلى أن تزايد عددهم يعني مزيدًا من الأطفال خارج المدارس ما يهدد مستقبلهم ويعمّق دائرة الفقر.

استغلال وتحديات 

علاوة على كل المخاطر التي يواجهها أولئك البسطاء، فهم عرضة لاستغلال كبير من قبل مصانع التدوير أو تجار الجملة الوسطاء، فكل ما يجمعه الخمسيني ناجي قاسم طوال يومه من كل تلك العلب البلاستيكية لا يعود عليه بأكثر من 700 ريال يمني (70 سنتاً) وهذا المبلغ لا يكفي لشراء حتى وجبة غداء لعائلته الصغيرة.

تؤكد الصحافية العفوري وجود “استغلال واضح من قبل تجار ومصانع إعادة التدوير، إذ يشترون البلاستيك بأسعار زهيدة خصوصًا من الأطفال الذين لا توجد تشريعات حقيقية تحميهم، وإن وجدت فهي غير مطبقة بسبب الفوضى وضعف الدولة في ظل الحرب” وفق قولها.

أما هاجر جمال، فرغم أنها تعمل داخل بيتها ولا تواجه الظروف نفسها، لا يخلو عملها من التحديات، كقلة الدخل، والضغط النفسي بسبب الحاجة إلى تلبية الطلبات في مواعيد محددة. تقول: “العمل لساعات طويلة يمكن أن يكون مرهقًا جسديًا. وأحيانا يصعب عليّ الحفاظ على مستوى الإبداع في عملي”.

كما تشكو هاجر من عدم توافر بعض متطلبات مهنتها، “خصوصاً لأنه إحنا في قرية، ولا توجد عندنا الأشياء التي أريدها كمسدس الغراء اللاصق مثلاً. وما في أحد يقدر يشتريهن لي إلا اذا نزلت أنا للمدينة، وتكلفة التنقل غالية.” حسب قولها.

تنصح هاجر النساء أن يكن مستعدات للعمل الجاد وأن يتحلين بالصبر والإبداع. كما تنصحهن بالبحث عن مصادر دعم وموارد يمكن أن تساعدهن في سد حاجتهن وحاجات أبنائهن، في ظل الظروف الاقتصادية الخانقة.

لا بديل عن استراتيجية منظمة

قصة ناجي وزملائه، وما تواجهه هاجر ونظيراتها من تحديات، تؤكد أن الأفراد يؤدون دوراً حاسماً في إدارة أزمة النفايات، ولكن هذا الجهد الفردي لا يمكن أن يكون بديلاً من العمل المؤسسي والمنظم. فلكي يتحول البلاستيك من مصدر للبقاء إلى مورد مستدام، يجب تجاوز مرحلة تخفيف المشكلة إلى مرحلة الحل الشامل.

يؤكد الدكتور حاجب الحاجبي أن جامعي البلاستيك “عنصر حاسم وفعّال جزئياً، فهم يخففون المشكلة، لكن لا يحلّونها”، مشدداً على أن جهودهم لا تكفي دون سياسات وبنى تحتية مجتمعية ومؤسساتية.

بحسب دراسة حديثة  للمعهد الأوروبي للسلام، هنالك قلق خاص فيما يتعلق بالنفايات البلاستيكية، التي تتراكم على شكل أكياس وزجاجات وحاويات سوائل، وخاصة في المدن الكبرى مثل صنعاء. إذ يُشكل التخلص من النفايات البلاستيكية وحرقها في العراء مخاطر صحية على السكان والماشية والحيوانات الأخرى، بالإضافة إلى الحياة البحرية، كما أن لتراكم وحرق النفايات البلاستيكية غير المعالجة آثارًا ضارة على التربة والتنوع البيولوجي، وخاصةً حيث يتراكم البلاستيك في المناطق الزراعية.



ووفق منظمة  careالبريطانية، يُشكل سوء إدارة النفايات الصلبة خطرًا حقيقيًا على صحة السكان. إذ تحتوي النفايات الملوثة على مواد كيميائية خطرة قد تُسبب أمراضًا، بما في ذلك الكوليرا وحمى الضنك، وآخرها كوفيد-19.

تقول الصحفية العفوري إن الحرب شلت دور الدولة تماماً، فلا توجد رقابة أو إدارة فاعلة للنفايات. مع ذلك، وللاستفادة من البلاستيك بطريقة ناجعة، يوصي الخبير البيئي حاجب بالعمل عبر المنظمات المحلية والبلديات والشركاء الدوليين لأن الدولة المركزية ضعيفة في مناطق كثيرة.

يسرد الحاجبي توصيات عديدة، أبرزها البدء بمشروعات جبهوية صغيرة قابلة للتكرار (scale-up) بدل السعي لتشييد بنية ضخمة فوراً، والتركيز على الوظائف النسائية وتمكين النساء في سلاسل القيمة (فرز، تصميم منتجات معاد تدويرها) مع مراعاة حماية الطفل والحقوق، مشيراً إلى أن دعم المشاريع النسائية الحرفية فكرة ممتازة بشرط التدريب ومراعاة إجراءات الصحة والسلامة، مع رقابة بسيطة، بالإضافة إلى بدء مشاريع تجريبية محلية للفرز وإعادة التدوير صغيرة الحجم، مع متطلبات بيئية وصحية واضحة.

كما يوصي بتنظيم ودعم جامعي النفايات (تسجيل، تدريب، حوافز مالية) فهذا “كفيل بتخفيف فوري للمشكلة المحلية، علاوة على منح الأولوية لحظر الحرق المفتوح، وبرامج التوعية المصحوبة ببدائل عملية”. كما يتطرق إلى وجوب حماية الأطفال مطالباً بمنع عملهم فورياً وتوفير بدائل تعليمية/ اقتصادية للأسر.

على الأرجح أن الخمسيني ناجي لا يفكر بكل هذه الاستراتيجيات، فهاجسه الوحيد هو أن يعود محملاً بما جمعه من البلاستيك كل يوم مع غروب شمس إب، وهو يأمل أن يسد بثمنه جوع أسرته، غير مدرك أنه بنشاطه هذا يسد ثغرات كبيرة في منظومة بيئية أنهكها الخراب.

شارك الموضوع عبر:

الكاتب

    مواضيع مقترحة: