تعرض حصن شقروف الواقع في مديرية حراز بمحافظة صنعاء، لانهيار جزئي أثار مخاوف واسعة بشأن مستقبل المعالم التاريخية في اليمن.
ويعد الحصن أحد أبرز الحصون اليمنية القديمة، حيث يرجح المؤرخون أن تاريخ بنائه يعود لنحو 800 _ 1000عام، وترددت حوله الأساطير، أبرزها أن الجن من قاموا ببنائه بسبب موقعه الذي يقع على حافة منحدر شاهق ويطل على هاوية سحيقة ومخيفة.
مواضيع مقترحة
- ساقية الملكة أروى.. تحفة هندسية في مواجهة النسيان
- حصن الغراب.. حارس مدينة ثُلا التاريخي
- حصن شُحير بحضرموت: معلم أثري يعاني الإهمال
يرى مؤرخون أن الإنسان اليمني القديم استخدم تقنيات بدائية وعبقرية هندسية مذهلة مكنته من التغلب على التحديات الجغرافية، في مشهد لا يقل إبهاراً عن بناء أهرامات الفراعنة.
يقع الحصن في عزلة مسار بمنطقة حراز جنوب غرب مدينة مناخة بمحافظة صنعاء، ويتكون من ثمانية أدوار، أبرزها البوابة واجهة الحصن، ويضم عشرات الغرف والمجالس والمفارج وفق روايات الأهالي.

موقعه الفريد يمنح إطلالات مدهشة من مختلف الجهات؛ فمن الغرب يشرف على وادٍ سحيق يطل على منطقة عوبل و تهامة وجبال ريمة، ومن الشرق يطل على منحدر يفصل بين جبلين تتدفق منهما شلالات مياه تنبع من المزارع والقرى المحيطة به.
جنوبا، يحتضن داراً كبيرة تطل على بقية الدور والمنازل القليلة المحيطة، ما جعل الحصن لوحة طبيعية مهيبة تجمع بين قوة الإنسان وجمال الطبيعة في اليمن.

انهيار الحصن جاء نتيجة الإهمال، وسط تجاهل الجهات المسؤولة والمعنية، ويرى الأهالي أن فقدان الحصن خسارة كبيرة، مطالبين بسرعة التحرك لإنقاذ ما تبقى من معالمه، مؤكدين أن استمرار اهمال المواقع التاريخية سيؤدي إلى اندثار المزيد من المعالم التاريخية.

