تشهد عدة محافظات يمنية منذ الثلاثاء الماضي، 19 أغسطس، منخفضا جويا قويا تسبب بأمطار غزيرة وسيول جارفة أودت بحياة 16 شخصا على الأقل، وأصابت آخرين، وألحقت دمارا واسعا في الممتلكات والبنية التحتية، وسط تحذيرات من استمرار هطول الأمطار خلال الأيام المقبلة.
في عدن، غمرت السيول شوارع مدينة كريتر ومناطق بئر أحمد والحسوة، بعد تدفق مياه الأمطار القادمة من مرتفعات لحج، وأدت السيول إلى إغلاق بعض الطرق الرئيسية.
كما طال الدمار أيضاً جسر العند في محافظة لحج، حيث أدى تدفق السيول إلى انهيار أحد أعمدته بعد أن جرفت أساساته، ما تسبب في هبوط أحد جوانبه، واعتبر سكان محليون أن موجة السيول الحالية هي الأقوى منذ أكثر من 40 عاماً. وأفادت مصادر محلية بتهدم عدد من المنازل في مديرية الحوطة، مركز المحافظة، جراء الأمطار والسيول.
مواضيع مقترحة
-
الفيضانات تعمّق جراح اليمنيين
-
مد بحري يضرب سواحل “ذو باب” في البحر الأحمر
-
الصواعق الرعدية.. كيف نحمي أنفسنا من هذا الخطر؟
وفي مديرية ردفان، جرفت السيول سيارة تقل ستة أشخاص، ما أسفر عن وفاة أحدهم، فيما تمكن الأهالي من إنقاذ الآخرين. كما عُثر على جثة شاب جرفته السيول إلى منطقة الصبيحة، وتبين لاحقا أنه المواطن محمد سعيد أحمد، الذي فقد في ساحل الحسوة بعد أن وثقت مقاطع مصورة لحظة انجرافه.
انهيار منازل
كما تمكنت فرق الدفاع المدني في عدن من انتشال جثث أربعة غرقى، وإنقاذ ستة أشخاص آخرين، بينما لا يزال ثلاثة يتلقون العلاج، نتيجة السيول الناجمة عن الأمطار الغزيرة التي ضربت المنطقة.
أودت الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة بحياة 16 شخصا على الأقل وأصابت آخرين، وألحقت دمارا واسعا في الممتلكات والبنية التحتية في عدة محافظات
أما في محافظة حجة، فتوفي ثلاثة أطفال وأُصيب والدهم جراء انهيار منزلهم في قرية الخضراء بمديرية كعيدنة بفعل الأمطار الغزيرة، كما تسببت السيول في تشريد عشرات الأسر بعد تدمير منازل نازحين في مديرية عبس.
وأفادت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن نحو 180 أسرة في عبس بمحافظة حجة، وعدداً من الأسر في محافظة الحديدة، تضررت بفعل السيول، مشيرة إلى أنها تعمل على تقديم مساعدات عاجلة للأسر المتضررة.
واجتاحت السيول مدينة باجل بمحافظة الحديدة، وغمرت المنازل والشوارع، وسط ضعف في تصريف المياه؛ مما أدى إلى وفاة الطفل يونس عبد المجيد أحمد قروش، (9 أعوام) إثر سقوطه في حفرة مائية عميقة.
كما جرفت السيول قاطرة ركاب في منطقة الكوكبية بمديرية القطيع، ما أدى إلى قطع الطريق الرابط بين الحديدة وصنعاء، بالإضافة إلى أضرار لحقت بعدد من منازل وممتلكات المواطنين.
خسائر بشرية
وفي حضرموت غمرت المياه مناطق في شبام التاريخية التي تُعد من أبرز المواقع المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، كما ألحقت السيول أضرارًا بعدد من المنازل في سيئون وتريم وحورة. كما توفي شاب في منطقة السويري غرقًا في بركة مائية، فيما سجلت شبوة وفاة طبيب ونجله جراء السيول في مديرية عسيلان.
تعكس الأضرار الناتجة عن ضعف البنية التحتية في مواجهة الكوارث الطبيعية وسط حاجة ماسة لإغاثة المتضررين
وفي محافظة صعدة، تسبب انهيار منزل في عزلة غافرة بمديرية الظاهر بوفاة طفلة وإصابة ثلاثة أطفال وامرأة مسنة. بينما شهدت محافظة ذمار وفاة طفل وعمه غرقاً في بركة ماء بمنطقة ثوبان بمديرية الحدأ، حيث حاول العم إنقاذ الطفل دون جدوى.
ووسط استمرار هطول الأمطار، انهار منزلان في مدينة صنعاء القديمة، دون تسجيل إصابات، لكن الأمطار تسببت في أضرار مادية بعدد من المنازل والمباني التاريخية المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي.
كما شهدت مديرية حفاش بمحافظة المحويت انهيارات صخرية ناجمة عن السيول، أدت إلى إغلاق الطريق الرابط بين المديرية ومركز المحافظة، مما عطل حركة السير وأحدث أضراراً في الممتلكات الزراعية بسبب انجراف التربة.
وتعكس الأضرار الناتجة عن ضعف البنية التحتية في مواجهة الكوارث الطبيعية، وسط حاجة ماسة إلى تدخل حكومي ودولي لتوفير الإغاثة العاجلة للمتضررين، ودعم جهود صيانة الطرق والجسور وحماية المواقع الأثرية المهددة.

تحذير من الفيضانات في الأيام المقبلة
وحذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) من أمطار غزيرة وفيضانات تضرب اليمن في الأيام المتبقية من أغسطس الجاري، قد تتسبب بانهيارات أرضية في المناطق شديدة الانحدار، وقد تعزل بعض القرى الريفية
وقالت الفاو – في نشرتها للإنذار المبكر- إن اليمن يواجه مخاطر متزايدة جراء أمطار غزيرة متوقعة خلال الأيام الأخيرة من أغسطس، قد تؤدي إلى فيضانات مفاجئة وانهيارات أرضية في عدد من المحافظات الجبلية والساحلية.
وأكدت أن ذروة موسم الخريف هذا العام تشهد هطولاً فوق المعدل الطبيعي، خصوصاً في المرتفعات الغربية والوسطى، مع امتدادها إلى السواحل المجاورة. لافتة إلى أن محافظات إب وتعز وحجة وصعدة من بين أكثر المناطق عرضة للفيضانات.
ودعت إلى اتخاذ تدابير وقائية، من بينها تجنب عبور الأودية المغمورة بالمياه، نقل الماشية إلى مناطق مرتفعة وآمنة، وتعزيز قنوات التصريف الزراعي، وتجهيز إمدادات طوارئ، ومراقبة مستويات المياه، وضمان توفير مياه شرب آمنة وخدمات صحية للحد من الأمراض المنقولة بالمياه.