ثمار المناصف.. حكايات اليمنيين بين حلاوة الصيف وأنغامه

يمتد موسم "نف العدة" لثلاثة أشهر ويكون في متناول الجميع

ثمار المناصف.. حكايات اليمنيين بين حلاوة الصيف وأنغامه

يمتد موسم "نف العدة" لثلاثة أشهر ويكون في متناول الجميع

موسم المناصف في اليمن هو فترة جني التمر (البلح) في مرحلته الناضجة المبكرة، حيث تتباين ثمار البلح بين الأصفر والأحمر الفاتح والأسود الغامق الرطب السكري.

وتتميز هذه الثمار بقوام طري يتراوح بين الرطوبة والقرمشة، ويحرص الناس على تناولها لمذاقها الحلو اللذيذ، وانخفاض أسعارها، بالإضافة إلى ارتباطها بموسم صيفي يتميز بطابع اجتماعي وتجاري مميز.

يُزرع البلح بشكل رئيسي في بعض المناطق، لكنه ينتشر في مختلف محافظات اليمن، ويبرز موسم المناصف بشكل خاص في محافظات الحديدة على الساحل الغربي للبلاد، وحضرموت في الشرق، إضافة إلى شبوة والجوف ومناطق أخرى، وتعرف هذه الثمار محلياً بأسماء مثل “المناصف”، “نصف العدة”، و”رطيب”، “الخمس”، وتتراوح أسعارها بين 1 إلى 4 دولارات حسب الجودة.

وفقاً لمصادر محلية، فإن التمور ثاني أهم محاصيل الفاكهة في اليمن بعد المانجو، حيث تحتل زراعة أشجار النخيل مساحة تقارب 13 ألفاً و848 هكتاراً من إجمالي 88 ألفاً و832 هكتاراً مخصصة لأشجار الفاكهة في البلاد، وتمتلك المحافظات المذكورة أكثر من 67% من نخيل التمور في الجمهورية، ويُقدّر الإنتاج السنوي فيها بحوالي 48 ألفاً و168 طناً.

وتختلف مواعيد نضج الثمار حسب التنوع المناخي المميز في هذه المناطق، ويستمر الموسم عادةً حوالي ثلاثة أشهر تمتد من بداية يونيو وحتى نهاية أغسطس، مع إمكانية زيادة أو نقصان طفيف حسب الظروف المحلية.

وتتميز فاكهة المناصف بطعمها اللذيذ وقيمتها الغذائية العالية، ويُعد موسمها مصدر رزق مهم لآلاف الأسر اليمنية؛ من خلال توفير فرص العمل في الحصاد والتعبئة والنقل، كما ينشط الموسم الحركة الاقتصادية في الأسواق المحلية خلال فصل الصيف.

يرتبط موسم المناصف بذكريات اليمنيين الذين تغنّوا به وأبدعوا في وصفه من خلال الشعر، خصوصاً في المناطق الزراعية، حيث تبدأ الفعاليات بجمع الثمار المتساقطة أسفل الأشجار، وتسلق الأشجار، وترديد الأهازيج الشعبية، كما تُقام الحفلات والمسابقات الثقافية التي تعزز الفرحة وتنمي المواهب

وتُقام هذه الفعاليات الشعبية غالباً في منطقة تهامة، من خلال حفلات جماهيرية شعبية تقليدية مثل مهرجان الجاح في بلاد الزرانيق، الذي يشمل سباقات الهجن والخيول، وألعاباً شعبية، وعروضاً فنية تعبّر عن الروابط العميقة بين المجتمع وزراعته.

نستعرض معكم فيما يلي مجموعة من الصور التي التقطها المصور الفوتوغرافي عبدالله عثمان، بالإضافة إلى صور نشرها “ابن الحسن” (EbnAlhassan) على حسابه في منصة فيسبوك، إلى جانب صور أخرى جُمعت من مواقع التواصل الاجتماعي.

ويقدم هذا التقرير المصور باقة مميزة توثق جمال هذا الموسم الزراعي وفعالياته، مسلطاً الضوء على جهود المزارعين اليمنيين وصمودهم رغم التحديات التي تعيشها البلاد منذ عقد.


شارك الموضوع عبر:

الكاتب

    مواضيع مقترحة: