نفذ فريق بيطري حكومي حملة لقاحات للماشية في مديرية طور الباحة بمحافظة لحج جنوب اليمن، عقب انتشار مرض غريب تسبب بنفوق العشرات من الماشية خلال الاسابيع الماضية، وكشفت وزارة الزراعة عن سبب الأمراض التي تنتشر بين الحيوانات.
وكانت منصة “ريف اليمن” نشرت تقريرا، عن نفوق المواشي في طور الباحة في لحج، السبت الماضي 15 مارس/ آذار الجاري، بعنوان ” لحج.. مرض غامض يتسبب بنفوق المواشي ولا حلول”، حيث كشفت تقديرات عن نفوق أكثر من 150 رأسًا خلال أسابيع في مديرية طور الباحة.
ووفق الصحافي محمد بن القادري -مراسل متعاون مع منصة ريف اليمن- “فإن فريق ميداني بيطري نفذ نزول ميداني لمعرفة سبب نفوق المواشي في مديرية طور الباحة، بعد نشر التقرير الخاص بانتشار المرض الغامض بين المواشي”.
تشهد مديرية طور الباحة تفشي مرض هدد الثروة الحيوانية، وتسبب بنفوق أعداد كبيرة من الأغنام، الماعز، والأبقار خلال الشهر الماضي، ووصفة مربو الماشية بـ”الغامض” وهو ما أثار حالة من القلق بين المزارعين الذين يعتمدون على تربية الماشية كمصدر للمعيشة.
فريق الزراعة في طور الباحة
ورأس الفريق الميداني وكيل وزارة الزراعة في الحكومة اليمنية، عبد الملك ناجي، برفقة عدد من المسؤولين من قطاعات الوزارة في عدن، الثلاثاء الماضي 18 مارس/ آذار الجاري، ومعهم أيضاً فريق بيطري بدأ بحملة التحصين للماشية.
ووفق إعلام وزارة الزراعة في عدن “نفذت زيارة ميدانية إلى طور الباحة في لحجة بتوجيه من وزير الزراعة والري والثروة السمكية سالم السقطري، بناء على البلاغات التي تم استلامها حول ظهور بعض الأمراض التي اصابت مواشي المواطنين بالمديرية”.
وكان مواطنون -تحدثوا لمنصة “ريف اليمن- عبروا عن مخاوفهم من استمرار تفشي الأمراض في المواشي، وطالبوا بالتدخل السريع عبر إرسال فرق بيطرية متخصصة، أو توفير الأدوية واللقاحات اللازمة، لحماية ما تبقى من ثروتهم الحيوانية.
وقال عفيف الجابري، مدير مديرية طور الباحة “فور وصول الفريق (قادما من عدن) تم تدشين حملة لتطعيم الماشية في منطقة “الغرقة السفلى” للحد من انتشار المرض بين الماشية الذي تسبب بنفوق العشرات من الماشية”، وفق إعلام السلطة المحلية في لحج.
كما قدم الفريق الميداني جملة من الإرشادات التوعوية حول الأمراض وكيفية التعامل معها، تم تزويد الجهات المختصة في مديرية طور الباحة بالعلاجات اللازمة، ووفق إعلام وزارة الزراعة. وأكد الوكيل ناجي على “استمرار المتابعة وتقديم المزيد من الدعم لمواجهة الأمراض التي أصابت مواشي المواطنين”.
وزارة الزراعة:
تهريب المواشي من القرن الافريقي عبر رأس العارة (لحج) وميناء المخا (غرب تعز) دون عمل فحوصات او حجر بيطري لها
وأكد الجعفري، أن مكتب الزراعة تسلم كميات من الجرعات الوقائية لتطعيم الماشية في المناطق المشبوه بانتشار المرض”، وقال “إن الثروة الحيوانية تعد مصدر رزق لكثير من أبناء المديرية”.
سبب تفشي أمراض الماشية
ولم يكشف الفريق الميداني لوزارة الزراعية، عن نوع المرض المتفشي في أوساط الماشية بمديرية طور الباحة في لحج، وتحدث مواطنون لـ”ريف اليمن” عن الأعراض التي تصيب حيواناتهم، والتي تبدأ بارتفاع درجة حرارة الحيوان، فقدان الشهية، وظهور تقرحات.
وأكد الطبيب البيطري بشار الدغيش، إن الأعراض التي ظهرت على المواشي تشير إلى تفشي الحمى القلاعية، وهو مرض فيروسي معدٍ يصيب الحيوانات ذات الأقدام المشقوقة، ويتسبب في خسائر اقتصادية فادحة بسبب طبيعته المتوطنة وسرعة انتشاره.
وسبق أن نشرت منصة ريف اليمن، عن تفاصيل مرض الحمى القلاعية، وكيف يصيب الحيوانات وما هي طرق الوقاية. وقال المختص في المنصة، محمد الحزمي “أن جميع الأعراض الذي ذكرها المواطنون في تقرير انتشار الوباء الغامض في لحج تشير إلا أن هناك تفشي لفيروس الحمى القلاعية”.
إقرأ أيضا.. الحمى القلاعية: كيف تصيب الماشية وما طرق الوقاية؟
وعن أسباب انتشار المرض في مديرية طور الباحة في لحج، قالت وزارة الزراعة “ان تهريب المواشي من القرن الافريقي عبر رأس العارة (لحج) وميناء المخا (غرب تعز) دون عمل فحوصات او حجر بيطري لها”.
ومابين الحين والآخر تنتشر الأوبئة والأمراض بين الماشية في عدد من المحافظات اليمنية، وبسبب عدم استجابة السلطات لهذه الأمراض سواء من خلال التوعية أو تنفيذ اللقاحات اللازمة، وهذا يتسبب بخسائر كبيرة للأسر التي تعتمد على تربية الماشية كمصدر للمعيشية.
ويمثل قطاع الثروة الحيوانية شريان حياة للعديد من الأسر اليمنية، إذ تُقدر مساهمته في الاقتصاد الزراعي المحلي بحوالي 20%، وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، كما أن 80% من المزارعين في اليمن يمتلكون مواشي، سواء كمصدر دخل أساسي أو ضمن استثماراتهم الزراعية.