العسل اليمني يحصد 4 جوائز دولية في الجودة

نافست 4 أنواع من عسل السدر 285 نوعاً على مستوى العالم

العسل اليمني يحصد 4 جوائز دولية في الجودة

نافست 4 أنواع من عسل السدر 285 نوعاً على مستوى العالم

حقق العسل اليمني إنجازاً دولياً جديداً وحصل على أربع جوائز في الجودة على مستوى العالم، في منافسة شهدت مشاركة 22 دولة، وهذا يفتح أفاقاً واسعة للمنتج اليمني في الأسواق الدولية، ويساعد في سبل العيش للنحالين في اليمن.

وحصد العسل اليمني أربع جوائز من مسابقة باريس الدولية لجودة العسل 2025 (Paris International Honey Awards)، والتي نُظمت هذا العام في مدينة جدة السعودية، بعدما تم نقلها من باريس استجابةً لمشاركة واسعة من المنتجين العرب.

وحصل نوعان من عسل السدر اليمني على جائزتين بلاتينيتين، وهي الأعلى في تصنيف المسابقة، كما حصد نوعان آخران على جائزتين ذهبيتين، في إنجاز يعزز حضور العسل اليمني على الساحة الدولية، والذي يعد من الأنواع الأعلى جودة في العالم.


    مواضيع ذات صلة


العسل اليمني

ونجح كل من عسل السدر الحضرمي وعسل السدر الصعدي في الحصول على التقييم الأعلى الذي تراوح بين 95.5 و100 نقطة، بينما نال عسل السدر العصيمي وعسل السدر الجرداني على جائزتين ذهبيتين في ذات التقييم.

وكان اليمن قد حصد في ذات المسابقة التي أقيمت في لندن العام الماضي ثلاث جوائز لذات الأنواع التي فازت هذا العام، وكان النوع الرابع الجديد هذا العام هو عسل السدر الصعدي القادم من محافظة صعدة في أقصى شمال اليمن.

وشهدت المسابقة هذا العام مشاركة أكثر من 285 عينة عسل من 22 دولة، ومثّلت اليمن في هذه الدورة شركة “شيبا بييز” (Sheba Bees)، وهي شركة ناشئة متخصصة في تسويق العسل اليمني وفق معايير دولية، ومقرها خارج البلاد.

ووفقاً للمنظمين، خضعت جميع العينات المشاركة لاختبارات مخبرية صارمة في باريس قبل عرضها على لجنة تحكيم تضم 12 خبيراً من دول أوروبية من بينها ألمانيا، إيطاليا، وصربيا، واعتمد التقييم على عدة معايير، شملت النقاء واللون والرائحة والطعم، من خلال اختبار تذوق أعمى لضمان النزاهة.

وجمعت أنواع العسل -التي نافست بالمسابقة- باستخدام طرق تقليدية من خلايا “الأجباح” في مناطق يمنية متفرقة، شملت مديرية يبعُث في حضرموت، الصفراء في صعدة، عمران، وشبوة، بحسب ما أفادت الشركة التي مثلت اليمن في المسابقة.

حصدت 4 أنواع من العسل اليمني بلاتنيتين وذهبيتين في مسابقة باريس الدولية لجودة العسل 2025 (ريف اليمن)

المنافسة العالمية

وقال وليد الحريري، مؤسس شركة “شيبا بييز” إن “هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا تفاني وشغف النحّالين الذين نعمل معهم من مختلف أنحاء اليمن، وهذه الجوائز تسوق العسل اليمني عالميًا، وتفتح آفاقًا أوسع له في الأسواق الدولية”.

وأضاف -في تصريح صحافي عقب تسلمه جوائز العسل- أن شركته “تسهم في نمو قطاع العسل اليمني، والحفاظ على سلالات النحل المحلية، وتعزيز تربية النحل في مختلف المناطق”، لافتا إلى أن مبادرته تحمل رسالة اجتماعية تهدف إلى دعم النحّالين اليمنيين ومجتمعاتهم، وحماية النحل والبيئة.

وتأسست شركة “شيبا بييز” عام 2023 وأُطلقت رسميًا في مدينة نيويورك عام 2024 كمشروع تجاري، وتقول إنها تسعى إلى تمكين النحّالين اليمنيين من خلال برامج إنتاج مستدامة، وتوسيع حضور المنتج في الأسواق العالمية، وتتعاون مع نخبة من النحّالين اليمنيين المحترفين في مختلف المحافظات.

ويُعد هذا الفوز امتداداً لسجل مميز للعسل اليمني؛ إذ فاز العام الماضي بثلاث جوائز في “مسابقة لندن الدولية للعسل 2024″؛ حيث نال عسل السدر الحضرمي الجائزة البلاتينية بعد تحقيقه درجة تتراوح بين 95.5 و100، فيما حصل كل من عسل السدر العصيمي وعسل السدر الجرداني على جائزتين ذهبيتين.

اللافت أن هذا التمثيل الدولي للعسل اليمني يتم في وقت تعجز فيه معظم الشركات المحلية والنحالين داخل اليمن عن المشاركة في مثل هذه المحافل، بسبب التحديات اللوجستية والاقتصادية التي تراكمت خلال سنوات الصراع، ويعكس هذا الغياب حجم الصعوبات التي يواجهها القطاع الحيوي.

العسل اليمني
يعود تاريخ تربية النحل اليمني إلى القرن العاشر قبل الميلاد وهي مهنة تقليدية ومصدر دخل لآلاف الأسر اليمنية

أنواع العسل التي حصدت الجوائز

وتأتي الأربعة الأنواع من عسل السدر اليمني، من أربع محافظات يمنية مختلفة شمال وشرقي اليمن، وتنتج اليمن أنواعاً مختلفة من العسل، وهنا نورد أوصاف الأربعة الأنواع التي نافست في المسابقة الدولية وفق موقع شركة “شيبا بييز” (Sheba Bees).

  • السدر الحضرمي

يتميز برائحته العطرة المعتدلة، ولونه الكهرماني المائل إلى الأحمر، ويُستخرج من خلايا تقليدية في حضرموت على ارتفاع 3500 قدم فوق سطح البحر، كما يتمتع بنكهة غنية تجمع بين السكر البني والتوفي، مع طابع خشبي، ولمسة مالحة وقابضة تضيف له تميزاً فريداً.

  • السدر الصعدي

يعرف بلونه البرتقالي الدافئ، وكثافته العالية، ويُستخرج من جبال صعدة في أقصى شمال اليمن، تتنوع نكهاته بين السكر البني، والتوفي والكراميل، مع رائحة خشبية تجمع بين الصنوبر والكستناء، وملمس لزج يعبّر عن جودته العالية.

  • السدر الجرداني

عسل كثيف ويتميز بلون كهرماني أحمر، يُنتج في وادي جردان بمحافظة شبوة، على أطراف الصحراء اليمنية (جنوب شرق)، يتميز بنكهات الكراميل، والتوفي، وقشر الجوز، ويزدان برائحة الكستناء المحمصة والأوراق الجافة، ما يمنحه طابعاً عطرياً غنياً ومعقّداً.

  • السدر العصيمي

يتميز بلون أصفر ذهبي كثيف من وادي العصيمات في المرتفعات الشمالية من محافظة عمران شمالي اليمن، يُعرف بنكهاته المتعددة التي تجمع بين الفواكه المجففة، والكراميل، والقهوة المحمصة، مع رائحة ناعمة لقشر الجوز تضفي عليه طابعاً دافئاً ومتوازناً.

العسل اليمني
يتمتع العسل اليمني بسمعة تجارية فائقة الصيت ويعتبر عسل السدر واحدا من أغلى وأجود أنواع العسل في العالم (UNDP Yemen)

رافد اقتصادي

يعتبر العسل اليمني من أشهر أنواع العسل في العالم، والأغلى ثمنا حيث ساهمت المراعي النحلية المنتشرة في البيئة اليمنية في إنتاج أنواع مختلفة من العسل، تعود تربية النحل في اليمن لآلاف السنين فهو من العادات القديمة التي مارسها اليمنيون منذ القرن العاشر قبل الميلاد.

وتنتشر مهنة تربية النحل في العديد من المحافظات اليمنية، ويشكل مصدر دخل لمئات الآلاف من السكان، وتحتل محافظة حضرموت المرتبة الأولى من حيث كمية إنتاج العسل، تليها تعز ثم الحديدة

ويُعد العسل اليمني من المحاصيل الاستراتيجية التي يعتمد عليها الكثير من اليمنيين كمصدر دخل، وسبق أن صُنّف ضمن السلع الخمس الاستراتيجية للحكومة اليمنية عام 2003 نظرًا لأهميته الاقتصادية.

ويواجه مربو النحل تحديات كبيرة، ووفق تقارير أممية 2020 أن نحو 100 ألف أسرة باتت تعتمد على قطاع إنتاج العسل كمصدر رئيسي للدخل، خاصة في المناطق الريفية، كما تشير بيانات وزارة الزراعة لعام 2002 إلى وجود أكثر من 81 ألف نحال، يعني ان مربو النحل زادوا 19 ألف فقط خلال 18 عاماً.

وبحسب كتاب الاحصاء الزراعي للعام 2021، فقد بلغ عدد الخلايا النحلية في اليمن 1,3 مليون خلية، وبلغت كميات الإنتاج 2,855 طنا، وتتصدر محافظة حضرموت الإنتاج وتليها تعز ثم الحديدة.

ويُعتبر عسل السدر من الأنواع الأعلى سعراً، حيث يُباع الكيلو منه محليًا بحوالي 75 دولاراً، بينما قد يصل سعره في الأسواق العالمية إلى 500 دولار أمريكي.

يواجه قطاع تربية النحل في اليمن صعوبات كبيرة بفعل الحرب وتغير المناخ، أبرزها توقف التصدير، وارتفاع أسعار الوقود، وإغلاق الطرق، ما حدّ من تنقّل النحالين. كما أدى توقف شركات الشحن الدولية إلى عزل المنتج اليمني عن الأسواق الخارجية.

بالإضافة إلى ذلك، أثّرت التغيرات المناخية على مواسم إزهار أشجار السدر، وتسببت الأمطار الغزيرة بتساقط الأزهار قبل جمع الرحيق، مما خفض الإنتاج، ويطالب المختصون بتشجير المراعي النحلية، ومنع الاحتطاب الجائر، ودعم استراتيجيات مستدامة لحماية هذا القطاع الحيوي.

شارك الموضوع عبر:
الكاتب

مواضيع مقترحة: