الإثنين, نوفمبر 10, 2025
.
منصة صحافية متخصصة بالريف في اليمن

العلان.. موسم زراعي يبهج سكان الريف

يُعد العلان من أبرز المواسم الزراعية في اليمن، ويبدأ عادة في منتصف شهر سبتمبر ويستمر حتى منتصف أكتوبر حسب التقويم الحميري، أي من 15 سبتمبر إلى 15 أكتوبر تقريباً (مع اختلاف متفاوت من منطقة إلى أخرى)، ويشكل ختام السنة الزراعية الصيفية – تكون فيه الذرة بمرحلة الجهيش -. (تقول روايات أخرى أن العلان يستمر لنحو شهرين أي الى ما بعد الحصاد).

ويُعرف هذا الموسم بأنه وقت جز الحشائش وتجهيز الأعلاف من المساحات الخضراء (تسمى عرش- عروش- صلابي – صليبه -) للمواشي استعداداً لفصل الشتاء، كما يحمل دلالات البشارة بقرب الحصاد، إذ تنضج خلاله محاصيل مثل الذرة، القمح، العدس، الشعير، إضافة إلى البن وبعض الفواكهة مثل البرتقال.

خلال موسم العلان، تتضاعف الأعمال اليومية لسكان الريف، لا سيما للمرأة، التي تشارك بشكل أساسي في جميع الأنشطة الزراعية وتحضير الأعلاف، ويأخذ العاملون معهم مستلزماتهم من الطعام والشراب إلى مواقع العمل، وقد تمتد ساعات العمل من الصباح الباكر وحتى المساء، تعبيراً عن الجهد الكبير المطلوب خلال هذا الموسم الحيوي.

وتقوم النساء بجمع الحشائش وقطعها بأدوات تقليدية مثل “الشّريم”، ثم لفها وتخزينها على شكل حزم صغيرة لتغذية الأبقار والثيران، غالباً بالتعاون مع الجيران (وتبادل التعاون)، أو مقابل أجر يومي تحصل عليه العاملة “الشاقية”، نحو ثلاثة آلاف ريال (18 دولار).

ويمثل هذا الموسم تحدياً جسدياً واجتماعياً كبيراً، خصوصاً لمن لا يملكن دعماً أسرياً، لكن دوره الحيوي يضمن استدامة الإنتاج الزراعي ويجعل المرأة محوراً أساسياً في اقتصاد القرية المحلي.

ويراف موسم العلان، العمل اليومي للرجال والنساء أداء الأهازيج والمهاجل الشعبية التي ارتبطت بهذا الموسم في التراث اليمني. من أبرزها:

  • لعن أبوك يا الخريف.. علان صدّر بتعريف.. المسابل جهيش.. والجعدنة أصبحت ليف.. والمثمر يطوف.. يكتب وفي الكُم عنصيف.
  • ليتك تجي وقت علان.. تشوف كحيل الاعيان.. وبالة ومغرد وخلان..

توثّق هذه الأهازيج والمهاجل الفرح الشعبي والتواصل بين الإنسان والطبيعة والاعتماد على الأرض كمصدر للعيش، كما تعكس روح التعاون والاحتفال بالموسم في القرى اليمنية.

ويظل موسم العلان أحد الأعمدة الأساسية للزراعة اليمنية، جامعاً بين النشاط الزراعي الجسدي، والإيقاع الفلكي الطبيعي، والتراث الشعبي، مؤكداً على علاقة الإنسان بالأرض ودور المرأة الريفية في استدامة الإنتاج المحلي والحياة الاجتماعية للقرى. فيما يلي نشارككم مجموعة من الصور التي توثق جانبًا من هذا الموسم السنوي في الريف اليمني.

صور من صفحة المصور: يوسف الجبل

صور تم تجميها من منصة فيسبوك:

شارك الموضوع عبر: