أقدم صيادون محليون في سواحل حضرموت على صيد سمك “شيطان البحر” المعروف أيضاً بـ “المانتا” والذي يعد من أكبر أنواع سمك الراي، ويتم تصنيفها ضمن الكائنات البحرية المهددة بالانقراض والممنوع صيدها دوليًا.
وتداول ناشطون -في موقع فيسبوك- صوراً لاصطياد كميات من سمك شيطان البحر. وقال المصور أحمد بن عامر إنها “من الأسماك المفضلة في حضرموت، وتسمى “كدو” او “قديد” ولها تسميات عديدة كلا حسب منطقته، تطهى طازجة وكذلك يتم تجفيفها”.
ويعد “شيطان البحر” أحد أقوى وأضخم أنواع أسماك الراي النسر، ويُعرف في منطقة حضرموت بأسماء مثل “كدو” أو “قديد” ويتميز بحجمه الكبير وقوته الهائلة التي تمكنه أحياناً من سحب قوارب الصيد أو لف الشباك حول نفسه.

ويعتبرها بعض السكان وجبتهم المفضلة لمذاقها اللذيذ، حيث تُطهى طازجة أو تُجفف وتُستخدم في أطباق محلية، ورغم القيمة البيئية العالية لهذه الكائنات، التي تسبح غالباً في أسراب خلال مواسم التزاوج، إلا أن غياب الرقابة واستمرار الممارسات التقليدية جعلاها تُعرض في الأسواق كوجبة معتادة لدى بعض السكان.
سمك شيطان البحر مهدد بالانقراض
ويحذر مهتمون بالبيئة البحرية من خطورة صيد “شيطان البحر” على التنوع البيولوجي في سواحل حضرموت، مطالبين بتطبيق صارم لقوانين حماية الحياة البحرية؛ إذن إن هذه الكائنات تلعب دوراً بيئياً مهماً، ويُعد صيدها مخالفة صريحة لاتفاقيات دولية تحظر استغلالها، نظراً لبطء تكاثرها وارتفاع خطر انقراضها.
يعد الصيد التجاري أحد أكبر عوامل التهديد لأسماك شيطان البحر وعددها في العالم إلى انخفاض بسبب الصيد وتدهور مواطنها والاحترار العالمي
وتُصنف سمكة “شيطان البحر” العملاقة ضمن الكائنات المهددة بالانقراض بحسب القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، وتُقدّر أعدادها عالمياً بأنها محدودة، دون وجود بيانات دقيقة حول حجمها، وتتميز هذه الكائنات بسلوكها المسالم، رغم مظهرها المثير للرهبة؛ إذ يمكن للغواصين الاقتراب منها دون خطر، ما لم تتعرض للاستفزاز.

وبحسب الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، فإن عدد أسماك شيطان البحر في العالم إلى انخفاض، ويعود سبب ذلك في الأساس إلى الصيد، وتدهور مواطنها، والاحترار العالمي، ويعد الصيد التجاري أحد أكبر عوامل التهديد لأسماك شيطان البحر، وفق تقرير سي إن إن.
ووفق الناشط البيئية “فولكنر” التي تدير مؤسسة للأبحاث والحفاظ على الطبيعة والأبحاث فإن “أسماك شيطان البحر، غير مؤذية ولا تلدغ، وليس لديها أسنان، ولا يمكنها أذيّة البشر، ورغم ذلك إلا أن الناس تتسبّب بأضرار جسيمة لها”.
ونظرًا إلى كونها حيواناً بطيء النمو، وتكاثرها يستغرق وقتاً طويلاً، فإن صيدها قد يتسبّب في استنفاد عدد هذه الأسماك بسرعة كبيرة، ومن الصعب تحديد عدد أسماك شيطان البحر الموجودة اليوم، بحسب “فولكنر”.
نوع فريد
وهذا النوع من الأسماك فريد بسبب مظهره الغريب وخصائصه المميزة، إذ يمتلك أكبر دماغ بين جميع الأسماك في العالم، حيث يبلغ طول كل فص من فصي الدماغ، من الطرف إلى الفم.
وسبب تسميتها بـ”سمكة الشيطان”، فيعود ذلك إلى زعانفها الرأسية التي تُشبه القرون ويمكن أن تصل إلى ستة أمتار، وهي زعانف مرنة تُستخدم لتوجيه الطعام مثل العوالق والروبيان إلى فمها الواسع.
ويعرف اسمها أيضا بـ “الأسماك الطائرة”، نظراً لسلوكها المذهل في القفز من سطح الماء إلى الهواء، وغالباً ما تظهر في مجموعات، وتنفذ قفزات تصل إلى مترين ارتفاعاً، قبل أن تعود لتغوص مجدداً في الأعماق، في مشهد يثير الدهشة ولسرعته المخيفة اسمي أيضاً بشعاع الشيطان.
إلا أن استمرار الصيد الجائر في ظل غياب الرقابة يهدد هذا الكائن الفريد بالانقراض، ما يستدعي تحركاً عاجلاً لحمايته، حفاظاً على التنوع البيولوجي والتوازن البيئي في البحار اليمنية.