حجة.. الكلاب الضالة تهدد أرواح السكان ومواشيهم

8 أشخاص أصيبو بعضات الكلاب وتم إفتراس 10 أغنام بعُزلة في كعيدنة

حجة.. الكلاب الضالة تهدد أرواح السكان ومواشيهم

8 أشخاص أصيبو بعضات الكلاب وتم إفتراس 10 أغنام بعُزلة في كعيدنة

تحولت الكلاب الضالة إلى كابوس يومي يؤرّق سكان القرى والعزل في مديرية كعيدنة بمحافظة حجة، (شمال غربي اليمن)، بعد أن أصبحت تهدد سلامة الإنسان والمواشي، وتنشر الرعب في الأحياء السكنية والمراعي، وحتى داخل البيوت الطينية.

انتشار مقلق

“أحمد النشري (47 عامًا)”، أحد سكان قرية بني الضماري، لم يكن يتوقع أن تنقلب رحلته البسيطة إلى السوق إلى مأساة صحية، إذ تعرّض لهجوم مفاجئ من كلب ضال أثناء سيره على الطريق العام.

يقول النشري لمنصة ريف اليمن: “بينما كنت أمشي في الطريق هاجمني كلب من الخلف وغرز أنيابه في ساقي، صحت دون جدوى، ولم يكن بيدي شيء لأدافع عن نفسي”. ويضيف:” حاولت إبعاده بقوة حتى فرّ، بعدها أسعفني أقاربي إلى مستشفى أطباء بلا حدود في مديرية عبس، وهناك تلقيت العلاج اللازم، وتماثلت للشفاء وتحسنت حالتي الصحية”.


      مواضيع ذات صلة


وتشهدت العديد من المحافظات اليمنية ارتفاعاً ملحوظاً في الإصابات بعضات الكلاب المسعورة المصابة بما يعرف علميا داء الكلب، وأصبحت مهددة ليس للماشية والحيوانات فقط، بل حتى للإنسان.

وداء الكلب مرض فيروسي يصيب الدماغ بشكل عام؛ إذ يمرّ الفيروس عبر العصب حتى يصل الدماغ؛ مما يسبب شللًا للجهاز العصبي، ومن ثم الاختناق وموت المصاب في حال عدم تلقي الإسعافات الأولية واللقاحات اللازمة.

قصة أحمد تكررت مع آخرين، كما حدث مع صالح، وهو أحد سكان منطقة الربوع بذات المحافظة، والذي يروي لمنصة ريف اليمن قصته قائلاً: “بينما كنت عائداً من السوق استقبلني كلب جوار البيت، لم يتضح لي أنه مسعور، حاولت أن أقرب له بعض الطعام، ولكنه رفضها وهاجمني ممسكًا بيدي مباشرة وبدأ بعضها”.

“أفلت مني بصعوبة ليتم نقلي إلى الوحدة الصحية القريبة، لكنهم أخبروني أن اللقاحات غير متوفرة، فتم تحويلي إلى مستشفى أطباء بلا حدود في عبس، وهناك تلقيت العلاج وجرعات متكاملة حتى تماثلت للشفاء”، يضيف صالح.

المراعي لم تعد آمنة

الناشط الإعلامي “علي نشري”، من أبناء مديرية كعيدنة، أكد لمنصة “ريف اليمن” أن عدد ضحايا عضّات الكلاب الضالة في عزلة بني نشر بلغ ثمانية أشخاص، معظمهم من كبار السن، إضافة إلى هجمات طالت الماشية.

ويقول نشري: “لم يقتصر الأمر على البشر فقط، بل امتدت الهجمات لتطال عدداً من الأغنام والحمير والأبقار، ففي عزلة الثلث بنفس المديرية وصل عدد الأغنام التي تعرضت للافتراس إلى نحو 10 أغنام؛ ما تسبب في خسائر كبيرة لأهالي المنطقة”.

تحولت المراعي الواسعة، والسلاسل الجبلية التي كانت مصدر رزق للرعاة إلى مناطق مخيفة لا يجرؤ أحد على دخولها إلا ضمن مجموعات، وغالبًا بالسلاح ،الأهالي باتوا يمنعون أطفالهم من الذهاب إلى الحقول والجبال سيرًا على الأقدام، بينما أصبحت تحركات النساء محصورة ومحدودة خوفًا من التعرض لإصابات .

ويؤكد المواطن “أسامة طاهر (27 عامًا)”، من عزلة الثلث، أن أسرته فقدت عدة رؤوس من الأغنام بداية رمضان، ويضيف: “كان الوقت ظهراً حين عاد ابن أخي الصغير وشقيقته، وهما من يتولّيان رعاية الأغنام، وقد بدا عليهما الهلع، وعيونهما تفيض بالدموع، شعرت بأن حدثاً ما قد وقع”.

ويتابع: “حين سألتهم أجابني محمد بصوت خافت مرتجف أن أربعة من الأغنام تم التهامها من قبل الكلاب، لم نكن نعلم أن بعض الغنمات قد انفصلن عن القطيع أثناء الرعي، لكننا لاحظنا عند تجميعهن أن العدد ناقص ستة رؤوس”.

خطر صحي داهم

ويضيف: “انطلقنا للبحث فورًا، فوجدنا أربعًا منهن قد تم افتراسهن، بينما كانت اثنتان محاصرتين في أسفل الوادي، وتمكّنا من إنقاذهما بعد أن طردنا الكلاب”، مطالبًا الجهات المعنية بالتدخل السريع، وتنفيذ حملة ضد الكلاب الضالة.

الدكتور “عبد المجيد كرامة” طبيب في المستشفى الريفي بمركز المديرية، حذر من احتمال تفشي مرض السُعار، بسبب عضّات الكلاب الضالة، خصوصًا في ظل عدم توفر اللقاحات في معظم المراكز الصحية بالمديرية.

وأوضح كرامة لمنصة ريف اليمن أن الذين يتعرضون للعض يحتاجون عناية سريعة، وأي تأخير قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة قد تصل إلى الوفاة، محذرا أنه في حال لم يتم قتل هذه الكلاب أو حل مشكلتها في أقرب وقت سيصبح الوضع مقلقاً أكثر.

وفي ظل الانتشار المخيف للكلاب الضالة، يعبر سكان القرى الريفية بمديرية كعيدنة، عن استيائهم من تجاهل الجهات المختصة، إذ لم تُسجّل أي حملات مكافحة حقيقية، ولا حتى توعية أو تنظيم حملات قتل للكلاب المسعورة التي باتت تشكل خطراً حقيقياً على حياة الإنسان والحيوان معا.

شارك الموضوع عبر:
الكاتب

مواضيع مقترحة: